أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)














المزيد.....

(هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 20:24
المحور: الادب والفن
    


تعد اسبانيا مهد مصارع الثيران في العالم، وتنطلق مسابقات لهذا الغاية في شوارع المدن حيث تطلق هذا الحيوانات وناس تركض خلفها، وأحيانا يمكن ملاحظة بعض الصور المؤلمة قد تعترض عليها جمعيات الرفق بالحيوان. يتحمل المصارعون لقاء مطاردة الثيران الهائجة كدمات وجروح خطرة وقد يصل الأمر إلى الوفاة. الثيران المسكينة لا يجد بدا سوى الدفاع عن نفسها وهي ترى إشارات الاستفزاز التي تصدر من المتسابقين،لاسيما الألوان الحمراء. وتتحول هذه الرياضة إلى مشهد مقزز بعيد عن كل الإنسانية التي يجب أن تتصف بها كل أنواع الرياضات. هيجان هذه الحيوانات وعدم السيطرة عليها، ذكرني بحادثة (هدية قطن) وبعير(أبو الملح). فيما مضى كانت الحيوانات هي وسيلة نقل البضائع وتجوال بها في أزقة المدينة، فهناك الخيول والحمير التي عادت ما تجر عربات النفط ونقل المواد المختلفة، ولكن أكثر ما يثير الأطفال وجود سفينة الصحراء في قلب المدينة. أمرٌ لا يمكن أن يكرر سوى في أفلام كارتون. هذا الحيوان ذو الرقبة الطويلة والساقان العملاقتان وسنام المثلث والأسنان الكبيرة يحظى باهتمام الصغار الذي يقتفون اثر خفيه في الأرض الترابية، وهم يضعون أصابعهم فوق بعضها بعضاً على أملٍ الحصول على حليب مزعوم تركه هذا الأثر. نظرية غربية لا يُعرف من أين جاءت بها مخيلة الأطفال؟ يحمل (أبو وملح) بضاعته ليدور بها في الأزقة باحثا عمّا يشتري الملح. ولعل أكثر المناظر متابعة وإثارة هو بروك الجمل في وسط (الدربونة ) حيت يتطلب دراية ومعرفة بطابع هذا الحيوان العنيد، وبعد أن يقوم صاحبه بترديد مجموعة من الكلمات بمرافقة العصا التي يحملها في جعل هذا الحيوان الكبير يفترش الأرض، وهو يحرك شفتيه الكبيرتين في أملٍ التقاط احد الصغار المشاكسين كي يلقنه درساً في عدم الاقتراب منه. وعادة ما ينشغل بائع الملح المسكين في علميات البيع تاركاً حيوانه إلى ابتزاز الأطفال ومشاغبتهم . ومن هؤلاء الأطفال (هدية قطن) التي تصنف على هذه الفئة العمرية برغم من بلغت الثامنة عشر سنة، ولعل لقب (قطن) جاء لأسباب عديدة منها : بياضها الناصع، وفطرتها، اكتناز جسمها كالقطن وغيرها من الصفات التي تنم عن البلادة والفطرة. استغلت(هدية) انشغال بائع الملح في علميات البيع والمساوة على السعر في امتطاء البعير. ما هي لحظة حتى هاج هذا الحيوان وعلى ظهره الفتاة ليثير فزعاً وهرجاً ومرجاً في المنطقة حيث سادت الفوضى المكان وهرب الجميع خوفا منه، وتعالت الأصوات و(هدية) ممسكة بلجامهِ، ولم يجد صاحب البعير بدا من اللحاق به وتهدئته وإنزال (هدية القطن) من على ظهره. لتعود إلى أهلها سالمة بعد مغامرة قلة نظيرها. لم تتعظ (هدية) من هذه المغامرة لتجرب حظها مع حصان (سعد أبو نفط) الذي حاولت مرة إعطائه قطعة (آيس كريم) لكي يبرد قلبه في أجواء الصيف الحارة، ولقرصها (سعد) بسوطه على ظهرها على أملٍ في عدم تكرار مثل الأفعال.
بعير (أبو الملح) عادة ما يختفي في الشتاء ليعاود الظهور في الصيف. ولكن الأطفال يسعدون بـ(أبو الملح) وبعيره الذي ينال اهتماما أكثر من بقية الحيوانات لكونه ابن الصحراء الذي جاء المدينة زائراً وليعاوده الحنين إلى موطنه الأصلي بعيداً عن فضول الأطفال ومشاكستهم مما جعله يصنف على انه ليس صديقاً لهم. وفي حين يجد هذا الحيوان في تطاول عليه سوى انه انتهاك لقواعد الضيافة.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ
- تقاليد الزواج على أهازيج الماضي
- عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)