أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحيل مظفر النواب دون منة أو تفضل من أحد في الترحم عليه !َ!!














المزيد.....

رحيل مظفر النواب دون منة أو تفضل من أحد في الترحم عليه !َ!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مظفر النواب من المثقفين النادرين في تاريخ الثقافة العربية الذي لم يطلب الرحمة من أحد () لأنه لم ينافق أو يداج أو يتملق أحدا لا في الأرض ولا في السماء، إذ لم يكن له عدو له سوى الاستبداد ولا صديق سوى الحرية ، ولهذا فهو يرقد مرتاح الضمير .....
عندما أتانا لاجئا من ظلم بعث العراق، كنا نحن من أوائل مستقبليه في جامعة حلب كطلاب في بداية السبعينات ، بكى وغنى ورقص على المنبر في حداء مزيج من الفرح بنا عندما اكتشف كل هذا الحب الذي كنا نحمله له كشباب فتفجر بهذا الفرح الطفولي وهو يردد قصيدته (وتريات ليلية ) ، حيث تدخل الشبيحة عندما قرأ المقطع الشهير الذي يخاطب فيه المتلقي بـ (أولاد القحبة ) ... تدخل الشبيحة الأسديون بصوت مرتفع يطالبون الشاعر باستثناء باني حظيرة خنازيرهم ( الأفعوان الأسدي الأب) ، فاجابهم بكلمات تحولت لتكون جزءا من بنية القصيدة، عندما أضاف ( لا أستثني منكم أحدا ) ...

فكان لراحلنا اليوم مظفر النواب سبق الاحتقار والازدراء لهبل أسد الأب ، السبق حتى على شاعر الشام والعرب الكبير نزارقباني عندما هزء من الأسد – الضبع المؤسس للخنزيرية الأسدية) عند إعلان ابديته وركوبنا إلى يوم القيامة ...الرحمة والسكينة لروحي شاعرينا الكبيرين شاء من شاء وأبى من أبى .....

ما فاجأني هو الاختلاف فيما هو موثق ومعروف عن مظفر النواب دون تأويل أو تفسير ، ومعظم المختلفين هم من المحسوبين على تيار اليسار،فالغريب أن هناك من نعى عليه طائفيته ، وهناك من اعتبره بأنه سبقنا وسبق الحراك الديمقراطي للربيع العربي، رغم أنه من المعروف أن الراحل مظفر النواب كان شيوعيا تقليديا سياسيا ، بل هو كان محسوبا عل التيار الأكثرراديكالية شعبوية الداعية للكفاح المسلح، وقد قامت به فعليا لسنوات في الأهوار، ومن المعروف أن مظفر شارك بهذا الكفاح المسلح وحكم بالاعدام ودخل عدد من المعتقلات والسجون، وهذا التيار هو الذي قسم الحزب الشيوعي العراقي إلى (قيادة مركزية) بزعامة عزيز الحاج الذي قاد الكفاح المسلح ، والتيار الثاني كان تيار (اللجنه المركزيه وهو الممثل الرسمي المعترف به للحزب الشيوعي العراقي ، وكلا التيارين ينتميان للمصفوفة الشمولية الستالينية ، حيث المواقف السياسية لمظفر ظلت امتدادا لتربيته الحزبية الشيوعية التي تعتبر الديموقراطية كذبة وخدعة بورجوازية ،فمظفر كان بعيدا كل البعد عن ترسيمة الربيع العربي ، كما هو بعيد كل البعد عن الطائفية كشيوعي علماني وهو يعلن ذلك صراحة وليس، تأويلا لأشعاره المفعمة بالتمرد والرفض التي تعطي شعره هذه النفحة من الشوق والظمأ للحرية وهو بذلك صادق وفق مفهومه للحرية المشروطة ايديولوجيا شيوعيا ستالينيا ...

والأمر ذاته ينطبق عل مسألة استلهامه الشعري للتراث وانحيازه إلى ما يبدوأنه طائفية شيعية ، في حين أنه كان (طائفية شيوعية )

فالموضة التراثية لدى الشيوعيين في تلك الفترة هي اعتبار الشيعة هم قوم مستضعفون ليس في الحاضر القائم فحسب، بل وفي الماضي حيث وجدو في علي بن أبي طالب هو القاذد لجمهور الفقراء، وأصبح ممثلا لتيار اليسار الإسلامي حسب أحمد عباس صالح وكتابه (اليمين واليسار في الإسلام )، ولذا كان المشروعان التراثيان الأكبر في بداية السبعينات ما مثله انتاج حسين مروه كممثل لليسار الشيوعي وانتاج طيب تيزيني للتيار اليساري القومي ..... ومظفر النواب لم يكن إلا ابنا واستمرارا للتقاليد الفكرية الماركسية الشيوعية العربية الشمولية ، فالمسألة ليست طائفية وليست سباقة للربيع العربي الذي كان نتاج العولمة الثقافية وثورة المعلومات التي تجا وزت جيلنا وجيل مظفر النواب .....



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرزاق عيد 31 min · Partagé avec Vos amis نموذج عن الحوا ...
- تحية العقل والعقلانية والتنويرللراحل الصديق سيد القمني ...
- مشكلتنا في الثناء على العلامة الشيخ أحمد القبانجي الشيعي الع ...
- جماع (نكاح) الغيلة ورفضه من قبل الرسول (ص)، ثم العودة إلى إق ...
- صباح فخري صوت وحدة الوجود، فانتزع اعتراف الوجود ............ ...
- عبد الرزاق عيد مناقشة سريعة مع الصديق الدكتور منذر العياشي ح ...
- السيد أحمد القبانجي يؤسس لروحانية إسلامية عرفانية، تتقاطع مع ...
- بعد انتخابي كرئيس للمجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج في برو ...
- بعض الذكريات مع الراحل نائب الرئيس حافظ الأسد عبد الحليم خدا ...
- تامر العوام أول الفنانين المخرجين السينمائيين الشهداء من الس ...
- د دردشات حول الوضع السوري وتحولاته السوريالية العكسية إلى ما ...
- هل إخفاق الربيع العربي بسبب انتقال الخطاب الإسلاموي الجمعي م ...
- لعل المصادفة التاريخية قد أفضت إلى هذا الترابط والتزامن الدل ...
- فرح وبهجة بعض من نخبة الفنانين السوريين بدستورية حقهم العبود ...
- شكرا لللكاتبة الإسلامية التويرية الثورية لأستاذة الفاضلة نوا ...
- حول رحيل الصديق ميشيل كيلو... وهل كان يستحق الدعوة له بالرحم ...
- الراحل ميشيل كيلو بين الطائفيين المعارضين والطائفيين المؤيدي ...
- بين المستنيرة الإسلامية نوال السباعي واليسار السوري
- نوال السعداوي بين (تغيير النصوص) أو( تعطيل النصوص) ...
- الخلط بين رفض نوال السعداوي للاسلاموية من جهة ، والترحيب بال ...


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحيل مظفر النواب دون منة أو تفضل من أحد في الترحم عليه !َ!!