|
ماهية الوعي و جوهر التوحيد
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 15:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الوعي هو مسيرة الإنسان وغايته، إنه الحلم والحقيقة منذ الازل، إنه نظام الإرتقاء والتبتل والإحسان، إنه معراج النفس في سلم الوجود الأزلي، إنه هدف كل الديانات السماوية لأنه دستور مسجل في ذاكرة الأجيال. يكون الشخص موحدا عندما ينطق في الشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله) ومعنى كلمة الشهادة (أشهد) أعي وأدرك وأرى، فعندما تقول شاهدت الفيلم فإنك تابعت الفيلم وأدركت مقاصده وعرفت بدايته و تطور الأحداث ونهايته أي أنك وعيت هذا الفيلم إنما عندما تقول (أشهد أن لا إله إلا الله) فإننا ننطق بها في اللسان ولكننا لم نشهد بعين اليقين بالرغم أننا لا نشك بهذه الجملة إلا أنه ينقصنا الوعي بها وتفعيلها في الحياة باللسان والقلب و الجوارح، الشهادة بالوحدانية هي غاية الوجود (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وكيف يعبدون إن لم يعرفون و يفقهون ويدركون وهل للعبد الزائل ان يدرك الرب الباقي،؟ لا إنه لا يستطيع أن يحيط به لأن الله لا محدود بينما نحن محدودون وإن تعددت الكرامات والخوارق، إنما المعرفة هنا والشهادة بالحقيقة الإلهية والعلية أن الإنسان كان في عالم الذر هو عالم الذرة أي عالم النور أي عالم العندية الإلهية في العالم الإلهي وكما آدم كان في الجنة كان يعلم الحقائق الإلهية وهكذا كل نفس منا كانت تعلم الأسماء كلها (أشهدهم على أنفسهم قالو شهدنا) ألا إن إغواء الشيطان لآدم الذي جعله يأكل من الشجرة، شجرة المعرفة، معرفة الخير والشر، شجرة الإزدواجية فآنقسم فكر آدم من الوحدة إلى التعددية والإزدواجية، معرفة الحق والباطل ولأن فكر آدم تجزئ فقد نسي الحقائق العلية التوحيدية لهذا هبط من قمة مدارج المعرفة إلى دركات الدنيا وبعد أن كان إنس فقد دخل في الزمن المحدود وب (الآن) والآوان حتى أصبح (إنس+ان»إنسان) حتى يستوعب الحقائق العلية بصورة مجزأة و ليس بكلية شاملة وهذه رحمة من الله لأن لو كان الله سيعلم الإنسان حقيقته الإلهية بشموليتها وكليتها لسحق عقل الإنسان من شدة النور الإلهي والفيض الرباني لهذا فإنسان اليوم يحتاج إلى أن يزكي نفسه حتى يعرج عبر الصراط المسقيم إلى منتهاه وإلى الله المنتهى من خلال سبعة طبقات وعي يخترقها ولا يحترق بها بعد أن كان الإنسان إنس وروح منيرة في عالم من نور عندما نسي الحقائق التوحيدية وأكل من الشجرة المحرمة فإن نوره إنقشع فصار عدما ثم أوجدها الله مرة اخرى رحمة منه فأشرقت الموجودات من العدم من خلال نور وجهه الكريم ثم نفخ فيه من روحه عبر الكلمة الأولى وقال لها كن فكانت الحياة ولا زالت هذه النفخة مستمرة والكلمة مسموعة إلى أبد الآبدين وعلى الإنسان أن يستفيد من هذه النفخة ويسمع هذه الكلمة بعد أن يرتقي و يزكي نفسه من جهلها ولا وعيها حتى يحقق الشهادة بمعرفته بالحقية التوحيدية (لا إله إلا الله) لهذا تجسدت الموجودات من العندية الإلهية في دركات كثيرة في هذا العالم تحكمها سبعة طبقات وعالم اكثر من سبعة، إلا أن طريقنا نحن في هذه الدنيا تتكون من سبعة طبقات من هنا الله يعلم أن لهذه الأنوار سبعة طبقات حجاب جهل لابد أن تنير ذاتها حتى تعود إليه ولا بد من هذه الأنوار المنطفئة. جميعنا نحن من وسيط من خلاله يهبطون في عالم الدنيا فخلق الله هذه السماوات السبع والأرض ثم خلق أبينا آدم لنأتي من خلاله ونعيش التعددية ثم الإزدواجية حتى نصل إلى التوحيد الذي منه نحن أتينا (إنا لله من الله وإنا اليه راجعون) لكن إن لم نرقي أنفسنا ونزكيها ونزيد نورها فإننا لن نستحق الرجوع إليه لأن نوره في اليوم الموعود سيحرقنا و لهذا الله خلق الخلق وجسدهم بعد أن كانوا صورا حتى يعودون إلى صاحب القوة العظمى الروحية النورانية الخالقة والحقيقة المطلقة الموصوفة بالأقدمية الأزلية وإنما الآن لا نستحق العودة إلى النور النوراني لأننا لا نستطيع إستقبال هذا الفيض الإلهي وعلينا أن نتزك ونعرج هذا السلم بطبقاته السبعة وغيرها من النظم السبعة وذلك عن طريق العلم و الحكمة والعبادة النابعة من المحبة اللامشروطة بجنة ونار و لكن لأن الله أهلا للعبادة حتى يسجد له ويعبد وهنا تكمن أهمية الوعي الذي لا ينحصر عند دين معين او علم مادي معين ولا فلسفة أو إتجاه معين، إننا من خلال هذه الاسطر التي تعطي لحياتنا معنا جديدا ونعرف أننا نحن من إخترنا هذا الدرك الأسفل من العالم لإننا كنا على مثال أبينا آدم في الجنة إلا أننا جهلنا الحقيقة التوحيدية ونزلنا هنا لنرتقي مرة أخرى بينما هناك أنوار لم تنزل ولا زالت إلى هذه اللحظة باقية في عالم الحقيقة بكلمة أشهد أي أعي وأرى وأدرك ومن هو الذي يعي ويرى ويدرك هذه الوحدانية في هذه اللحظة لهذا جاء الوعي حتى يعرف الإنسان حقيقة كلمة الشهادة بذاتها وعندما يدرك الإنسان نظم الكون الدقيقة سيتعرف على الوحدانية الموجودة في كل الديانات والمذاهب و سيعرف حينها أن لا معبود ولا خالق يستحق العبادة والرضا إلا ذلك الموجود الأزلي الحق ولك أن تبحث في كتابك المقدس عن هذه الحقيقة في أي مذهب كنت ستجدها حتما مدونة هناك تقر بالتوحيد ذلك الذي ليس كمثله شي وليس لأسمه نظير الخالق العظيم.
͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوعي و الإدراك النوراني
-
الوعي البشري و العقيدة الإبليسية
-
طاقة الأسحار الروحية و ترددات السحر الظلامية
-
النور الإلهي هل هو في الوجه أم القلب
-
أبناء النور الأعظم عبر العصور
-
الحكمة الخفية علوم الترددات والذبذبات
-
كيفية حساب الرقم الطاقي لكل إنسان
-
حساب الطبائع الكونية بطاقة الأرقام و الحروف
-
مدخل إلى دراسة العلوم الحكمية
-
مقدمة في علم البسط و الكسر
-
حقيقة الإنسان الروحي
-
الشاكرات السبعة وعناصرها الكونية
-
بوابات الحقيقة في علوم الهندسة المقدسة
-
مقدمة في الهندسة النورانية المقدسة
-
مبادىء القوانين الكونية في العلم النوراني
-
السيماتيك علم الذبذبات الصوتية
-
الخيمياء الروحانية
-
حقيقة الماتريكس
-
قوة الإنسان الروحية الممنوحة له من الله
-
الوعي هو مسيرة الإنسان وغايته
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|