أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ذكريات العيد ..














المزيد.....

ذكريات العيد ..


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


عدت من جديد مع الأهل والأحباب
مع مجئ الأعياد تتجدد نوستالجيا الحنين والحب والروح إلى جذور المسقط والنشأة ، والأيام الخوالي أيام الطفولة والمراهقة والشباب والمرح والسخرية والتفكه بكل جوارحنا ببراح ، وخيالات واسعة بلا عقل وتجربة من كل شئ. وكأن العالم لنا لوحدنا ولأحلامنا الكبيرة في وقتها السابق . . وقد عدت إلى بيت العائلة ؛ لأقابل من عشت معهم ومعهن تلك اللحظات ، وأتذكر مدى حماقتي وحماقة هذه الحياة أيضًا ، ومدى جمال اللحظات التي ولت من عمرنا سهوًا ، وكأننا كنا مجرد أخطاء سقطت من رحم أمهاتنا.
أقضي أيام الأعياد بين زيارة الأهل الذين فارقوا بيت العائلة بمختلف الطرق ؛ لكنهم يعودون للتجمع في بيت العائلة كواجب مقدس ، وتناول طعامنا مرة أخرى ، وكأننا لم نفارقه ولابد أن نعود ونقول للجميع : " كل سنة وإنت طيب. كل سنة وإنت طيبة " ، ونقهر احساس مرور العمر الذي مر كالماء المسكوب من بين أيدينا ، وهجرانه ها .. قد عدنا يابيت العائلة ، ولا يهمك .. ما حدث شئ. يا له من اسم رائع ومحتوى دفين وعميق ، وكأنه من أسرار الكون رغم مرور سنوات العمر ورحيل البعض سواء بالسفر، أو ظروف لا إرادية للعودة إليه ، فتصبح الأعياد ملاذي الوحيد لأعود لوطني الصغير؛ الذي منه انبثقت روحي ، وهامت بعد ذلك في دروب الحياة. لكن بيت العائلة خالد وقوي وباق مهما هجرته ينتظرني حتى لو رحلت عنه أبدًا. لأنه أهم شاهد على كل ذكرياتي ، وحياتي الماضية. كل مرة تبدأ منه نقطة سفري إلى مدينتي الصغيرة ، وحتى أنتهي منه ، وأعود إلى مكان إقامتي. أدعو ربي دومًا بأمنية خالصة أن أعود مرات أخرى ، ولا يحرمني شئ من العودة ، والإستمتاع برؤية الأهل والأصحاب القدامى والجيران والشوارع والبيوت والمحلات ، وكل شئ مررت به والتسامر والحكي نهارًا وليلًا طوال أيام العيد ، وأهجع للنوم سويعات قليلة حتى لا يفوتني رؤية أو زيارة أحد يأتي على خاطري ، أو أتي على خاطرهم أو خاطرهن ؛ فربما لا تسعفني هذه الحياة العابثة بأقدارنا دوام اللقاء مجددًا. حتى أعود متعبة ومرهقة إلى حجرتي النظيفة والمرتبة ، كعادة أمي ، وكأن لم أتركها ، ولازال بها كل حاجاتي الشخصية من ملابس ، و كتب ، وأوراق خاصة ، وأباجورتي المشكلة عل هيئة أرنب على الكمودينو المهداه لي من أعز صديقات المراهقة. تكون رفيقتي عندما تنطفئ كل الأنوار، وتظل هي ساهرة معي للقراءة ، والعبث في ذكرياتي القديمة ، والحنين والشجن الذي يملأني كلما نظرت للصور الصغيرة والكبيرة : لأمي ، وأنا ، وأخواتي ، وآخرين منثورة تحت زجاج سطح الكمودينو، وقوة المكان وخلوده يمتد بفعل التناسل بين أبناء الحياة ، وهو يستقبل زائرين جدد من أطفال سينتمون إلى صور العائلة ترحيبًا وزهوًا وفرحًا بهم جميعًا ، وهم يهتفون ببراءة وبهجة : ها .. ها .. قد انضممنا إلى مقتنيات بيت العائلة ، وصرنا جزء منك يابيت العائلة. عدت ياعيد : أهلا ومرحبا من قديم ، وجديد ، وكل جديد آتِ. ومين فات قديمه تاه يابيت العائلة على رأي أمي.
30/ 8/ 2017م



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قراءات الصيف
- ذكريات عن الحرب
- ذكريات عن شهر رمضان
- ناصية القراءة - هاجر-
- ناصية القراءة - وطن بكف المنفى -
- مونتي وثقافة الفساد في مصر
- شهرزاد الحكاءة في المريض العربي
- قصص قصيرة
- السيمفونية التي أبدعت أسطورة حب عصرية
- دراسة لديواني الشاعر مدحت منير والشاعر حاتم مرعي
- النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور في كتابه النقدي (نماذج ب ...
- قراءة نقدية في قصص مختارة لهدى توفيق
- النساء في المناطق المهمشة تطبيقا على واقع بني سويف
- قصة للأطفال للكاتبة هدى توفيق بعنوان هناء وشيرين
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (كهف البطء)
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (مذاق الدهشة ...
- زغرودة تبطل مفعول قنبلة قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان السلام يعم الغابة
- فأر الذاكرة الذي ابهجني وأبكاني في كأنه يعيش
- مفتاح الفردوس في رواية صانع المفاتيح


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ذكريات العيد ..