شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 18:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن يكون المواطن.. أي مواطن مسؤولا" كان أم مواطنا" عاديا" منفصل عن وطنه, في الداخل .فكيف إذا" وهو في خارج الوطن..فهو سيكون مكلفا" تكليفا" وطنيا" ولا شعوريا" بأن يحمي اسم وطنه ويخاف عليه ولا يسمح لأحد بأن يتطاول على إسم وطنه . فالمواطنُ الصالحُ لبنةُ المجتمع الأساسية والنقيّة .وهو الأساس الصحيح الذي سيسمو به الوطن ,لأنّه إنسان مُحبّ لوطنه ويعمل جاهدا" لأجله ويعي جيدًا حقوقه وواجباته، ويعدّ نفسه جزءًا أساسيًا من منظومة العمل الجماعي لصالح الوطن، أقول هذا الكلام بعيدا" عن أي نظام سياسي زائل المواطن هو أيضًا ملتزم بالسلوكيات المفعمة بالايجابية الوطنية التي تُسهم في بناء وطنه، ولا يسمح لأيّ شخص أن يتعدّى على إسم وشخصية وحرية الوطن، فالمواطن الصالح ملتزم بكامل منظومة الأخلاق الوطنية. والخلاف والإختلاف مع النظم الحاكمة والتي غالبها مستبد وكتاتوري وليس مع الوطن ...المواطنُ الصالحُ يضع وطنه أولًا المواطن الصالح لا يقدّم أي مصلحة على مصلحة وطنه، ولا يسمح بأن تطغى المصالح الشخصية على مصلحة أبناء وطنه وتقدّم الوطن وازدهاره، ويتصف بالكثير من الصفات الطيبة التي تدلّ على صلاحه، فهو يحترم الأنظمة والقوانين .. ويلتزم بجميع التعليمات ولا يرتكب المخالفات التي تضرّ مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه، وفي حال وجود أنظمة وقوانين لا تتطابق مع مصلحة المواطن فهنا على المؤسسات التي تمثل المواطن أن تعمل على تعديل تلك الانظمة والقوانين كما أنّ المواطن يُحافظ على مقدرات الوطن ويمنعها من الضياع أو التعرض للتلف والسرقة. اي لا يقوم بتدميرها او تخريبها بحجة انه مختلف مع نظام حكم بلاده ..فهدم دائرة حكومية او تدمير أثار.. أو سرقة ممتلكات عامة ,.. لن يزيل نظاما" من كرسي الحكم .ولن يفيد بقضية الاختلاف او يصحح وضعا" فاسدا". ومن أهم مميزات المواطن الصالح أنّه يتحلى بالقيم والأخلاق الحميدة داخل الوطن وخارجه مثل الوفاء والإخلاص في العمل والأمانة والصدق في التعاملات. كذلك يلتزم المواطن الصالح بجميع السلوكيات التي تدلّ على التزامه، ويلتزم بالممارسات الحسنة في المدرسة والجامعة والشارع والبيئة المحيطة ويُحافظ على المرافق العامة والممتلكات الخاصة والعامة لهذا فإنّ المواطن الصالح ليس مجرّد مصطلح رنّان يتداوله الناس، بل هو مجموعة من الأفعال الحقيقية التي يجب أن يتم تنفيذها على أرض الواقع ليراها كلّ الناس في الوطن. ويقوم كذلك بجميع الواجبات على أكمل وجه دون أن يغش أو يتكاسل لأنه يعي جيدًا أهمية أن يكون المواطن صالحًا وقدوة لغيره من المواطنين كي يقلدوه ويسيروا على خطاه لتحقيق نصرة الوطن ورفعته، وكي يظلّ الوطن شامخًا بأبنائه لأنّ صلاح الأوطان يأتي من صلاح أبنائها كي تظلّ بلادهم متقدمة ومرفوعة الراية، وهذا يتطلّب الحرص والالتزام الذي يوجد في المواطن الصالح. يحرص المواطن الصالح على طلب العلم والسعي في التعلّم والثقافة كي ينهض بوطنه علميًا واجتماعيًا ويُحقّق له التميز في مختلف المجالات الطبية والسياسية والزراعية والاقتصادية والصناعية والثقافية، كما أنّ المواطن الصالح ينبذ الفساد والفاسدين ولا يتستر عليهم، خاصة أولئك الذين يسرقون مقدرات الوطن، وهو أيضًا لا يقبل بالرشوة ولا الواسطة والمحسوبية، ولا يرضى بأن يأخذ حق أحدٍ. يحرص المواطن الصالح على التطوّع لخدمة الوطن في مختلف المجالات، كما أنه يُسهم في نشر الخير والمعرفة بين الناس ويُعطيهم النّصيحة الصادقة كي يتصرّفوا عن وعيٍ ودراية، وكي يكونوا صالحين ومُنتجين بالدرجة الأولى، فالمواطن الصالح لا يُمكن أن يكون عالة على أسرته ومجتمعه ووطنه، لأنّه شخص مُنتمٍ كي يكون رافدًا لاقتصاد الوطن. و يطلع على كلّ ما يمكن من معارف يمكن أن يكون عضوًا فعالًا فيها، وهو يُشارك في الحملات العامة لأجل الوطن مثل تنظيف الشوارع والتبرع للأسر الفقيرة والدفاع عن وطنه بدمه وماله وعلمه فالمواطن الصالح هو خير ممثّل لبلاده في الخارج والداخل؛ لهذا يحرص على أن ينقل عن وطنه الصورة الحسنة الجميلة، فيتصرّف بلطف ولباقة وأخلاق عالية مع الأشخاص الغرباء والزائرين لوطنه. وهو بهذا يكون قد أدّى واجبه تجاه وطنه على أكمل وجه، على الرغم من أنّ الوطن مثل الأم، لا يُمكن لأي شخص أن يوفيه حقه أبدًا؛ لهذا على كل شخص أن يحتفظ بنية خالصة لله تعالى في قلبه بأن يتصرف كمواطن صالح، ولا يُسبّب أيّ أذى لوطنه وأبناء وطنه، وأن يحبّ وطنه أكثر من نفسه وينتمي إليه بكلّ ما فيه، وهنا يأتي دور الأسرة في تعزيز انتماء أبنائها للوطن . لهذا كله يجب تعزيز صورة المواطن الصالح والتّركيز على أهمية المواطنة الصالحة بأن يتم تعريف الناس بهذا المفهوم بمختلف الطرق، سواء في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة أم في وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة أم في المناهج الدراسية على مستوى المدارس والجامعات كي يتعلّم المواطنون التربية الوطنية، ويكونوا دومًا عارفين لواجباتهم. لأنّ المواطنة الصالحة لا تعني أن يتنازل الشخص عن حقوقه وألّا يكون مسلوب الإرادة، كما أنّها لا تكون بالإجبار وإنّما عن رغبة كاملة وحبّ نقيّ للوطن. فقسوة اي نظام حاكم ..أو حزب مستبد أو مسؤول ديكتاتور لن يثنيني عن محبة وطني ....المواطن الصالح هو بحق طاقة الوطن الخضراء ويترك أثرًا طيبًا ومثالًا رائعًا في مواطنته، وخاصة في غربته الموحشة... فهو وقود الوطن ومحرّكه الأساسيّ الذي يدفع به نحو المراتب العليا ليكون في القمة دائمًا، ويُسهم في رفع راياته في مختلف الميادين والمجالات، ويحرص على أن يكون وطنه في الطليعة فلا يتقاعس عن القيام بأي واجبٍ تجاه وطنه، ويكون سباقًا دومًا لعمل الخير فيه. فالمواطن الصالح هو مثال للمواطن الواعي الذي عرف واجبه فأداه على أفضل وجه، وهذا بحق يستحق وسام الحب والتقدير، ويستحق أن يكون قائدًا في وطنه.
وبالمناسبة لا بد التفريق تماما" بين الوطن كوطن أرض وجبال وسهول وبحر ونهر .مدن وقرى وحارات وأزقة وشوارع .. فهذه كلها ثوابت في وجداننا .. عقلا" وعاطفة"..محبة وإخلاصا" ووفاء" وإنتماء" وطنيا" متجذر في دواخلنا.. وبين نظام حكم سياسي شرعي أو مغتصب للشرعية او حزبي يدعي لنفسه دور قيادة الدولة والمجتمع... حتى باتت أكثرية الأحزاب تدعي لنفسها هذه المقولة السخيفة والتي تعني فيما تعنيه نسف الديمقراطية من جذورها ..هذا إذا وجدت أساسا" ..إذا.... فأي نظام حكم, هو زائل مهما طال , ومهما جثم على الصدور, فلابد أنه مفارق ..لايدوم...لذلك من الخطأ تماما" القول بأن الوطن ظلمني . والوطني اعتقلني والوطن جوعني والوطن بهدلني وشتتني . والوطن قهرني . كل هذا خطأ وخطأ جسيم ...ونضع اللوم عليه .بينما الفاعل الحقيقي هو النظام الذي إغتصب الوطن والمواطن معا".. أي نظام لافرق أو أي حزب سياسي .
فالمواطن داخل الوطن سفير لعائلته وطائفته وقوميته ودينه....أما خارج الوطن فهو سفير لوطنه فقط ولا يقال عنه بالخارج هذا المواطن السوري المسيحي او السني او العلوي مثلا" انما يقال هذا السوري فعل كذا. وهذا السوري محترم ممتاز بعمله وإسلوبه .. وذاك السوري حرامي ونصاب مثلا" وهكذا ....فأي عمل او سلوك لنا خارج الوطن ينعكس سلبا" بأفعالنا المشينة على اسم وطننا أو إيجابا" كالاحترام والعمل النظيف والسلوك الجيد ايضا" ينعكس على أسم وطننا..
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟