شَجَرُ الصَّنَوْبَر

كمال التاغوتي

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 02:17
المحور: الادب والفن
    

هَذِهِ نَــافُورَةُ الظِّلِّ الغَضِّ

شَــامِخَةٌ كَنِدَاءِ الفَجْرِ فِي السَّمَــاءِ،

عَــابِرَةٌ لأَقَالِيمِ الصَّبْرِ

وَمَــرَاقِي الطَّيْرِ والحُبِّ

وَتَبَـــارِيحِ المسَــــاءِ.


هَذَا دأْبُ الصَّنَوْبَرْ

تَسْهَــرُ اللَّيْلَ كَكُلِّ العُشَّـــاقِ

لِيَبُوحَ النَّجْمُ بالأوْجَــاعِ، آلاَمِ الآلِهَةِ

وصِغَارِ الشُّهُبِ البَاحِثَةِ

عَنْ أَعْشَاشِهَــا

فَوْقَ أَكْتَــافِ الغُيُومِ.


هذَا وَجْهُ الصَّنَوْبَرْ

(فِي كَنَفِ الظِّلِّ الشَّــامِلِ

عِنْدَمَا يَحْلُمُ بالآفَاقِ عُصْفُورُ

تُقْلِعُ مِنْ طَمْيِهَــا

وتَمُطُّ الأَذْرُعَ نَحْوَ الصَّبِيِّ المَذْعُورِ

يَسْمَعُ حَشْرَجَةً

جُمْجُمَةٌ مَنْخُورَةٌ

تَدْنُو، تَقْتَرِبُ ...

يُفْلِتُ مِنْ قَبْضَةِ الطَّيْفِ الضَّارِي

قَبْلَ أنْ تَفْتِنَهُ الغِيلاَنُ)


هَذَا كَدُّ الصَّنَوْبَرْ

تَنْهَضُ عِنْدَ الفَجْرِ

تَغْسِلُ جُرْحًــا بِنَــدَى قَمَرٍ يَرْتَحِلُ

بِالعِطْرِ النَّازِفِ مِنْ زَفْرَةِ عُصْفُورٍ

بِرَذَاذِ الشَّمْسِ وهْيَ تَكْتَــحِلُ،

تَنْفُضُ عِنْدَ الفَجْرِ

آثَــامَ الحُلْمِ

فَتَفِــيضُ الأغْصَــانُ

مِثْــلَ شَــرَايِينِ النَّهْرِ

أجْـرَاسًا. فَيْــلَقٌ مِنْ أَجْنِحَةٍ يَبْتَهِلُ

يَخْرُجُ مِنْ غِــمْدِهِ الأَخْضَرِ

يَقْطِفُ مِنْ لُجَجِ الأَضْوَاءِ شُعَــاعًا

يَغْسِلُهُ قَبْلَ أنْ يَعْصِرَهُ

أعْرَاسًا فِي حَنَــايَا أمِّ الكَنائِسِ.


عِنْــدَمَــا يَكْتَــظُّ جبِينُ الكَادِحِينَ

يُصْبِحُ الفَيْءُ أكْبَر

وَزَغَارِيدُ الرَّياحِينِ أَرَقَّ

وَحَنِينُ العُشْبِ إلى النُّورِ أغْزر،

ذَاكَ عُنْفُ الصَّنَوْبَر...

#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات