فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن كل إنسان في الوجود يمتلك وعياً ولكن هذا الوعي لم يكن خالصاً وإنما تثقله رغبات الروح الأمارة بالسوء التي تبدو في صورة طبقات مضطربة من الأهواء والرغبات لأن الوعي في بادئ الأمر مجرد ومحصور في وعي البيئة الحسية الأقرب للإنسان ولكن هذا الوعي حينما ينمو ويتطور من خلال مشاهدات الإنسان وارتباطه وعلاقاته بالآخرين الموجودين خارج بيئة الإنسان ووجوده فتنتصب في الوقت ذاته أمامه وعي الطبيعة التي تعتبر قوة غريبة ورهيبة كلياً فائقة القدرة وكاملة المتعة فيتصرف أمامها بطريقة حيوانية خالصة ومرتهب منها مما يفرض عليه وعيه ومداركه ضرورة الارتباط مع الأفراد من حوله وفي مجتمعه مما تعتبر هي البداية للوعي الاجتماعي لأن طبيعة الوعي عند الإنسان نتاج اجتماعي خالص وهو كذلك ما بقي الإنسان حياً في الوجود لأنه يحيا ويعيش في مجتمع إنساني وإن الوعي الاجتماعي يكون في بداية حياة الإنسان ذات طابع غريزي ثم ينمو ويتطور ويكتمل فيما بعد مع عمله وزيادة إنتاجيته وحاجاته واختلاطه مع الناس الآخرين ويتطور مع هذه الأمور تقسيم العمل واستقلالية الإنسان واختصاصه به وإن تقسيم العمل يتطور ويسير بصورة تلقائية بفضل رغبة الإنسان واستعداده الطبيعي وحاجاته وجميع ذلك يحدث خارج إرادة الإنسان وظاهرة تقسيم العمل فعلياً لا تحدث إلا انطلاقاً من اللحظة التي يحث فيها تقسيم العمل مادياً وفكرياً وعند ذلك يستطيع الوعي من الآن وصاعداً أن يصبح فيه الإنسان متحرراً من الآخرين وأن يتصرف ويسلك ويدرك واقعه وحقيقة مجتمعه وينخرط في العمل والإنتاج من خلال العلاقات الاجتماعية القائمة وإن هذا التصور المادي للتاريخ يستند على تطور المجرى الواقعي للعلاقات الاجتماعية انطلاقاً من الإنتاج المادي للحياة المباشرة والعلاقات الإنسانية المرتبطة بها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟