أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - القدس ... سيادة وإردة.















المزيد.....

القدس ... سيادة وإردة.


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس .... سيادة وإرادة
فلسطين
ونحن نترقب هذه الأيام تداعيات ما يسمى بـ "مسيرة الأعلام" أو "يوم القدس" والتي هي عبارة عن فعالية إحتلالية بدأت أول ما بدأت عقب إحتلال القدس وضمها في حزيران من العام 1967، وما زالت تمارس سنويا الى يومنا هذا بترتيب من المتطرفين اليهود، حيث يعتبرون أن التاسع والعشرين من آيار من كل عام والذي يوافق الخامس من حزيران وفقا للتقويم العبري، وهو اليوم الذي إحتلت وضمّ فيه كيان الإحتلال القدس الشرقية. لقد سميت بمسيرة الآعلام لأن المشاركين فيها يحملون الآعلام الإسرائيلية ويرددون ويرقصون على وقع أناشيد قومية متطرفة في مظاهر استعراضية استفزازية للفلسطينيين والعرب يهدفون من خلالها إلى اقتطاع زمن مخصص لهم في أرض هذه المدينة المقدسة وتحت حماية عسكرية مدججة بالسلاح الحي والمطاطي بما يشبه فرض أمر واقع وبقوة السلاح باقتطاع ذلك المكان الذي تعبر من خلاله مسيرتهم تلك ولو مؤقتاً واخضاعه لسلطتهم خلاله، مما قد يمهد ويعكس نوعاً من السلطة والسيادة المؤقتة على المكان.. خاصة أن هؤلاء المتطرفين يحاولون سيراً على الأقدام خلال مسيرتهم اختراق أزقة البلدة القديمة العربية العروبية بخط سير ينطلق من باب العمود وصولاً إلى حائط البراق ( المبكى).
بدأت هذه "الاحتفالات" عام 1974 بمسيرة قليلة العدد، هادئة شبه صامتة، تصدى لها آنذاك الشعب العربي الفلسطيني ما أرغمها على التوقف ما بين الأعوام 2010 و2016 ، وبعد ذلك، لجأت سلطات الإحتلال العسكري الإسرائيلي الى إرغام أصحاب المحال التجارية الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس على إغلاق محالهم في ذلك اليوم، وفرضت إجراءات أمنية مشددة تحول دون تواجد أعداد كبيرة من أهل الضفة الغربية في القدس في ذلك اليوم، بالإضافة الى السعي الحثيث لعدم تواجد المقدسيين في البلدة القديمة وبخاصة الشباب منهم.
لكنهم أيها الأحبة .... فشلوا ... وكما يقول الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، ففي " القدس من في القدس .... لكنني لا أرى إلا أنت".
ويقصد بذلك أنه، ونحن من خلفه، لا نرى في القدس إلا الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية قاطبة التي إن أتت فتأتي من خلال البوابة الفلسطينية المقاومة وليس من خلال بوابة التطبيع الرسمي لهذا البلد العربي أو ذاك.
ولأحبتنا في العالم العربي، الشعوب العربية التي ما أن تلتقي فلسطينيا من أبناء القدس حتى تكاد "تتمسح وتتبرك " به ... كيف لا وهو القادم من القدس ... تلك المدينة المقدسة في الوجدان العروبي، فإنني أقول لكم، أن كافة محاولات الإحتلال الصهيوني الإسرائيلي لتهويد القدس قد فشلت فشلا ذريعا.
فمنذ عام 1967 ولغاية أيامنا هذه، وبكل تأكيد سيستمر الأمر سنة تلو الأخرى، طالما بقي الإحتلال الغاشم على الأرض الفلسطينية، فإن جهابذة السياسة والأمن في الكيان الصهيوني سيسعون يوميا الى تهويد القدس، من خلال تغيير معالم البلدة القديمة، وإستمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى وقبّة الصخرة المشرفة بهدف هدمهما عند أول "عطسة" لزلزال بقوة تزيد عن ست درجات على مقياس ريختر، ومن خلال التضييق على الكنائس المسيحية أيضا ورجالات الدين والحجاج المسيحيين، وإحداث معيقات لمسيرة "درب الآلآم" المسيحية السنوية والتي شاهدنا تقارير مصورة عن طريقة منعها وقمعها، وعندها شارك كل أهل القدس في كسر الحواجز لضمان وصول أهلنا المسيحيين الى كنيسة القيامة.
كما ويسعى الإحتلال بشكل ممنهج ويوميا الى إفراغ القدس من المقدسيين، بفرض المزيد من الضرائب والحظر المشدد لعملية البناء، لدرجة أيها الأحبة أن أقصى مساحة لشقة سكنية يحلم بها المقدسي الشاب التواق للزواج وتكوين أسرة لا تتعدى الـ 90 مترا مربعا وبها يجب أن يكون هناك ما تفرضه سلطات الإحتلال العسكري الإسرائيلي وتسميه " الغرفة المحصنة المغلقة" وهي غرفة من دون نوافذ بل طاقة صغيرة، والغرفة ذات جدران مسلحة سميكة ويجب أن تتوفر في كل شقة سكنية كملجأ تحسبا لأي حرب محتملة، وإن أراد هذا الشاب المقدسي أو تلك الصبية المقدسية إستئجار الشقة الصغيره هذه فإنه يدفع ما لا يقل عن ألف دولار أمريكي شهريا عدا الضرائب الشهرية لقاء هذه الإيجارة، أما إذا فكّر بالشراء فإن ثمن هذه الشقة الصغيرة لا يقل عن أربعماية وخمسين الف دولار، في الوقت الذي لا يتعدى الدخل الشهري لأي شاب مقدسي الف وخمسماية دولار أمريكي هذا إن وجد عملا بالأساس وعليه أن يدفع الضرائب والتأمين الصحي الحكومي ورسوم الضمان الإجتماعي.
لذا يلجأ الكيان الصهيوني وبشكل ممنهج الى إفراغ القدس من أهلها، فمن ناحية يمنع على الفلسطينيين من الضفة الغربية من دخول القدس إلا بموجب تصاريح دخول محدودة ، مع منع مطلق لأهلنا من قطاغ غزّة، ويتم بشكل ممنهج إفراغ القدس من أهلها الذين ينتقلون الى للاقامة في أكناف القدس، مع غض النظر الاسرائيلي المؤقت والمتعمد عن عمليات البناء دون الحصول على " التراخيص الرسمية" ، مما أنتج على أرض الواقع مبانٍ مرتفعة وعشوائية ذات بيئة معيشية وبنية تحتية ضعيفة لاستيعاب هؤلاء المقدسيين تحت وطأة التهديد بهدم المبنى في أية لحظة.
ومع ذلك كله، أهل القدس هناك، صامدون، وهم بثباتهم وتحركهم ومقاومتهم .. يشكلون الحراس الحقيقيين عن المدينة، هم من أفشلوا كل المحاولات، لدرجة أنني أدعو كل من يمر من خلال "باب العمود" داخلا أو خارجا من وإلى البلدة القديمة في القدس أن يخلع نعليه ويمشي حافيا، فعلى كل ملمتر من مدخل باب العمود قطرة دم طاهرة لشهيد أو شهيدة قدّمت دفاعا عن القدس.
إنما أردت في هذه المقالة، أن ألفت نظر إمتدادنا العروبي الشعبي في عالمنا العربي، جماهيرنا العربية الى أن "القدس إرادة ...والوطن سيادة" ويحضرني هنا قصيدة نبطية للشاعر الفلسطيني الراحل يعقوب إسماعيل ( أو سيدي حركش) يقول فيها:-
مريت اليوم ... ع القدس
في لي حبيب ... تزور
رنيت ع أول جرس
ووقفت ... حد السور
شوفت العساكر والحرس
تحجز هوى ... منثور
والليل .... راكب ع فرس
خاطف ... ع فوقه بدور
وبدور ... ع فوق الفرس
تلبس ... عقد مسحور
وعيون الناس ... في القدس
تنطر ... ع سطح الدور
في جيل ... طالع للشمس
حامل في إيدو ... زهور
وماخذ معاه ... بخّور
تيجيب منها ... للعرس
فك السحر ... لبدور
ويجيب منها .... للقدس
فك الاسر
ويجيب منها ... النور
ويجيب منها ... السر
كيف البشر ... ع المر
تقدر ع إنو ... تثور



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والتطبيع
- نحن والفعل الجماهيري
- مجزرة حي التضامن السوري


المزيد.....




- صدمة على الهواء.. المتنبئة اللبنانية ليلى عبداللطيف وسؤال عن ...
- السوريون في تركيا... في مواجهة الترحيل إلى مصير مجهول
- الآثار النفسية للعزوبية الطويلة
- مراسلنا: قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على عدة مناطق في غزة وقصف ...
- كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بتشكيل -الناتو الآسيوي- ...
- لابيد: الحرب بغزة ستنتهي بلا صفقة والهدوء بالجنوب سيهدئ جبهة ...
- كأس الأمم الأوروبية: ألمانيا تفوز على الدانمارك 2-0 وتكسب تأ ...
- بيونغ يانغ تحذر من عواقب وخيمة للمناورات الأميركية اليابانية ...
- بوليفيا.. قادة الانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي
- موسكو تسقط 36 مسيّرة أوكرانية وكييف تعلن عن مقتل 11 شخصا


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - القدس ... سيادة وإردة.