أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهى عبير - الغسيل الوردي بين تقبل الآخر وإحتلال الشعوب














المزيد.....

الغسيل الوردي بين تقبل الآخر وإحتلال الشعوب


نهى عبير

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كنت مازلت لا تؤمن بحقوق الأقليات في عالمك، لأختلافك معهم دينياً أو طائفياً أو بيلوجياً أو حتى اختلاف الميول الجنسية، أو خلاف فكري، أو ربما لأن طائفتك تمثل الفئه الأكبر فليكن مجتمعاً متجانساً، ولا تريد وجود للمختلفين عنك؛ أتمنى أن يغير هذا المقال وجه نظرك، فإن لم يكن لسبب إنساني فليكن لمنفعتك..

ولأن قضية حقوق الأقليات ليست وليدة اليوم، فلنعود لسابقتها التاريخية.

الحملات الصليبية التي جاءت لمصر والشام وشرق أفريقيا، كان هدفها المعلن الدفاع عن المسيحيين، بأعتبارهم أقليه دينية تعيش وسط أغلبية مسلمه، ونجحت بالفعل في إحتلال الأندلس (اسبانيا حالياً)؛ كانت أغراضهم الحقيقية إحتلال الأراضي، ولكن لأن الإدعاء كان الدفاع عن حقوق الأقليات فرحب بهم البعض.
وبالعودة للتاريخ سنجد أن أسلافهم الروم في فترة احتلالهم السابق لمصر قبل الفتح الإسلامي، كانوا يضطهدون أقباط مصر، ويعاملوهم بوحشية، فقط لأن أقباط مصر ليسوا على نفس مذهب الإحتلال الروماني؛ ومن العجب أن يعود أحفادهم ليدافعوا عن حقوق الأقليات وحرية الإعتقاد الديني!

وتم تكرار تلك المحاولة في القرن التاسع عشر، وأعلن الإحتلال الانجليزي لمصر أنه يدافع عن حقوق الأقليات (أي المسيحيين المصريين) ، أدرك المصريين ذلك سريعاً ووحدوا الأمه تحت شعار يحيى الهلال مع الصليب، وشارك أقباط مصر لأول مرة في حراك ثوري عام 1919.


ستجد أول من أصدر قرار بتحرير العبيد وتنفيذه الرئيس أبراهام لنكولن في 1 يناير 1863 ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، هي نفس الدولة التي نشأت بإحتلال الأراضي والتطهير العرقي لساكنها الأصليين، وجلب عبيد من جنوب أفريقيا لخدمة المستعمرين!

نعم انه #الغسيل_الوردي ، إظاهر جانب يدافع عن الإنسانية والمحبة والسلام والتعايش السلمي، ليتناسى العالم ما فعلته تلك الدول من جرائم وحشية وإبادات وتطهير عرقي وإستخدام أسلحة محرمة دولياً، وليتذكر العالم فيما بعد إنسانية تلك الدول.

سنجد أن الدول التي تستقبل اللاجئين، ليسوا بدول انتهى الفقر والتشرد فيها، ويوجد بها الكثير من العشوائيات وبطاله وجهل، ولكنها تستمر في إستقبال اللاجئين، ليس إيماناً بقضاياهم ولكن لإستغلالهم، وإرسال قواعد عسكرية في بلادهم لغرض ظاهري حفظ الأمن والسلام، وغرض باطني هو الاحتلال والسيطرة على تلك الدول، أو لاستغلالهم إعلامياً لتشويه صورة بلادهم.


الغسيل الوردي سياسية يتبعها الاحتلال الصهيوني، الدعوات لتقبل الجميع باختلاف هوياتهم ودينهم وميولهم الجنسية، ولكن سنظل نتذكر دائماً انها أرض فلسطين المحتلة، وأنهم يفرقون حتى بين مستوطنيهم فالتفضيل الأوروبي الغني.
ويحاولون إستغلال القضايا الطائفيه ليضموا المضطهدين إليهم، وإستغلال قضايا مجتمع الميم وتنظيم مسيرات الفخر لهم وتكليفها مبالغ باهظة، لكي ينضم إليهم المثليين الفلسطينيين، ويظهروا من خلالهم للعالم انهم يعيشون جميعاً في سلام، وأن المرأة تنال جميع حقوقها؛ وفي الوقت ذاته يرفضون اللاجئين من وسط وجنوب أفريقيا، ويهجرون الفلسطينيين من أرضهم ويعتقلوهم؛ تلك هي العنصرية بعينها.


ولكن يضطر المضطهد أحياناً للجوء لتلك الدول، هرباً من العنف والتمييز والاضطهاد الذي يمارسوا عليه في بلده؛ فتستغله تلك الدول لتشويه صورة بلده أو إحتلالها مستقبلياً أو إستعمارها لتحسين الأوضاع بها؛ أو لغسل أيديهم من تاريخهم الدموي.

ولكن التاريخ علمنا أن المستعمر لم ولن يعدل ولن يمنح الحريات للمضطهدين دينياً وسياسياً.


فإن لم تتقبل أنت أخاك بأختلافه مهما كان، وإن لم تتقبل الدول أبنائها وتكون أول المدافعين عن حقوقهم فتلك هي النهاية الحتمية.



#نهى_عبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم لينين
- ثورة ١٩١٩
- كارل ماركس المجدد الأشتراكي
- ما هي الثورة البلشفية؟
- ما هو الاتحاد السوفيتي
- الصراع بين روسيا وأوكرانيا
- سي السيد النسوي
- وفاة الفنانة التشكيلية جاذبية سري
- لماذا نحكي عن #التحرش و#العنف
- نوال السعداوي
- مهزله تعدد الزوجات
- مذكرات عزباء (خريف ٢٠٢٠)
- دعاء ضحيه ابتزاز وتشهير من زوجها
- الاكتئاب وباء قاتل يهددنا
- اغتصاب احد مشاهير التيك توك منة عبد العزيز
- المضطهدات في الحجر المنزلي
- اغتيال قاسم سليماني وابي مهدي المهندس
- الاضطرابات النفسية الجنسية الدينية +18


المزيد.....




- هزة أرضية بقوة 5.1 درجة في تكساس
- مادورو يدعو ترامب إلى التحقيق بنفسه في محاولة اغتياله
- الكشف عن الرسالة الأخيرة لطاقم -تيتان- وأول صورة لها من قاع ...
- مصدر: 250 عسكريا أوكرانيا في إدلب يدربون الإرهابيين على تصني ...
- عقيلة صالح يتحدث عن أثر التقارب المصري التركي على تواجد القو ...
- نيجيريا.. الفيضانات تساعد281 سجينا على الفرار (فيديو)
- ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين
- صحيفة: شكاوي سابقة عديدة حول سلوك المتهم بمحاولة اغتيال ترام ...
- OpenAI تعلن عن نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي
- توجيه تهمتين للمشتبه به في محاولة -اغتيال- ترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهى عبير - الغسيل الوردي بين تقبل الآخر وإحتلال الشعوب