حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:00
المحور:
الادب والفن
لماذا كل هذا الانتهاك ؟!
وكل هذه الضوضاء .. وكل هذا التلوث ؟
وكل هذا الجوع الكافر ؟
وكل هذا الغنى والفساد الفاحش ؟
وكل هذه الخرافة البدوية ؟
أقول لك .. عندما تـُخلق أو تولد مـُسَّير غير مـُخَّير ..
في خريطة التيه التي يحكمها العسس لا المدنيين
التي لا تفهم من الصواب غير طاعة الأمر
ولا تدرك من السلطة غير سلطة الأمراء على العبيد .. القوي على الضعيف
من يمتلك قوت يومك .. ويمتلك زمام حياتك ..
ويجمع كل السلطات بين يديه الملوثة بدماء حريتك باغتيال انسانيتك .
من سلبك كرامتك .. سيسلبك روحك .. إبداعك .. دون إذن منك
أقول لك .. اطمئن لأنه لن يتركك إلا جثة عفنة لا تقوى على الحراك ..
لا تقوى على الحلم
لن يتركك إلا لحراك طوابير النمل الأعمى .. ورحايا ضوضاء الذباب
أقول لك .. إذا وجدت نفسك تقبع في هاوية العالم الثالث كالقنفذ
وكل أنفاسك مسموعة ..
ورغباتك التي لم تتعدى النوايا مسجلة في أمن الدولة في ميزان سيئاتك
رغم أنك تسكن جهنم منذ سنين ولكنهم مازالوا كالببغاء يتنصتون .
فليعلموا أن التعدي لا يلد غير التعدي
والعنف هو الابن الشرعي للقهر
والفضولية والنميمة والتطفل بكتيريا المقابر الجماعية التي نتوهم أننا نحيا فيها
نحن الأحياء الأموات .
من لم يعرف أن يقول " لا "
من لا يقدر أن يمتحن كل شيء وينقد كل شيء
ومن لا يقدر أن يقرر حق تقرير مصيره .
من يسبح مع أمواج القطيع
من لا تعرف أبجديته غير " موافقون "
من يحلل الحرام فتصبح الرشوة إكرامية .. والتزوير هو الصالح العام
التعذيب والانتهاك هو أكثر الطرق لاكتشاف الجريمة
والسجن تهذيب واصلاح .. ووأد الأقليات هو حماية لثوابت الأمة ..
وحرية النباح هي حرية التعبير .. واستيراد فانوس رمضان من الصين هو براءة اختراعنا
والتعيين بشروط أمنية هو ذروة الكفاءة
في الجامعة .. في الصحافة .. والقضاء .. والوزارة
عندما نصدر للعالم بول الإبل ونحن مبتسمون في بلاهة
أبعد كل هذا .. تسأل ؟!
لماذا كل هذا الانتهاك ؟
لماذا كل هذا التلوث ؟
لماذا كل هذا العنف ؟
لماذا كل هذا الفساد ؟
أبعد كل هذا .. مازلت تسأل ؟
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟