أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله حسين - قصائدُ ممنوعة للشاعر والفنّان الكرديّ حكيم صفقان














المزيد.....

قصائدُ ممنوعة للشاعر والفنّان الكرديّ حكيم صفقان


عبدالله حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


.. وكيف لا يغالبني الجفاء ؟

عند فجرٍ عارٍ
حللتُ في بحر عرق القصائد
من كلمات مشتّتة
- مثلي-
أنظّم قصيدة ممنوعة،
داخل عاصفةٍ صفراء.
* * *
زوبعات الصيف،
تسرق الذكريات نحو الأعالي..
وأنا أخبّئ بعض ألعاب الطفولة،
الطفولة التي تبيع ضحكاتها،
بين مناديل الأيادي وسجائر التهريب،
في أسواق الأمل.
* * *
في دوّامة مخبّأة،
أبحثُ عن ذاتي،
متعبٌ..
مدميٌّ..
مدميّ صدقي وحبّي.
كلّ يوم مِائة مرّة ،
يحفرون مِائة قبر لي،
أبناء العمومة المخنّثون
يحيلون إيماني بستان مِسَلّات
يفزعون الأطفال بي،
زناتنا.
* * *

أُنهِكتُ...
أحشائي تلتهم بعضها
الأصابع،
العيون،
الأسنان،
الشَعر والأظافر،
كلّ أعضائي تتخاصم،
تحارب،
أنا مجنون. .
أنا مسعور . .
أموتُ،
وعزرائيلي،
أخٌ !
الجبال تبكي،
الوديان تخجل،
الطرق أرهقت،
لكن سيف قتل الذات لا يزال حامياً
بين نهود أخوات تركناهنّ أرامل،
يؤدّين رقصة الزنا،
من نبيع وماذا نبتغي..؟
ضياء وجه الأمّهات،
تمزّق إرباً إرباً
أجساد متفحّمة تُركت دون قبور،
وأنتم في بحور من القيل والقال سكرتم،
ابقوا سكارى..
ابقوا...
اشربوا وداوموا على الشرب،
حتى ما تُفْنَوا !!
لكن اعلموا:
إنّ القصيدة،
لن تفقد كلماتها،
بمدافع كذبكم.
الأغنية لن تفقد بكارتها،
بمخالبكم.
الأمل،
لن يكلّ بعنادكم .
* * * *



أنا ممنوع

مثل والدي أنا
مثل اسمي أنا
مثل خطواتي أنا
أنا ممنوع . .
لا تقرؤني . .
لا تروني. .
أنا ممنوع . .
أنا من الوطن الممنوع يا صديقي
في وطننا
أنت لستَ نفسك
هناك مَن يسمّيك
هناك من يفصّل ثيابك
هناك من يروي خطاياك
وهناك من ينشد خبز موتك
لا ترَ كلّ شيء
وإذا رأيتَ شيئاً لا تتفوّه
إن فهت َسيلفّون كلماتك حول عنقك
وسيعدمونك مع رؤياك
في وطني كلّ شيء ممنوع
مثل جرحي أنا
مثل عشقي أنا
مثل نظراتي أنا
أنا ممنوع
لا تقرؤني
لا تروني
أنا ممنوع
* * *
صفق للأكاذيب،
أكاذيب الأصحاب والأعداء،
لا تخجل ..
لو تزرع الصدق
ستنبت الأكاذيب
السماء تكذبُ على الأرض
والأرض علينا..
ونحن على بعض..
ألفُ صديق
ألفُ وعد و ألفُ كذبة
الصدقُ ممنوع، أنا ممنوع
لا تقرؤني..
لا تروني..
لا تكتبوني..
لا تتعّرف عليّ..
لا تحترق بناري يا صديقي..
* * *
عند الأحبّة والأعداء
في كلّ الأمكنة والأوطان
مثل جهدي
أنا ممنوع
لا تقرؤني..
لا تروني..
أنا ممنوع
لا تقرؤنا..
لا ترونا..
ممنوعون نحن
ممنوعون
* * *

مطر الليل

من مطر الليل تشمّمتُ رائحتكِ
قلبي كان يبكي.. يشتاق إليكِ
نظرتِ إليّ.. لم تعرفيني
هاج الفيضان عليّ، لكن لم يبلّلني
في وطن بارد اشتقتُ إليكِ
في وطن أبيض
ما استطعتُ تذكّرك
في يوم الوداع،
كنتِ قد قلت لي:
إذا ما خطرتُ ببالك !!
تحت ضوء القمر اجمعْ أحجاراً
واجعل منها حمامة
لكن هنا..
لا ضوء القمر
ولا الأحجار..
هنا الدموع،
الشوق،
هنا يوجد حرقٌ يجعل المرء رماداً
أنا رمادٌ الآن..
ومن الرماد أيّ شوقٍِ تتأمّلين !
أمام الريح الصامتة يتناثر
لا حجر..
لا ضوء القمر..
إذن لن تخطري ببالي.. !
في الوطن المخدّر اشتقتُ إليك وردتي
لا السماء،
لا الأرض،
ما تقاسما معي شوقي إليكِ
كان كلّ شيءٍ نائماً،
أنا وأحلامي كنّا ساهرين ،
أيّتها الوردة
* * *
على نداء قلبي
استيقظتُ من النوم،
كنتُ غارقاً في دموعي. .
في مدينةٍ حدباء،
كنت دائخاً وضائعاً،
ككلّ مرّة..
مرّة أخرى كنت وحيداً،
كلّ شيء كان قد غاب عن وعيه،
الثلج،
الشجر،
والخمر.
لوحدي كنت مستيقظاً في ذاك الوطن البارد..
أيّتها الوردة..
في أوقيانوس من الجليد
أنا كتلة قطن محترقة
الغابات الأيامى ألبستني بعض أكفانها
معذرةً وردتي
عيناي المفعمتان بالحبّ
أصبحتا بحرين متجمّدين
لكنّ قلبك
الذي في الأيّام الباردة
كان يفتح لي الباب كلّ آنٍ
يحتضن طفولتي
لا تؤاخذيني
أوَلم تكوني أمّي...؟!!!
أشعرُ بالبرد وردتي
جسدي رماد متجمّد
أيّ شيء بإمكانه أن يدفّئني
سوى نصائحك الدافئة ؟!
أما كنت تقولين لي أنت طفل؟!
والآن أمام عظمتكِ
أصرخُ وأقول:
أنا مِائة طفل
وأنت مِائة امرأة
أنتِ أمٌ
أنتِ حبيبة
أنتِ أخت
أنتِ ابنة العم
امسكيني
وبين أردان قلبك الكبير خبّئيني
أشعرُ بالبرد
أشعرُ بالخوف.
البارحة أيضاً
فُتح الباب مراراً
صوتُك كان يتردّد
لكنّكِ كنت غائبة
قلبي يتيماً كان قد انتظركِ
طيفك كان يتراءى
لكنّك لم تظهري

* * * * * * * * *
* * * * * *
* * *
___________________________________
* توضيح :
القصائد التي ترجمتها انتقيتها من ألبومه الصادر لاحقا ًبعنوان (أغانٍ ممنوعة)، وذلك لعدم توفّر دواوينه الشعريّة في سوريا.



#عبدالله_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله حسين - قصائدُ ممنوعة للشاعر والفنّان الكرديّ حكيم صفقان