أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - بيسارك.. على يسارك














المزيد.....

بيسارك.. على يسارك


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 01:28
المحور: كتابات ساخرة
    


باختصار, أنا أكتب بيساري و هذا كل ما في الأمر. و لكني سأكتب ما عندي, و بها. استطاع أبي إجباري على الأكل بيميني أثناء صغري, و لكنه عبثاً كان يحاول أن يلصق القلم بها, و أنا الآن آكل باليدين, أقصد أستطيع الأكل بكليهما, فأنا لا آكل كثيراً.
رآني خالي مرة أتأهب للكتابة, فابتسم و قال بأني تلقائياً تأدلجت فور إمساكي بالقلم, و حتى قبل رمي أياً من كلماتي على الورقة, و ذلك لأني احتضنت القلم بأصابع يدي اليسرى, فأصابع اليمنى أرخيها على الطاولة أو أحك بها ذقني حين تستعصي إحدى الكلمات عن الرمي.
إذا رآني نائماً على جنبي اليسار, يصحيني و ينصحني بألا أنام نومة مؤدلجة, بأن أستعيذ بالله و أبصق على يساري و أقلب على يميني! فأنهض نهضة ثائر لُصق الغضب على وجهه, لا أستعيذ و لا أبصق و لا أقلب, فقد كفر بي النوم و هرب إلى غيري, إلى من ينام على يمينه. ينصحني بعدها- باعتباري قد صحوت إلى غير رجعة- بأن أقوم لأصلي الفجر معه, فإن سمعت صوت المؤذن لصلاة الفجر و لم أنهض للصلاة يصب الشيطان بوله في أذني- و هذا ما قاله مرة مدرس التربية الإسلامية- مما يؤثر سلباً على مسمعي, فلا أسمع أذان الفجر بعد ذلك إلا حين أكون مستيقظاً أو أن أستيقظ عليه! بكل الأحوال أنا لا أسمع أي شيء إلا حين أكون مستيقظاً أو أستيقظ عليه, و ربما سبب ذلك أن أذناي تحولت إلى حمام عمومي لكل شياطين الأرض!
لماذا ينقز الجميع من إنس و جان و حيوانات ربما, حين نميل قليلاً إلى يسارنا, حين نتجه يساراً؟ لماذا حين يقال "شيوعية" يتعوذ شخص و يستغفر ربه لأنه سمع, غدراً و عنوةً, هذه الكلمة الملحدة, نعم.. كلمة ملحدة.. كيف؟ لا أعرف. و كأن صاحبنا هذا تاب فجأة عن عام من الشرك و الزندقة. و آخر "يفز" مذعوراً حين يسمع الكلمة نفسها, يحتار أيلتفت يمنة و يسرة, لا.. ليس يسرة.. "مش ناقصو", أيلتفت يمنة و يمنة على يمنة, أم ينفد بمصيره أولاً؟ و قد لا ينام هذا الآخر ليومين لاعتقاد, و هذا الاعتقاد راسخ دائماً, بأنه سيصل لأحد فروع المخابرات, التي تزدحم بلادنا بها, تقريراً عنه كتبه أحد المارة ممن يتمتعون "بخط حلو" و الذي ربما صدف أن مر فالتقطت أذناه الاستشعارية هذه الكلمة الاستعمارية, نعم.. كلمة استعمارية.. كيف؟ "بعرفش..". و هناك آخرون, "لزيزون" يسمعون الكلمة لأول مرة فيبدؤوا برجمنا, و بلا رحمة, بأسئلتهم التي تنم عن وعي مطمئن .
صار في إحدى حصصي أن مر موضوع عن كيف أن الشيوعيين في الصين حاولوا تطويق تعاليم كونفوشيوس, الفيلسوف الصيني الذي قاربت تعاليمه الأديان. سئلت عن معنى كلمة Communism , فقلت متفائلاً و باسماً: شيوعية. فور تلفظي بالكلمة ترامى إلى مسمعي همسات كانت بسملات على ما أعتقد, و كأن فيلقاً من الشياطين كانت تبحث عن ملجأ و لقيته فجأةً في القاعة فهجمت عليه هجمة شيطان واحد, هجمة "لوسيفر", أبو الشياطين. و لكن إحداهن لم تستطع الهروب فور سماعهن الكلمة المشئومة, فالباب كان مغلقاً, و اكتفين بالالتفاتة حولهن للتأكد من خلو القاعة من أحد المارة من ذوي "الخطوط الحلوة"ً.
أغلب الطالبات بانوا بأنهن "لزيزات" حين حولت السؤال لهن, لتبدأ الإبداعات الإنسانية بالتحرر أو "بالتحزر" و كذلك الإلهامات الإلهية حين "يكمشن" مهما يعبر على بالهن من أفكار, و إن كانت عابرة سبيل.
أفحمتني أحداهن بأن الشيوعية هي القوة المسيطرة في أي مكان, كأمريكا الآن مثلاً. قالت أخرى بأنها, أي الشيوعية, شيء له علاقة بالسياسة على ما تعتقد. و أخرى قالت بأنها ضد الله, يبدو بأنهن سمعن أو قرأن شيئاً عن هذه الكلمة, و إن, كما يبدو, من جهات "مأدلجة", لا تنام إلا على يمينها, و أذناها معقمة بالديتول دوماً.
أكثرهن "لزة" كانت من قالت بأنها تظن, و أعجبتني في أنها لم تجزم, بأن "شيوعية" هي اسم لأكلة – هي لا تذكر بالضبط لأي بلد تعود- تتكون من الـ.. "أبصر شو", لم أفهم عليها. كل ما فهمته كان بأنها تشوى على الفحم و تؤكل بالشوكة و السكين!
على كلٍ, أتخيل خالي حين يراني آكل "الشيوعية" هذه و بيساري, آكلها بنكهة فلسطينية و تغميساً بخبز صاج فلسطيني.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالبيعة يا خيار
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى
- حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
- موسيقى الكاتيوشا
- مع حبي.. ترشيحا
- في الجليل.. حياة
- أحمر أبيض
- وطن من اثنين
- غباء بكل الأحوال
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها
- -اقعد عاقل-
- رفيقي فلاديمير
- ألا يكفي؟
- اختلفت المسميات
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - بيسارك.. على يسارك