أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - صدام مشافش حاجه














المزيد.....


صدام مشافش حاجه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحول صدام حسين من متهم الى شاهد، في مسرحية كان حسب البروفات الاولية هو المطلوب الاول فيها، بل بدى متذمرا احيانا من تصرفات سلومة الاقرع، محامي الضحايا، ومن المدعي العام ومن غيره من مشاكسيه.
على الجانب الاخر من القاعة فقد ظهر الشاكون، ضحايا تلك العمليات العسكرية، و الهجمات الكيمياوية من اهالي القرى وكأنهم المذنبين، يرد واحدهم بلا حول سهام الاتهامات والتشكيك و الاسئلة التكرارية المثيرة للتندر، بل وغبن المترجمين المبتدئين الذين ساهموا بتحريف الكثير من الافادات، وفتحوا ثغرات كثيرا ما تم استغلالها من قبل الدفاع للتسويف والاطالة.

ولم يكن صدام شاهدا منتجا، حسب المصطلح القانوني ايضا، فهو لم يعرف تواريخ المعارك، ولا الحملات التي سميت بالانفال، بل ظهر من خلال اسئلته، التي تدعي البراءة، بانه يعزيها الى الدور ايراني، ولسان حاله يقول للحاكم، تخليني اروح للبيت؟

ولهذا السبب، اي لكي يتحول صدام الى شاهد بالفعل، فقد الح المتهمون ووكلاؤهم على الاسئلة المتعلقة بايران، والايحاء بان العمليات برمتها كانت فصلا من ماسي الحرب العراقية الايرانية. حتى صارت المحصلة التي يخرج بها المتابع لسير المحكمة هي ان المناطق المعنية في هذا التطهير الكيمياوي هي ملاصقة، بل تكاد تكون متداخلة بالحدود الايرانية، بينما الحقيقة التي تثير السخرية هي ان هذه المناطق ليست حدودية من ناحية، ولم تقترب منها قوات ايرانية مطلقا طوال الحرب بين البلدين، وان مثل هذه الاسئلة ما تثار اساسا الا لتضليل الرأي العام، ولخداع الحاكم.


وعيب الحاكم عبد الله العامري ليس وجهه البشوش الذي احال قاعة المحكمة الى مقهى في "طق حنك" مع المحامين، والمتهمين، وليس في قمعه للادعاء العام ولتكميم افواه المدافعين عن الضحايا، بل عيبه انه لم يطلع على خارطة المنطقة قبل مجيئه للقاعة فكان في كل مرة يسقط ضحية التساؤلات غير المنطقية والايحائية المغرضة التي يطلقها المحامون والمتهمون حول الدور الايراني او تواجد مزعوم لقواتهم، وبذلك يساهم الحاكم بجهله في تضليل العدالة.

والمنطقة التي تركز عليها المحاكمه هي وادي بركلو، وقرية سركلو على قمة جبل دابان، تفصلها عن الحدود الايرانية ثلاية ايام مشي حتى المعبر الطبيعي للحدود سفروزرون، والمسافة تقاس هناك بالمشي لعدم وجود طرق سالكة بين البلدين في تلك النواحي، وان كانت فانها تقع في مرمى الربايا المزروعة على قمم الجبال. الاكثر من ذلك هو ان القوات الايرانية لم تكد تبسط سيطرتها حتى على الجانب الايراني، في ظل نفوذ قوات كومله الايرانية، وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، ولم تقم باي نشاط عسكري في تلك المناطق على عكس ما كان الوضع عليه في المناطق الاخرى.

كان على الحاكم ان يزور تلك المناطق، خصوصا وقد تحولت اليوم الى منتجعات سياحية امنة ليطلع على جغرافية المنطقة اولا قبل بدء الجلسات، وان لم يفعل ذلك، فكان عليه ان يراجع الخرائط المتوفره عن تلك النواحي ومعرفة كنه الاسئلة المتكررة التي يطلقها المحامون والمتهمون عن دور ايران في هذه القضية ومدى جديتها، الم يكرر هو من على المنصة لمرات بانه لا يبتغي سوى تحقيق العدالة، مرضاة لله، الا يستحق الله، والعدالة القليل من الجهد من اجل تحقيقها؟ واذا كان مطلعا فهل يخفي معلوماته مجاملة؟ من اجل ان يبقى مزاج الرئيس رائقا.

رغم ان عدد ضحايا الدجيل كان 184 شخصا، الا ان المحكمة السابقة تميزت بجدية اكبر، الا ان محكمة الانفال، التي راح ضحيتها اكثر من 180 الف لا تبدو سوى جلسة سمر.

ربما فهمت سر هذا التودد الذي يبديه الحاكم عبد الله العامري مع صدام وبقية المتهمين، وهذا المزاج الرائق الذي يناغم فيه نكات محاميه السمجة، ولربما اعذرته، فالرجل افنى حياته المهنية في قاعات المحاكم وصورة صدام تعلوا رأسه، بل كان منفذا لقوانين ادارته، وهذا منطقي، لكن ما لا اجده منطقيا هو انه لم يكلف نفسه عناء السفر الى المنطقة المنكوبة، او مطالعة خرائطها للحد الذي تجاوب فيه مع كل الاسئلة التي القت بالتهم على ايران وحولت صدام بالفعل الى شاهد مشافش حاجه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم
- حمار الحضارات مرة اخرى
- العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - صدام مشافش حاجه