|
* المدخلُ إلى علم الإهانة
مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 09:55
المحور:
الادب والفن
لماذا على مقعدٍ دائم ٍ تتربع فينا الإهانة ؟ ... ... ... لأن الزمان يؤازرُها ويَِردُّ التجاعيدَ عن وجهها ويُـدلـّك ُ أقدامَها بزيوت ِ التغاضي ويرفعُ آباءها الفارعين، على كتفيه إلى العرش ِ .. ميراثها المتجددِ عبر الفصولْ فيجثمُ جيلٌ على البئر ِ متحا وثمة جيلْ يهبّ ُ على حُرمةِ البيتِ فتحا وجيلْ يزيدُ المُـقيمينَ ذبحا فيلقاه بالشكر ِ .. أهلُ القتيلْ *** قال الضابط ُ لصديقي : يابنَ الزانية ِ ، فمات صديقي أذكر...نا جالسيـْـن على صخرة ِ الأمل ِ المتوهج ِ من قبلة ِ الشمس ِ والغيث ِ نصطادُ أقواسها القزحية َ ، ثم نعيد إلى البحر أسماكـَـه ُ، للفضاء ِ العصافير َ ، للصمت ِ حكمتـَه ُ ، للكلام ِ براءته ُ الشاعرة وبعد الغروب نـَـخـُـبّ ُ لمقهى "الطواسين ِ" في شارع الاقحوان ِ المطلِّ على أرخبيل ِ التمرد ِ فيه ندخــِّـن ُ نرجيلة الدَهـْش ِ، نرفسُ مثل حِماريْن ثالثــُـنا بَردُ تشرينَ، رابعـُنا جفنة ُ الشاي راقصة ً بدفوف المساواة ِ والناس ُ لا يفهمون الحَـمير َ التي تتكلمُ في الجبر والاختيار ِ فيستاءون َ وينصرفون إلى النرد ِ والصخب ِ المستجيب ِ لنشخر َ نحن ونضحكَ مما يـُقالُ، لنا الوقت ُ ، حتى كبرنا كما يكبرُ الخطأ ُ المستباح ُ فقلنا المروق ُ دليل ُ السفائن ِ بين العواصفِ ، لكنْ رأينا الشواطئ غارقة ً في بكاء سخين ٍ يواقعها من أمام ٍ وخلف ٍ قراصنة ُ الدهر ِ جمعا ً فيرمى المخاض ُ على عتبات ِ السلامة ِ أنساله الفـَـظــَّـة َ الشائهة ... ... ... فكيف تموت من الشــَّــتم ِ وحدك يا صاحبي والقواميس ُ تشتمنا، والجرائد ُ، والعسكر ُ الجاثمون َ ، وكل ُّ قِـطاط ِ المدينة ِ ، كل ُّ السنانير ِ، ظل ُّ النصوص ِ، وجمعُ اللصوص ِ وها نحن نمضي إلى النرد ِ والصخب ِ المستجيب ِ .. ولسنا نموت *** أهذه بلاغة ٌ مموهة أم أنها ترجمة ٌ لسيرة ٍ كونية ٍ لعارها منتبهة ؟ ... ... ... فقال صديقي الذي مات من سـَـبـَّـة عابرة - حواتمُ الغروب لم تعد لوكرها بالفيء يا غيهب َ الذهاب والرجوع لا شيء يأتي من لا شيء كذلك الذي أخفيتـُه بداخلي صنيعيَ المخادع َ المخدوع رأيته بشاشة ِ المرناء رصاصة ً في جبهة ٍ نخاسة ً أشلاء ودون ذكر الاسم حتى لكنني بحجةِ المحايد العلمي ِّ لم أشأ أن أنكر الوقتا فكان أن أرسلتُ لي برقية َ العزاء نيابة ً عن أهلي َ الموتى *** يــُـقتل المرء (وهذا بـَـدَهي ّ ٌ) فيخرج طائرٌ يـُـسمى الصدى يأتي من هامته صارخا ً : أغيثوني أغيثوني .. مداوماً حتى يـُـثأر له ْ المشكله ْ .. أن المقتولين يتزايدون في متتاليةٍ هندسيةٍ وبها ذاتها يتناقصُ الثأرويون فأقسم بعضُ "التناصيين" بـ "ياسين" "إن اليمينَ لعنقاء ُ تلتهم الناس في كل حين وإن اليسار لحسناءُ ثائرة ٌ، إنما في المدى تستكين " (1) أما البعض الآخر فمضى يمحو جُغرافيته العقلية َ ليقول: "لم أضع مصحفا ً فوق رمحي الدمشقي ِّ قط غير أن الزمان اللئيم سار بي ليسار الشطط الذي دار ثم بشحم اليمين اختلط وأنا قد تبينت ُ في محنتي أن شر الأمور الوسط " (2)
وهكذا تشابهت فتاتـُـنا الخريدة ُ الحسنة وهذه الغريمة ُ الدميمة ُ السيئة في الحفلة التنكرية التي دعت إليها المُرجئة *** في عامي التسعين ما بين حبو الركبتين وارتكاسةِ القيام ِ رغبت ُ أن أسابق الفرسان في ملاعب الإقدام ِ فلم يزل مسترخيا ً لجامي حتى أعدت للحصان في دمي الصهيلا وفجأة ً، رأيت هذا التوأم اللعينَ جاثيا ً أمامي فصحتُ فيه .. ألا تراني صائلا ً جئولا وأنت في النِزال دائما ً ترتجف ُ فقال : سيفي بالبلى معترف ُ زجرته، مطالبا ً رفيقتي أن نستعيد رعشة َ الجماع لكنه أعادني بضحكة الشماتة لموضعي في القاع يحكني الذباب ُ، والدموع فوق وجهي الملتاع تقول إن سوأتي تنكشفُ في وضح النهار للرعاع *** في مجلس " الأصداء " لما رأوْني جثة ً تـَـشُـدُّها لجحرها الأفاعي ألقوا ورائي في الدجى متاعي أ- قصائدي أزواجَ هذا السيد ِ التجاهل ب- بطاقة َ التأمين ِ ضدَّ حق ِّ الانتخابْ ج- سوسنة ً ترملت من قبل أن تــُـزف ّ ْ د- حصوات ِ كـُـليتيـَّا هـ - ستة َ عشر بحرا ً نفد ماؤها *** لصاحبي محمود أن يـَـعصُرَ الظلالا سُـلافة ً من قبل أن يـُخلق َ الكـَرْمُ وتـُخلقَ الكؤوس والشفاة ْ بينا أنا أعاين الزوالا في هذه القبور ِ منذ عوقبت ثمود وها أنا أراه ُ في الغداة ْ يهوي على القلوب ِ بالرغام ِ والجلمود (فلقد ثبت لي من تحقيقات إدارة البحث الجنائي ِّ الكوني ِّ أن موضع المحرك الأصليِّ.. لم يكن ِ وأن الموجود ليس إلا تجميعا ً لقطع ِ غيار ٍ مقلدة ولهذا سقطت الكونكورد بقيادة العقيد طيار هيجللينين) فأي أمل بعد هذا.. للمسافرين ؟! *** - كنتَ تنكرني علانية ً - ومستعد ٌ للعقاب - لا عقاب عندي لأمثالك الوقحين لكن ْ .. أوظفك بوابا ً لقصري كلما سأل عني بليد من هؤلاء تردد أنت عبارتك الشهيرة ... ... ... فعلقت مندوبة ُ مجلة ِ "القبول ِ الثقافي ِّ" قائلة ً " أما أنا فقد .. عوقبت بالنفاس بالحيض والنجاسة شهادتي مجروحة ٌ، وزيجتي تعاسة أ ُضرب لو فقدتُ جـُذوة َ الحماس أ ُنبذ لو خرجت دون إذن ِ وكلما انكمشتُ تحت السرج والمِـجـَن ِّ تواثبت على فراشي مهرة ٌ فأخرى ناشبة ً أنيابَها في بدني وحينذا، يهاب بي " يا خـَنـْسُ هيا ارثي لنا صخرا " فمن ترى يرثى مماتي حية ً في موطن الأسرى ؟! *** قلت ُ لوهب ٍ : - أرأيت الذي يـَـدِعّ ُ النساء كذلك الذي يـُقدّمُ الشـُعراء معلقين في حبال الوزن والقوافي يقودهم إلى حظيرة ِ الخراف ِ فـتـُملأ الأفواهُ بالكلأ ويُمدحُ الخطأ *** ها نحن في نهاية المطاف يا كِتابنا نبتهل ُ الحمد ُ للتناقض لأننا – نحن المُذ َلـّينا المُهانينا – به بلغنا رُتـبة َ الصفر ِ في لـُجـَّة ٍ ليست بنا تدري لكنها تحملنا ، لساحل ٍ على الشواش ِ من ثقوبه نطل ُّ مسددين للفضا مَمْحاتـَـنا التي لم تعرف الأقلام ُ مثلها من قبل ُ *** من هنا يطلبُ الشعبُ لجسمه السرطان مصليا ً لأجل أن تـَلفـَّه في بـُرْدِها الكروب ُ مـُدّكرا ً أن واحدا ً في واحد ٍ تكاثر ٌ مكذوب ُ وأن هذا كـُـلـَّه ُ مـُـعَـجِّـل ٌ بساعة ٍ نـُلغي على دقـّاتها الزمانا ... ... ... ذاك اقتحامُ العـَـقـَـبة ْ وبعدها فلتبحث ِ الإهانة ُ الشبقة ُ المـُـدرَّبـَـة ْ عن عاشق ٍ .. ســوانـــا
نشرت بمجلة ادب ونقد - عدد مايو - 2006 *
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
*قراءة سوسيولوجية للوحة العشاء الأخير- شفرة دافنشي الأخرى
-
*الحرية بين العلم والدين والفلسفة
-
المسرح الشعري ..الغايات والوسائل
-
مكابدات الحداثة في المسرح الشعري
-
الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
-
2 البلطة والسنبلة .. التراث الفرعوني ومساءلة الأساس
-
لا أنت غيثٌ ولا القومُ يستنكرون الظمأ - قصيدة
-
البلطة والسنبلة.. إطلالة على تحولات المصريين1
-
مشروع الإسلام السياسي وثقافة الأساطير
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|