أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب














المزيد.....


من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أواخر تموز 1921، دعا السيد محمد الصدر الى بيته في مدينة الكاظمية عددا كبيرا من الوجهاء ورجال الدين بغية التوقيع على مضبطة يبايعون فيها فيصل ملكاً، بشرط النص على رفض الانتداب البريطاني. وبينما كان المدعوون مجتمعين في بيت الصدر، ترك أحدهم الاجتماع وذهب الى قصر الملك، وطلب مقابلته، وجرى ذلك، فهو كان معروفاً جداً لديه، وأخبره أن مؤامرة تحاك ضده في الكاظمية. فأرسل الملك احد مرافقيه الى بيت الصدر يستدعيه إليه.
بعدها مباشرة جرى اتصال بين الملك فيصل والمس بيل التي أبرقت بدورها ببرقية الى بريطانيا، قالت فيها: إن جماعة من المتطرفين يبذلون جهدا يائسا لاستبدال الصيغة الرسمية للبيعة للملك بصيغة أخرى تتضمن الرفض التام للحكم البريطاني، فاستدعى فيصل محمد الصدر الذي كان أساس الحركة وأعطاه انذارا واضحاً وقال له: أنه الان هو الملك وأنه لا يتحمل أي عمل سخيف، وأن كل ما يقلق الرأي العام، سوف يلقى جزاءه. انتهى.
فأثارت حركة المعارضة تلك التي جرت في الكاظمية وباقي مدن بغداد انزعاج المندوب كوكس وجعلته يوعز الى المسؤولين في الألوية العراقية بأن يشجعوا الأهالي على اضافة فقرات على المضابط الموقعة، يطالبون فيها بالانتداب البريطاني.
وقد برزت من بين المضابط الاكثر إثارة في ذلك الوقت، مضبطة الديوانية التي أكدت فيها، أن الوطنيين في الديوانية يريدون الاقتداء ببيعة الخالصي ولكن المستشار البريطاني وأعوانه من الوجهاء والرؤوساء يبذلون كل جهدهم لتبديل المضابط واشتراط الوصاية البريطانية فيها. وقد كشف أحد الوطنيين من الديوانية أصل المضبطة التي كتبت فيها: " أبايع الامير فيصل بأن يكون ملكاً على العراق وتحت وصاية الانكليز.
في 19 آب 1921، كانت تقريبا جميع الألوية في العراق قد أرسلت مضابطها الى بغداد التي تم التوقيع عليها، وكانت حسب الاولوية للألوية، وهي:
لواء بغداد: صدرت منه 157 مضبطة وهي كلها تبايع فيصل ولكن 68 منها تطالب بانقطاع فيصل عن الانكليز.
لواء البصرة: صدرت منه 47 مضبطة تبايع فيصل، ولكن معظم الذين وقعوا عليها رفضوا في البداية التوقيع مالم يتأكدوا من استمرار الانتداب البريطاني من عدمه.
لواء الموصل: صدرت منه 68 مضبطة وهي كلها مؤيدة لفيصل، 6 منها أصرت على حماية الاكراد والاقليات الاخرى، 7 منها اشترطت لاستمرار الانتداب البريطاني بالاضافة الى حماية حقوق الاقليات، 10 منها ذكرت شروطا بخصوص اللغة الكردية لقاء تأييد الانتداب.
لواء كركوك: صدرت منه 20 مضبطة مؤيدة لفيصل و 21 مضبطة رافضة له. والمضابط المؤيدة كلها كانت من اربيل التي كانت تابعة للواء كركوك آنذاك.
لواء الدليم: صدرت منه 26 مضبطة كلها تبايع فيصل، 16 منها تشترط على فيصل أن يقبل بالاشراف البريطاني.
لواء الحلة: صدرت منه 41 مضبطة كلها تبايع فيصل، 13 منها تعلن بصراحة أنه مقبول على شرط استمرار الانتداب البريطاني.
لواء كربلاء: صدرت منه 28 مضبطة وهي كلها تبايع فيصل وخالية من اي شرط يذكر.
لواء ديالى: صدرت منه 41 مضبطة وهي كلها تبايع فيصل وخالية من اي شرط يذكر.
بعد اطمئنان فيصل على نتائج المضابط، وصلته برقية من تشرشل كتب فيها: أن فيصل يجب أن يعلن في خطبة التتويج أن السلطة النهائية هي بيد المندوب السامي كوكس. فاحتج فيصل على ذلك بادئ الامر، مصرحا بأن الاتفاق الذي تم معه في لندن لم يكن يتضمن ذلك، وأنه لابد أن يظهر أمام الناس بمظهر الملك المستقل. لكنه وافق بعد ذلك بمشاورة من قبل كوكس والمس بيل.
هذا كله كان بالامس، وسبحان الله ما أشبه الامس باليوم. وصح النوم يا عراقيين.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم العسكر وسلطة الجيش
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-
- عراقيون فوق القانون
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب