|
مسرحية من فصل واحد الشجرة
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 01:06
المحور:
الادب والفن
مسرحية من فصل واحد
الشجرة
طلال حسن
مريم تولي ظهرها للجمهور ، وقد تركزت الإضاءة عليها ، لغط أطفال
مريم : خطأ ، هذا خطأ .. الأم : " تضاء " انه صديقه . مريم : " تلتفت " صديقه .! الأم : " مترددة " يقول .. انه صديقه . مريم : فقلت له أهلا ومرحبا . الأم :لقد حدثني عنه ، قال انه يذكرك دائما . مريم : يا الهي . الأب : " يضاء " لا أرى ما الخطأ في استقباله. مريم : لم يعد في وسعنا أن نتحمل المزيد . الأب : يبدو إنسانا طيبا ، وقد … مريم :" تصيح " اسكتوا هؤلاء الكلاب ، أسكتوهم . الأب :" ينظر إلى الأم " … الأم : إنهم أولادك . الأب : " وهو يخرج " لا عليك ، سآخذهم إلى غرفتي . مريم : آه ..نار الأم : اهدئي يا بنيتي .. لست صغيرة . مريم : " تفتح زرا من أزرار بلوزتها " الأم : " تمسك يدها " مريم . مريم : إنني احترق . الأم : ستمرضين ، الجو بارد . مريم : كل هذا بسببه . الأم : انه أخوك . مريم : ترك ابنته طفلة ، واخذ زوجته الكلبة وهرب . الأم : سيعود . مريم : لن يعود ، إنني اعرفه .
يضاء سالم في أقصى خشبة المسرح
سالم :لن أكون إلا حيث يكون مستقبلي ، ومستقبلي ليس هنا " يختفي " الأم : إنني مسنة وقد أموت . مريم : فلنمت جميعا ، هذا لا يهمه . الأم : أنت تظلمينه . مريم : بل هو ظلمني . سالم : " يضاء ثانية " مريم اسمعي نصيحتي . مريم :انه لا يناسبني . سالم : هراء ، هذه فرصتك ، وقد لا تتاح لك ثانية . مريم : إنني ما زلت صغيرة . سالم : انه يحبك . مريم : لكن أعصابه .. سالم : أقاويل ، لعله حساس بعض الشيء ،لكنه إنسان طيب ، ووضعه المادي … مريم : لا تهمني المادة . سالم : انظري إلينا . مريم : أنت لا تفكر إلا في نفسك . سالم : إنني أريد سعادتك . مريم : " تصيح " حتى زوجي فقدته . سالم : " يختفي ".... مريم : فقدته بسبب ... الأم : زوجك مريض وسيشفى . مريم : لن يشفى هذه المرة . الأم : سيشفى ، يا بنيتي ، أنت تعرفين زوجك. مريم : لم يفق منذ أن أخذوه . الأم : مريم . مريم : ما ذنبه .؟ وما ذنبي أنا .؟ ما ذنبي .؟ الأم : هذا قدرنا . مريم : " تفك زرا آخر من أ زرار بلوزتها " آه .. الأم :لا ، يا بنيتي أرجوك . مريم : ليس أمامي إلا أن اترك عملي . الأم : لكنه موردنا الوحيد . مريم : لم اعد احتمل " تمسك بلوزتها " كدت اليوم انزع .. الأم : يا الهي . مريم : ليتني أموت . الأم : أنت شابة والحياة أمامك . مريم : الحياة …. سالم : " يضاء " .... مريم : حياتك هنا … معنا سالم : سأتعفن إذا بقيت . مريم : لا استطيع البقاء وحدي . سالم :لن تكوني وحدك . مريم : لكن أمي وأبي . سالم :فكري في مستقبلك . مريم : إن أمي تحبك .. وقد أحبتك دائما سالم :ولهذا فإنها ستفهمني . مريم : لم يفهمك احد مثلي . سالم : " يختفي " … مريم : أي حياة .؟
يندفع خمسة أطفال ، وهم يتدافعون ويتصايحون
الأطفال : جاء .. جاء .. جاء مريم : " تصرخ " كفى اخرسوا . الأم : مريم ، لا تصرخي هكذا مريم : ليبتعد هؤلاء الكلاب عني . الأم : سأبعدهم الآن ، اهدئي . طفل :لقد جاء يا جدتي . طفل آخر : جدو يفتح له الباب . الأم : حسن ، حسن ، فهمت . طفل : من هو هذا ..؟ طفل : اهو حقا ..؟ طفل : اهو حقا ..؟ الأم : ليس هذا وقته ، اذهبوا الآن إلى غرفة جدو ، وابقوا هناك حتى يذهب . الأطفال : " وهم يخرجون " هيا .. هيا .. فلنسرع . مريم : آه يا الهي . الأم : انه قادم ، بنيتي كوني هادئة معه . مريم :أريد أن اكلمه وحدي . الأم : سأبقى قليلا ، ولن أتكلم . مريم : ماما الأم : هش ، أرجوك ، ها هو
يدخل جلال ، مريم تحدق فيه طويلا
جلال : مساء الخير. الأم : أهلا ومرحبا . مريم : " وهي ترمق أمها " مساء النور . الأم : " تتراجع " .. مريم : تفضل . جلال : شكرا " يتلفت حوله " لا أرى نور . مريم : إنها في المدرسة . الأم : ستأتي بعد قليل . جلال :حضرتك .. مريم : حضرتي .. أخته . جلال :مريم . مريم : " ترمقه " . جلال : فرصة طيبة .... مريم : " ترمقه قلقة ".... جلال : تقول أمك ، إنها تشبهه ..... مريم : " ترمق أمها " أمي غالبا ما تخطئ . الأم : " تطرق رأسها " .... مريم : " تتفحص جلال " .... جلال : " يبتسم " أنا .. جلال مريم : لم اسمعه يتحدث عنك . جلال : لعله تحدث مرة ، ونسيت . مريم : إنني لا أنسى . جلال : لقد مرت سنين طويلة . مريم : نعم سنين طويلة . الأم : ما أثقلها علينا . جلال :لا بد إنها ثقيلة عليه أيضا . مريم : هراء . الأم : مريم . مريم : انه أخي . جلال : لكن ما قاله لي في رسائل .. مريم : لا تصدقه ،أنا اعرفه . جلال : أنا أيضا اعرفه . مريم : انه أخي ، نعم ، أخي . جلال : ما اعرفه ، انه يعاني ، ربما أكثر منكم . مريم : لا يوجد من يعاني أكثر منا . الأم : " تنهنه باكية " ..... مريم : أمي . جلال : إنني آسف . الأم : " تمسح دموعها " .... مريم : قلت انه يكتب لك . جلال : نعم . مريم : هذه أول مرة اعرف انه يكتب لأحد . جلال : لقد كتب لي عدة رسائل في أوقات متباعدة . مريم : ارني واحدة من رسائله . جلال :عفوا ، ليس من عادتي لن احتفظ برسائل. مريم : " ترمقه " هذا ما خمنته . جلال : لكنه .. يكتب لكم . مريم : أبداّ . جلال : غير معقول . مريم :هذا هو الواقع ، وأنت .. ربما .. تعرفه . جلال : أخشى انك لا ترين .. إنني صديقه . مريم :" ترمقه صامتة " .. جلال : من أنا إذن .؟ مريم :أنت أدرى . جلال : أمر مؤسف . مريم :هذه ليست المرة الأولى . جلال :لو راجعت صوره ، لربما رأيتني معه في إحداها . مريم : ليس لدينا صور له ، لقد مزقتها كلها . جلال : أنت مخطئة . مريم :نحن نعاني بسببه . جلال :هو أيضا يعاني . مريم : فليأخذه الموت . الأم : كفى . مريم : أمي . الأم : انه أخوك . مريم : دعيني منه ، لو انه إنسان لفكر فينا . الأم : اهدئي يا ابنتي ، ودعينا نرى أولا ما يريده الرجل . مريم : إن ما يريده واضح . جلال : أنت واهمة . مريم : ليس هذه المرة . الأم : " أصوات أطفال " ربما جاءت نور . مريم : هؤلاء الكلاب ثانية . الأم : نعم ، إنها هي ، سأناديها . مريم : أمي . الأم : " متوسلة " مريم . مريم : " تزم شفتيها منفعلة " الأم : " وهي تخرج " لحظة واحدة . جلال : مريم . مريم : " تلتفت بحدة "
جلال يختفي ، تتركز الإضاءة على مريم
الصوت : مريم مريم : زوجي بريء الصوت : لكن موقفه صعب . مريم : لن يحتمل ، انه مريض . الصوت : أنقذيه إذن مريم : " تمسك بلوزتها " لا الصوت : مريم مريم : " تتراجع " لا .. لا . جلال : " يضاء " مريم مريم : دعني لا تلفظ اسمي . جلال : أنت متعبة . مريم :هذا لا يعنيك . جلال : متعبة ربما أكثر من زوجك . مريم : دعني وشاني .
تدخل الأم ومعها نور
الأم : ها هي ذي نور ، انظر مريم : " تزفر منفعلة " … الأم : " تنظر إلى مريم " … جلال : " تتأمل نور " مريم على حق . مريم : " ترمقه صامتة " .... جلال : إنها لا تشبه سالم . الأم : لكنها مثله .. جميلة . جلال :هذا حق ، إنها دمية . الأم : لقد فرحت كثيرا بك . جلال :أنا أيضا فرح بها . نور : تقول جدتي انك جئت لتراني . جلال : بطلب من أبيك . تور : أبي .. مريم : إنها حتى لا تعرفه . الأم : مريم . جلال : وطلب مني أن أرسل له صورتك . نور : " تنظر إلى مريم " … جلال : سيبهره جمالك .. نور : ليتني أراه . جلال :انه يحبك . مريم : ولهذا تركها . نور : "تنظر إلى مريم " … جلال : ويتمنى لو يراك . نور : وماما .؟ جلال : ماما .؟ نور : ماذا عنها .؟ جلال : ماما .. الأم : " تحضنها " تعالي يا حبيبتي ., جلال : إن بابا .. نور : " بنبرة باكية " وماما .؟ حدثني عن ماما ، حدثني عنها أيضا . الأم : " تتجه بنور إلى الخارج " تعالي يا حبيبتي ، تعالي نعد الطعام ، لا بد أن صديق بابا جائع . جلال : يبدو إنها لا تعرف شيئا عن مصير أمها ، إنها ما زالت صغيرة ومثل هذا الأمر يصدمها . جلال : مسكينة ، سقطت في أيديهم على الحدود ، فلم يهملوها . مريم :هذا خطأها . جلال : يا للأسف ،نحن غالبا لا نلوم سوى الضحية . مريم : " تصيح منفعلة " أنا الضحية ، نعم أنا الضحية . الصوت : مريم جلال : " يختفي " ..... الصوت : مريم . مريم : لا . الصوت : مريم .. مريم . مريم : " بصوت جهور " لا .. لا .. لا .. الصوت : انه يشرف على النهاية . مريم : دعوه أرجوكم . الصوت :الأمر الآن لك . مريم :لم يعد لي سواه . الصوت : أنقذيه إذن مريم : " تمسك بلوزتها " انه .. انه .. بريء الصوت :مريم . مريم : : " تفتح زرا من أزرار بلوزتها " دعو..ه .. دعو .. ه
جلال يضاء
جلال : مريم . مريم : " تفر مبتعدة " دعني .. دعني .. جلال : عفوا ، إنني .. تدخل الأم ومعها صورة
الأم : هذه صورتها . جلال : " يأخذ الصورة " ما أجملها ، إنها نور حقا " يضع الصورة في جيبه " سأرسلها إليه في اقرب فرصة . الأم : والآن ، تفضل ، المائدة معدة . مريم : أمي . الأم : أرجوك ، تذوق طعامنا . جلال : ليتني استطيع ، لقد أزف الوقت ، لا بد أن اذهب . الأم : حبه إذن عني ، وقل له " تشنج " إن أمك .. مريم : كفى .. الأم : " تختنق بالدموع " إنني .. جلال : هو أيضا يحبك ، وطالما حدثني عنك . الأم : " تنشج " لن أراه ثانية ، لن أراه . مريم : أرجوك ، أمي مريضة . جلال :عفوا إنني ذاهب . الأم : مع السلامة يا بني ، مع السلامة جلال : شكرا .
جلال ومريم يحدق احدهما في الآخر
جلال : والآن ، من أنا .! مريم : هذا لا يهم . جلال : بالعكس ، انه مهم ، جد مهم ، لك . مريم : لتكن من تكون جلال : يا للأسف . مريم : " تحدق فيه ".... جلال : إنني عابر ، وقد لا أراكم ثانية . مريم : " ما زالت تحدق فيه "… جلال : مريم مريم : " تتراجع " .... جلال : وداعا .. جلال يخرج والأم تخرج في إثره
الصوت : مريم مريم : " تلتفت بحدة " .... الصوت : مريم مريم :" تمسك ببلوزتها ، وتدور وكأنها تواجه عاصفة " ، لم يبق لي شيء. الصوت : مريم . مريم : إنني شجرة ، شجرة وحيدة ، داهمتها العاصفة في ليل الشتاء . الصوت : " كالفحيح " مر .. يم ، مر .. يم . مريم :" تتوقف وتفتح أزار بلوزتها " وتساقطت ورقة .. ورقة .. ورقة
اختفاء تدريجي .. صوت عويل الريح
إظلام ستار
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتظار مسرحية من ثلاثة فصول
-
مسرحية عقارب الساعة
-
قصص للأطفال إلى الكلمة الشهيدة شيرين التي أطفأها الصهاينة ال
...
-
مسرحية من ثلاثة فصول إنسان دلمون
-
مسرحية الجدار
-
القطار
-
رجل من زمن الحصار
-
قصص قصيرة جدا
-
ثورة الإله كنكو
-
لقاء مع الشاعرة العراقية بشرى البستاني
-
آخر أيام اور
-
الثعلب وأنثى التمساح
المزيد.....
-
أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|