أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!














المزيد.....

أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7253 - 2022 / 5 / 19 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوروبا، جرى الاتفاق حين ولادة المسيحية، أن لا تأخذ الكنيسة على عاتقها، سوى الاهتمام في مجال الفكر والعقيدة، وأن تدعي لنفسها الحصرية في الروحيات دونما المساس بأي مجال يدخل في العمل السياسي الدنيوي أبداً. لكن، ولأسباب خصت تبدل أوضاع أوروبا المادية والاجتماعية وما مرت به من حركتي نهضة دنيوية وإصلاح ديني، زجت الكنيسة نفسها يوماً بعد يوم في الشأن السياسي ومجرياته وأحداثه المتطورة المتسارعة. وقد لاحت أولى بوادر تدخل الكنيسة في شؤون السياسة حينما تمت ترجمة ذلك ببعض التدخلات من قبل سلطة البابا والتي مهدت فيما تلى لمواجهات ومشاكل دينية، بابوية، من جهة، وبين الكتلة السياسية الحاكمة آنذاك، الدنيوية، من جهة أخرى. وهذا ما سمي أو تم تصنيفه بـــ الانحراف الديني.
في الاسلام كذلك، بعد أن أسس النبي محمد ص، مدينته، وكان أول ما شرع به، هو تغيير اسمها من يثرب الى مدينة الرسول. ثم تلا ذلك، ترسيخ القوانين الاسلامية تباعاً والخاصة بمدينته والمسلمين، ترجمها في ذلك الوحي المنزل بالآيات القرآنية التي اكتملت فتضمنت دستور الاسلام الأوحد ولا غير سواه، ألا وهو القرآن الكريم. ثم جاء من بعده، خلفاء راشدون، ليحملوا الراية من بعده، أو لنقل ليحملوا الرسالة الدينية من بعده، على أمل الحفاظ على الامانة المحمدية لئلا يصاب المجتمع بأمراض مشابهة لأمراض الجاهلية من جديد. بل اصاب المجتمع الامراض من جديد حين أصيب بعض حاملي الراية أنفسهم ومن بعدهم في العصور الاسلامية الاخرى، بالانحراف الديني، أيضاً.
لكن، بعد مرور اوروبا بالنهضة والإصلاح، اشترك مفكرون وقتذاك لكلا الطرفين، بالوقوف عند بعض الممارسات التي تتم بإسم الدين ومؤسسته، فكانوا يعيدون النظر وأحيانا يبدون الاعتراضات بشأنها، ما أضعف مكانة البابا وموقع الكنيسة، على حد سواء. فتعرضت الكنيسة الى هجمات من قبل فئات مجتمعية، منها فئات متدينة حريصة كانت على بقاء المسيحية كمنهج صالح لا يجوز تحريف مفاهيمه. وفئة من الدنيوييين العلمانيين، حاولوا جاهدين إبراز الاحترام الواجب للدين المسيحي الحقيقي من جهة، ومن جهة أخرى القضاء في ذات الوقت على أية دعوى دينية منحرفة تعارض المواقف والمطالب والتحركات الدنيوية. فطفت نزاعات مشهورة حينها على سطح العلاقات المجتمعية في عموم اوروبا.
بينما في غالب الدول الاسلامية خاصة في الوطن العربي، فقد أولت جماعات دينية مختلفة الارتباطات والعلاقات، أهميات خاصة لولوج الدين في السياسة، على أمل المحافظة على إحياء أفكار دينية ذات أنماط تنم عن معتقدات واجتهادات شخصية لا تمت جيداً بالعقيدة الاسلامية بصلة بدرجة لازمة، حين دخلت منذ آماد، مرحلة الانحراف الديني، وتمكنت من الإبقاء على حالتها، لتشكيل بؤر دينية سياسية فيما بعد، طالما حرصت على تبني مشاريع بالقوة من أجل تنمية وترسيخ وجودها وتوسيع مشاركاتها في الحياة السياسية. بل أصبحت هناك مؤسسات دينية تمارس حقوقاً سياسية، رسمياً، بعد إدراج مضامين نشاطاتها في دستور البلاد والاعتراف بدورها الديني والدنيوي على حد سواء.
على هذا الأساس، نرى أن الصراع الأبدي الأزلي ما بين الدين والدولة، أو الدينية والدنيوية، هو صراع قائم للفوز بكلتا الكفتين في آن واحد، كفة الدين والتمسك بضرورة اتباع وصايا المراجع الدينية في المجتمع، وكفة الدنيا، لنيل ملذاتها والتمتع بشهواتها، وفي هذا الحال يمكن القول أن عصرنا الحاضر، بات يمر بأخطر المراحل التي من الصعب جدا علاجها، خاصة وأن الانحراف الديني قد شهد تطورات خارقة، تبعاً لتطور طبيعة الأطماع وتنوعها، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. العراق اليوم، نموذجاً.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب
- حكم العسكر وسلطة الجيش
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-
- عراقيون فوق القانون
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!