أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - احتجاج أنثوي... مغاير














المزيد.....

احتجاج أنثوي... مغاير


متعب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


دمشق......أمريكا وألمانيا .....وأماكن أخرى من العالم ... ثم دمشق مرة أخرى ، ذلك ليس اختصاراً للمنفى بأي حالٍ من الأحوال لكنه بمعنى ما الزمن القائم على الحقيقة والموثق بالعمل .
دمشق … اللغة الفوضوية المؤسسة على المستحيل ، على الأداء والفعل والانفعال وسط هالة التسارع التي تشكل الملامح ، وتفسح المجال لاتضاحها .
الإشارة إلى بدايات الدخول إلى العصر ، الذي يفترض الاندماج والمثاقفة ، الآخذ والعطاء ، وكل ثنائيات الجدل المفضية إلى أتساق هارموني مع ذات العصر .
المكان من حيث كونه ما نحب ، وما نحب هو ارثنا الحقيقي ، ما نحبه جيداً هو الذي لن ينتزع منا بسهولة .
ولأن التساؤل يبدو وكأنه عادياً ومفاجئاً في جو إشاعة الانكسار والترويج له ومن ثم الخضوع لنتائجه "بعيدة كانت أم قريبة" كذلك ضمن نسيج عربي يقنع نفسه باليأس في ظل سيطرة واضحة لثقافة استهلاكية متعفنة وعابرة في آن .

لنتخيل من الزاوية التي كانت فيها "هالة الفيصل " أي بروكلن في نيويورك , الحي الذي أنتج هنري ميلر وغيره من الكبار في الثقافة الأمريكية .... أننا نرى العربة ، بحجم سيارة التاكسي العادية التي يمكن أن نشاهدها في دمشق ، لكنها بلا أبواب ونوافذ وسائق ، وربما بلا عجلات "منطق السكون والرتابة" الذي يغلف كل شيء حتى المشاعر والأحاسيس كذلك رائحة الليمون الممزوج بالماء ، والذي تحرص بلديات المدن الغربية على غسل الشوارع به مساء كل يوم .

ليس في هذه المدن الغربية..... أو هذا السوبرماركت الضخم ... طعام أو مواد للطبخ ، أو أي شيء للاستهلاك ، سوى ما تحتاجه لدماغك وروحك وحريتك .
في سلوك اليومي لدى هالة الفيصل ، الأسئلة لا تقود إلى أجوبة لأنها تنفتح بصورة تلقائية على مشاريع أسئلة أخرى معلنة أو غير معلنة ، لكنها بشكلها ولونها الأوحد مشروعة مثلها مثل توصيفات الحرية والحدس والمطر والفن والصراخ.
المعنى ذاته الذي يقود للحديث عن الحيز العام المفقود، والذي يحتاج اليوم، في مقدّم ما يحتاج إليه لتحققه واستوائه، قدراً من التواطؤ الذي هو خارج القانون، أو المساحة الضيقة الخاصة والمخصصة للاحتجاج في الوقت الذي تتعذر فيه مفاهيم العلانية .
تقول لك هالة الفيصل من على كرسيها في فضاء المرسم لمناسبة احتجاجها على فكرة العنف في لبنان وهنا وفي الشرق عموما...هناك في النقيض اللاشرقي تستطيع أن تحتج بالطريقة التي تريد وضد من تريد ودون أن يقنرب منك البوليس وهو إن اقترب فالقوانين الصارمة تفرض عليه التسلح بالكثير من التهذيب الجم ومن ثم ينتهي الأمر بهدوء وسلام .
أما هنا ففكرة الاحتجاج على قائمة الممنوعات وأن تم التسامح به فيجب أن يكون في اتجاهات محددة .... وبصمت ..... وبالوسائل التي لا تخدش الحياء البطريكي الشرقي ودون المساس بالتابوهات المعلنة والمبوبة وفق قراءات أوليائك في الحياة والهواء والتفكير.
حساسية الجسد في الغرب , هي حساسية جمالية بالمطلق أما هنا فأنك لاتسطيع الذهاب بالجسد إلى تحقيق حقك في نقض التراكم البصري والسلفي للشرق .
الاعمال الفنية التي تقصدت عرضا في منزلي , والتي أنتجتها طوال الحرب على لبنان ...هي في الواقع ما أتيح لي من الحيز المخصص لحريتي لكي أقول لا للعنف الذي هو في حقيقة الأمر الأداة الوحيدة لكل السلطات الشرقية .
أنا أستغرب كل هذا الضجيج على حادثة تمر هناك مرورا سريعا بينا لازلت أتحمل تبعاتها هنا حتى من المقربين ...وفي المقابل أيضا لا يرى الناس هنا عريهم الذهني والروحي ..العري الذي تصدم به كل يوم كما تصطدم بالهواء .
في يقيني أن الضفاف التي وصلت إليها هالة الفيصل .... متأتيةً من خوف مُسوّغ. ‏إنما هذه المرة بشكل مختلف ومتعد لمسألة «الموت الجسدي» ليطول موت الذاكرة الجماعية؛ موت الماضي وليس انقضاءه فحسب.. وثمة خوف حقيقي من تلاشي الأحلام وصولاً إلى انعدام إمكانية الحلم، الذي عادة ما يُسرّح شعر الأحاسيس والأمل؛ فكل عارف وقارئ اليوم، في العالم العربي، يشعر بالاغتراب، يشعر بأن النسيان المتعمد يتم فرضه بالقوة والحيلة من أجل القبول بانتفاء الوصفة السحرية للحلم، أياً كان سواء كان سياسياً أو ثقافياً أو فنياً.. وفي ضوء هذا الإطباق من النسيان والاغتراب الجماعيين نشعر باستحالة الحكاية، والجماعة واللغة، والأهم استحالة الإرادة.. والموت هنا قد يعني بقاء السلطة مع تواري الشرعية.. والنسيان كعملية منظمة واسعة هو القبول بهذا الموت؛ أي القبول بغياب الحقيقة.
‏ لذلك تبدو هالة الفيصل كما لو أنها قابضة على النار , فهي من جهة لا تريد أن تكون مبرمجة ضمن منظومة معدة سلفا تترتب وفقها قيمة الحياة والفن وحتى القيم الجمالية . ومن جهة لا تريد السكوت على كل ما يمكن أن يطال الذاكرة والدفء الذي ينتاهبه الرهاب في حياة المشرقين ...دون أن يكون لديها ما يسميه المغرضين مناورة حسية ومفتعلة للمفاهيم على اختلاف اقترابها من اليومي والمعاش وبالتفاصيل الدقيقة التي تدور عليها الحياة



#متعب_أنزو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جان درومسون...مترجما إلى العربية .......كهانة ثقافية من نوع ...
- خوان ميرو ودالي وأنطونيو تايبيس في معهد سرفانتس دمشق ....الح ...
- كائنات محمد عمران .....عرض أول لبيت الفن
- رؤيا اللون ...الفن من الزاوية الحرة , التي يقف عليها سعد يكن
- فن الأفكارلبثينة علي في عرض عالي ومفاجىء لنخب دمشق التشكيلية
- ضياء العزاوي يجدد العلاقة بين الرؤية والنص الأدبي
- إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة ا ...
- - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من ...
- موسم باريس التشكيلي....يستضيف السوري سبهان أدم ... في أربع م ...
- فرنسيس بيكون... التدخل لدى افتراضات القبح
- استعارة النص من المتخيل اللغوي ...سليم بركات ينشط مجددا في - ...
- التمسك بأسوار الشعر الغربي.....- بلامغفرة- تكرار مهذب لأبحاث ...
- رهاب بزوايا مختلفة
- - رهاب الموصوفات ......عازفة البيانو -رواية ألفريدة يلينيك
- رؤية محرفة......عن علاقة الحدس باللوحة
- فن الأفكار ..ثلاث مشاهد منصبة في دمشق
- حوار مع التشكيليي العراقي هاني مظهر
- حوار فني مع الشاعرة اللاتينية أستري دي لوس ريوس
- يوسف عبدلكي


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - احتجاج أنثوي... مغاير