اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 00:07
المحور:
الادب والفن
كتب النواب شعراً شعبياً مدهشاً ، مواصلاً دهشة الشعر الذي احتوته الكثير من قصائد ملا عبود الكرخي : " بغداد مبنية ابتمر فلّش وكل خستاوي " .
في أشعاره الشعبية تجاوز النواب نثرية الشعر وبرودته في الكثير من قصائد مجايليه من الشعراء الشعبيين ، وحتى من شعراء الفصيح كالزهاوي والرصافي الذين ظل خيالهما اللغوي اسيراً لمعنى المفردات القاموسية التي قفلت قواميسها - وما زالت - خيال الشعراء ، ولم تمنحهم فرصة التعبير النّوابي الخلاق : " چانن ثيابي علي غربه ، گبل جيتك ، ومستاحش من اعيوني " .
قد يشذ عن هذا القول الشاعر الموهوب عبد الأمير الحصيري في قصيدته الشهيرة : انا الشريد " انا الاله وندماني ملائكة والحانة الكون والجلاس مَن خلقوا " وقد ظلت تجربة النواب وألقها المبهر في ديوانه : " الريل وحمد " تسري في دماء الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ومحاولاته في الاقتراب من روح السرد والحكي اليومي حتى في افخم قصائده المرسلة الى صدام حسين ..
وما ان تحوّل النواب الى كتابة الفصيح حتى اختفت من أشعاره دهشة الابداع المحمولة على الخلق اللغوي ، وحل محلها الصراخ والشعارات والكثير من الألفاظ والتعبيرات السوقية ...
بل انني تصادف وان عثرت في احدى مكتبات صيدا في سبعينيات القرن المنصرم على ديوان له صغير الحجم ، تحتوي احدى قصائده على هذه
الابيات التي تتحول فيها المرأة الى اداة :
وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل
امرأة ليست اكثر من زورق لعبور الليل ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟