سأصلي تحتَ صليبِكِ يا أختي وأنا أقرأُ القرآن ! سنضاجعُ نساءَ جبرائيلَ مَعَ الدعاءْ !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 16:47
المحور: الادب والفن
    

الاستمناءُ الديمقراطيُّ أجملُ مِنْ دكتاتوريةِ المضاجعة

غدًا سنقولُ للصحراءِ أنتِ الحرية
أنتِ الشلحة
أنتِ مِعْلَقُ النهدين

غدًا سنقولُ للكعبةِ أنتِ السيمفونية

في مساجدِ العشاق
قيسُ يؤمُّ
وليلى تصلي

في كنائسِ المأساة
روميو يعزفُ
وجولييتُ تغني

في كنيساتِ الأنبياء
إبراهيمُ يُحْبِبُ
وسارةُ تحبلُ مني

سأصلي تحتَ صليبِكِ يا أختي
وأنا أقرأُ القرآن
وأنا أسقي الحدائقَ في أشعارِ رامبو

سأقتلُ قاتِلَكِ بابتسامتِك
فهل غيرُهَا مِنْ نورٍ لنا في الظلام
أبناءُ الظلامِ ديدانُ الموتِ في الذاكرةِ قبلَكِ قبلَ أن يزحفوا

سنصلي في ماخوراتْ
تِ العقل
لنحجزَ لنا مكانًا في الجنة

سَنُجًوِّدُ القرآنَ في علبْ
بِ الليل
ليرحمَنَا اللهُ مِنْ مكة

سنضاجعُ نساءَ جبرائيلَ مَعَ الدعاءْ
ءِ الأخير
لتُغْفَرَ لنا في الفراشِ خطايانا

👏 👏 👏

عذرا يا عميد الأدب العربي المعاصر في المهجر
تمنيت لو أني أقدر أن أعبر عما خالجني في أعماق نفسي تجاه إبداعك اليوم المتكرر وغير المستغرب وأنا أقرأ ديوانك هذا
لكني جبنت عن فعلها

نعم جبنت
ويظهر يا أستاذ أن التقدم في العمر هو السبب

لم أستطع حتى أن أعبر عما شعرت به من سلاسة وعبقرية مزجك الأدبي في نثرك غير المسبوق والذي لم تكتف به بمزج الكلمات فحسب بل بحرت بنا نحن معشر القراء معك في رحلة مزجك بين عبق الماضي الجميل
وتفاهة الحاضر القبيح في نقد لاذع لموروثات التخلف إياها
ساخرا مبدعا كعادتك
ودون أن تمس مشاعر المؤدلج ( idéologisé ) دينيا في سيمفونية تذوقك هذه الرائعة

جمعك بين الدين والسياسة في ملحمة نقدك النثري المبهر هذه تغري القارئ وتدفعه ليقول ما يود قوله
إلا أنا
فقد جبنت وعجزت عنها

نعم مع شدة انبهاري إلا أنني آثرت السلامة من الاعتقال

فعذرا يا أستاذ فأنت تعرف مجتمعاتنا فإن سلمت من الحكومة قد لا تسلم من طعنة متدين جاهل !!




ثلاثيات الأفنان النص الكامل

ثلاثيات الأفنان

أفنان القاسم

نثريات شعرية

الشمسُ دافئة
النومُ لذيذ
الكسلُ استثنائي

الاستمناءُ الديمقراطيُّ أجملُ مِنْ دكتاتوريةِ المضاجعة
الهدفُ عميق
البعدُ استراتيجي

اللعبةُ دائمة
النهدُ دميم
البطنُ استعراضي

***

الشمس
إرهابُ الشمس
الاستسلامُ للشمس

الاستسلامُ للفم
الاستسلامُ للسان
الاستسلامُ للحلق

الاستسلامُ للفاشية
الاستسلامُ للسعادةِ الأبدية
الاستسلامُ لأمواجِ البحارِ السماوية

***

أنا لا أحبُّ حَلَمَتَكِ
أنا لا أحبُّ سُرَّتَكِ
أنا لا أحبُّ رَبْلَتَكِ

لماذا تفرشينَ السياسةَ في الظلّ؟
لماذا تسقينَ كنيدي في الصورة؟
لماذا تحلمينَ بامرأةٍ أنامُ معها؟

في بردِ الشمسِ تدفأُ فخذُكِ
أصابعي القلق
ماءُ البركةِ ساخن

***

أريدُ أن أُقَبِّلَكِ في الشمس
رأسُكِ بينَ فخذيْك
قطعَهُ أبوكِ بسكينِ محمدٍ بنِ سلمان

أريدُ أنْ أداعبَ رِدْفَكِ في الماء
كعبُكِ يرفضُ كعبي
فمُكِ يقهقهُ هناك

أريدُ أنْ أقرأَ خصرَكِ في المجرَّة
أغلقَ اللهُ جسدَكِ بمفتاحِه
بكتْ صفحاتُ الكتاب

***

الشمسُ بيضاء
أبيضُ مِنْ ثديِك
أسودُ مِنْ نِدِّك

الشمسُ خضراء
أخضرُ مِنْ عينِك
أزرقُ مِنْ ليلِك

الشمسُ حمراء
أحمرُ مِنْ ثغرِك
أفحشُ مِنْ خجلِك

***

سأنتظرُكِ في الموت
الموتُ كونُ الشمسِ في الليل
وكيانُ الإف بي آي في النهار

سأحبُّكِ في التاريخ
التاريخُ كرهُ القمرِ لعطارد
وغرامُ البيتِ الأبيضِ للرياض

سأنتظرُكِ في الحكم
الحكمُ مخالبُ النِّسْرِ في القفص
وأنيابُ النِّمْرِ في المرآة

***

الشمسُ حبةُ كرز
قضمٌ مِنْ ثغرِك
حربٌ مَعَ ثديِك

الشمسُ حبةُ وعي
قضمٌ مِنْ عقلِك
حربٌ مَعَ شرِّك

الشمسُ حبةُ جنس
قضمٌ مِنِ استيهامِك
حربٌ مَعَ وهمِك

***

منيُ الشمس
مائعُ الذهب
الأوكرانياتُ في الماخورِ الإسرائيلي

دمعُ الشمس
ملحُ اللؤلؤ
الفلسطينياتُ في البارادايزِ الإسرائيلي

دمُ الشمس
نارُ الجمر
الإنسانيةُ في الأوشفتزِ الإسرائيلي

***

اطفئي الشمس
أريدُ أنْ أراكِ في الظلام
عارية

أشعلي الموت
أريدُ أنْ أحبَّكِ في النار
باغية

اهدمي الكون
أريدُ أنْ أبنيكِ مِنْ إسمنتِ الإزهار
مدنًا أمريكية

***

نسكنُ في قنبلة
أنا وأنتِ والشمس
نقاتلُ في الليل

نتنزهُ في رصاصة
أنا وأنتِ وشيرين
نستنشقُ هواءَ القدس

نسافرُ في خوذة
نحنُ الثلاثة
نشيرُ إلى يافا

***
عندما تنادي الشمسُ على شعرِكِ ينتهي الصيف
تتساقطُ أوراقُ الفحم
تندفُ نيرانُ الحرب

عندما يسترقُ القمرُ النظرَ إليكِ وأنتِ في الحمَّامِ ينتهي الشتاء
تبرعمُ أقراطُ الوحل
تتنادى أسماكُ السكر

عندما تبكي النجومُ على صدرِكِ يبدأُ الفصلُ الخامس
ندخلُ في العدم
نموتُ مثلما نعيشُ كلَّ يوم

***

تذوبُ الشمسُ في المرآة
يسيلُ الذهب
تنسابُ النار

تطفو الحماقةُ مِنَ التوراة
يفيضُ الحجر
تغمرُ الرمال

يتآمرُ التفاحُ مَعَ العتاة
تتقهقرُ السنون
يشيخُ المستقبل

***

العدمُ قبلَ الشمسِ أنتِ
أنتِ وجودُ العدم
أنتِ كتابٌ يحترق

الروحُ قبلَ القمرِ أنتِ
أنتِ جسدُ الروح
أنتِ سؤالٌ يقترح

الخيرُ قبلَ النجومِ أنتِ
أنتِ شرُّ الخير
أنتِ كيمياءُ زئبقٍ ممزوجٍ بمعدنٍ آخر

***

هل تعرفينَ الفرقَ بينَ القصيدةِ والشمس؟
كلُّ الشعراءِ في العراق
وأضاليا الوهم

هل تعرفينَ الشبهَ بينَ عشتارَ وفينوس؟
كلُّ النساءِ في العراق
وألماسُ الليل

هل تعرفينَ التماهيَ بينَ الأقدارِ والأمم؟
كلُّ الرجالِ في العراق
ودجلةُ الأنا

***

شمسُ الليلِ حكايةُ الكَذِبِ في الفراش
أصدقُ الحكاياتِ في الكتب
أكذبُ الحكاياتِ في الظلال

قميصُكِ مِنْ حريرِ الشمس
تقاومُ حلمتُكِ مِنْ أجلِ الحرية
ثديُكِ الحرب

أحبُّكِ حينما تطفئينَ الشمس
فلا أراكِ
ولا أرى الكون

***

لونُ الشمسِ أسودُ في بطنِك
أحمرُ في ثغرِك
أحمقُ في كَحْلِك

الوعيُ حربُ النجوم
اقتلي لنا القمر
دمري لنا الشموس

كوني لنا الدكتاتورية
كوني لنا الأجهزةَ الأمنية
كوني لنا السياسةَ على خصرٍ تغوي الشمس

***

ماتتِ الشمسُ في المعتقل
ماتتِ الحرية
ماتَ شَبابُكِ على الشُّباك

مشينا في جنازتِهَا
ونحنُ نبكي
ونحنُ نبتسمُ لبعضِنَا

أينَ نسكنُ في مدنِ النجوم؟
كلُّ البيوتِ فارغة
كلُّ الطرقِ تؤدي إلى السديم

***

اخنقي واشنطنَ بقبلاتِ الملعونين
اقتلي باريسَ بضغطِ أصابعِكِ على رجولةِ نهرِ السين
اذبحي لندنَ بسكينِ الماء

تعاني مِنْ حبِّكِ الأمم
تصلي على قدمِكِ المومسات
تنادي في ظلالِكِ الأنبياء

الشمسُ لا تخجلُ منكِ وأنتِ في قميصِ النوم
ساقاكِ مكةُ والمدينة
ذراعاكِ مسجدٌ وماخور

***

تهربُ منكِ الموجةُ لتبحثي عنها في البحر
لتبني بها الأسوار
لتطفئي بها الماءَ عندما يحترق

تنامُ الأمواجُ في الأيامِ لتريحَ جسدَهَا مِنْ عناقِ السفن
الشمسُ سفينةُ الكون
ثديُكِ البوصلة

يريدونَ أنْ يغرقوا المدنَ في النار
لأنَّكِ حبيبةُ البحر
موجةٌ أنتِ للأمم

***

تفرضُ الشمسُ إرادتَهَا على الثلج
باريسُ بيضاءُ هذا الصباح
نيسانُ فستانُكِ الشَّف

أنا لنْ أبيعَ الكلامَ مِنْ منصاتِ الأرقامِ بحفنةٍ مِنَ الثلج
أنا مَنْ يفرضُ النفسَ بالقلم
وبكعبِكِ العالي

سنبني مِنَ الثلجِ وطنًا لا يذوبُ في النار
الحبُّ يحبُّ الحب
القبلةُ قبلةُ الملوك

***

متى نحلمُ بما لمْ تقلْهُ الكتب؟
نحنُ الهواجسُ التي للبحر
نحنُ الموانئُ التي للكلمات

هل تذكرينَ البحرَ وأنتِ الفكرةُ في الموج؟
يذوبُ العقلُ في الحب
تذوبُ الأفكارُ في الرمال

كيفَ لا أكونُ وحدي وأنتِ معَ غيري في الشمس؟
الليلُ فرحُ العقل
النهارُ حزنُ العشاق

***

سأشعلُ النجومَ بقبلةٍ على خدِّك
ومنْ ثغرِكِ بقبلةِ الموت
لغتي ليلُ الأكوان

أكرهُ معاجمَ الشعراءِ في العراق
أكرهُهَا كُلَّهَا
وأحبُّ شَعْرَكِ

سأطفئُ النجومَ بقبلةٍ على نحرِك
ومنْ ثديِكِ بقبلةِ الكون
شِعري نهارُ الألوان

***

تقرأينَ في كتابِ المجهولِ صفحاتٍ كتبتُهَا عما تعرفين
أنا السؤال
أنا انعكاساتُ أشعةِ الشمسِ على سطحِ الماء

صعبٌ في البدايةِ تسلقُ الجبال
أنا عالمُ المعرفة
أنا نهاياتُ قهرِ النرجسِ للإنسان

هل نذهبُ إلى الحاضرِ وأنتِ حاضري؟
ابنةٌ لنا مِنَ الماضي تنادي
وأخرى مِنْ حقلِ الزمان

***

النفاقُ قراءُ العراق
وشعراءُ العراقِ الشقاق
الأسماكُ في دجلة

عِشتارُ أرملةُ بغداد
أروعُ القصائدِ حزنُهَا
أحلى الأملاحِ دمعُهَا

لماذا لا يضربُ الشعرُ في العراقِ عنِ الطعام؟
لماذا لا يقتلُ الأقاقيا؟
لماذا لا يهدمُ نظامَ بريمر؟

***
سحابةُ شتاءٍ في سماءِ العراق
أمطرتْ دمًا
أيامُهَا عقيقُ الزمن

أخضرٌ بالقمحِ دمُ العراق
أزرقٌ بالشمس
أروعٌ بالنجم

عراقيتي سمراءُ العناق
لَثْمُهَا حجابُ القمر
عِشْقُهَا قرآنُ الهوى

***

كَمْ مِنَ الوقتِ تبقى لنا؟
كلُّ الموت
كلُّ الليل

كَمْ مِنَ الحُلْمِ تبقى لنا؟
كلُّ الشرق
كلُّ العراق

كَمْ مِنَ الحُكْمِ تبقى لنا؟
كلُّ القهر
كُلُّ الأسكى دنيا

***

سألَتْنِي إذا ما كنتُ أحبُّهَا
نطقَ الماءُ
وقالَ أحبُّكِ

سألَتْهَا إذا ما كانتْ تحبُّهَا
نطقتِ النارُ
وقالتْ أحبُّكِ

سألَهُ إذا ما كانَ يحبُّهُ
نطقَ الحجرُ
وقالَ أحبُّكَ

***

غدًا سنقولُ للصحراءِ أنتِ الحرية
أنتِ الشلحة
أنتِ مِعْلَقُ النهدين

غدًا سنقولُ للكعبةِ أنتِ السيمفونية
أنتِ الكمنجة
أنتِ وترُ الدينين

غدًا سنقولُ للمملكةِ أنتِ العُرْسِيَّة
أنتِ الطرحة
أنتِ دنتيلُ الأُختين

***

يا بدويتي
علميني القراءةَ على خصرِك
حروفُكِ الأبجدية

اسقيني فكرتَكِ عَنِ الحُكْمِ مِنْ ثغرِك
يا ظمأي
عيونُكِ النجدية

أنا البدويُّ القادمُ مِنَ العناق
سرّي يبوحُ بِهِ العِطْر
جمراتُكِ الماسية

***

تعالي إلى يأسي
اليأسُ سلامي
والشمس

تعالي إلى خوفي
الخوفُ خيالي
والخيل

تعالي إلى موتي
الموتُ جمالي
والعقل

***

اليومَ ألقاكِ غدَا
هل غادرتِ؟
يدُكِ لَمْ تزلْ في يدي

لَنْ نقولَ لبعضِنَا الوداع
نحنُ الغرباء
عَنْ بعضِنَا

سأقولُ لكِ إذا ما كنتُ أحبُّكِ بعدَ أنْ أذوقَ عسلَ قبلاتِك
مُعديًا؟
سَامًا؟

***

أحبيني بعدَ الموت
الحبُّ الوحيدُ الذي يبقى
كالوهم

فلنلعبْ أنا وأنتِ لعبةَ الموت
اجعلي لي قفصًا أكونُ فيهِ قمحا
أجعلْ لكِ في القفصِ قمرًا تكونينَ فيهِ منقارا

الموتُ حريةُ الأحياء
إرادةُ الخلق
ابتسامةُ الموناليزا

***

أمي كيفَ حالُكِ هناك؟
هلْ آخيتِ الأنبياء؟
والقمرُ هلْ جثا على قدميك؟

اشتقتُ إليكِ يا أمي
أهديكِ الفجرَ الأخضر
لونتُهُ بشبابي

تعالي في قلمِ الحبر
كوني المدادَ يا أمي
أَصِغْ منكِ وثيقةَ الحُلْم

***

حبيبتي التي لم أقلْ لها أحبُّك
كَرِهَهَا الشارعُ الذي كانتْ تمرُّ فيه
انطفأتِ الشمسُ التي كنتُ أقفُ فيها

ينساها الحبُّ ولا أنسى
نسياني ذاكرةُ الوقت
في الجنائز

أنا لا أريدُ أنْ أراكِ بعدَ كلِّ تلكَ السنين
أريدُ أنْ أشتهيكِ دومًا
أنْ أعجزَ عنْ تقبيلِك

***

ماذا تريدينَ مني؟
أعطيتُكِ عمري
لم يعدْ عندي ما أُعطيك

كلُّ شيءٍ يتحطم
جدرانُ الموج
قلاعُ الزجاج

أنا الموت
أحبلُ بكِ ولا ألِدُك
تكبرينَ وتموتين

***

هل أدلُّهُ عليكِ؟
في المدينةِ شقيٌّ يريدُ الانتحارَ معكِ
هل أدلُّهُ عليّ؟

الذئابُ تبكي لأنها لا تريدُ الموتَ قتلا
أُخوتي هُمُ الذئاب
عشاقُ القمر

سنموتُ قتلاً كلُّنَا في حقولِ القمح
لنسقيَ بالدمِ الذهب
ليثملَ بالدمِ العدم

***

كنتُ طفلاً
هل تصدقين؟
إلا بكِ كنتُ لا أحلم

عدتُ طفلاً
أنتِ لا تصدقين!
إلا بكِ صرتُ لا أحلم

الطفولةُ فكرةٌ معنا لا تكبر
تتركُنَا
تقتلُنَا

***

اقتليني كرهًا لحبي
جيشُ الاحتلالِ أنتِ
وأنا احتلالُ القلوب

الشعرُ هُوَ القمامةُ في العراق
تبكي النخلاتُ عندَ موتِ الشعرِ مِنَ السعادة
وتقيمُ شياطينُ دجلةَ الأفراح

أنا لا تحبُّنِي الأمواج
أنا لا تحبُّنِي الحكمة
أنا لا تحبُّنِي الأنا

***

أطفالُ الشمس
ها هُمْ يقطعونَ المسافةَ في المرآةِ إليكِ
لتكوني أمَّهُم

لا تخوني أمي
الخائنة
الغانية

ما أنا سوى بطلٍ عابر
كلبٍ
خِنزير

***
لن أبحثَ عَنِ الزمنِ الضائعِ في حقيبتِكِ يا حبيبتي
بطاقتُكِ البنكيةُ تكفيني
وفوائدُ قُبُلاتِك

أحبُّكِ في السنترال بارك
وفي الوول ستريت أحبُّكِ أكثر
طعمُ حلمتِكِ مِنْ طعمِ دولارَ البرتقالِ في كاليفورنيا

عنفُ عنقِكِ إرهابُ نهدِكِ دينُ خصرِكِ طائفةُ كشحِكِ مِلّةُ فرجِكِ دعارةُ ساقِكِ
انهارتْ في الزمنِ القادم
الزمنِ الذي وجدناه

***

تكتبين لي
من شعرك تفوح رائحة القمح
من قصصك تفوح رائحة الموت

لماذا أنت حبي يا أنت ؟
أنت في شكلك أنت
أنت في وعيك أنا

أحبك في الفراش حتى آخر الليل
وفي الشمس
أحبك من أول النهار

***

تمردي كحلمة
كجمرة
كقبلةٍ مغتصبة

اخلعي ثوبَ النقاش
واتركي أفكارَكِ عارية
في بحرِ الاستفزاز

ارفضي عشقَ الطلقة
وافتحي قلبَكِ كمدينة
كدولةٍ مواطنوها الحجارة

***

أنا لا أريدُكِ أنْ تنامي عاريةً مِنْ أفكاري
تغطي بها كيلا تصابينَ بالبرد
أفكاري بدفءِ ذراعيّ

أنا لا أريدُكِ أن تنثري للعابرينَ مِنَ النافذةِ كلماتي
اتركي الحمائمَ تنقرْهَا مَعَ الكلمات
كلماتي مِنْ بريقِ عينيك

أنا لا أريدُكِ أن تعانقيني في كتبي
عانقيني في البحرِ لأنَّ الموجَ في البحرِ لا يُغرق
وفي كتبي الموجُ يضغطُ بأصابعِهِ ويخنقُ ويقرش

***

الإنسانُ أخوكَ في شَرِّه
وفي خيرِهِ لدغُ الأديان
الإيمانُ أفعى تتلوى

أَلْقِميني الحرفَ مِنْ فَمِك
فالسُّمُّ عسلُ الكلام
وبالعلمِ اقتليني

أَلُفُّ خصرَكِ بالسطور
فأَلُفُّ العالم
وبقلمي مِنْ سُرَّتِكِ أَطُلّ

***

القبراتُ في العراقِ كتاباتُهَا قضيبيةٌ كُلُّهَا
تقلِّدُ الذَّكَرَ في عالمِ الذُّكورة
بالقمعِ ثملى

القبراتُ في العراقِ القلمُ هُوَ القضيبُ بيدِهَا
تكتبُ القبراتُ بالقضيب
وبالقضيبِ تقطعُ الكمثرى

القبراتُ في العراقِ جلدُ الذاتِ ثيماتُهَا
لعنةُ الأنا
بالمنيِ ظمأى

***

أنا لا أريدُكِ أنْ تخلعي ثيابَكِ كالأفاعي
النجمةُ نحلمُ بها عاريةً وهيَ ترتدي ثيابَ كلَّ يوم
والقمرُ قمرٌ لأنَّهُ لا يراها

أنا لا أريدُكِ أنْ تخنقي المدنَ بِقُبُلاتِكِ كالجنود
الحربُ تنتهي بأمرٍ مثلما تبدأُ بأمر
والجنرالُ جنرالٌ لأنَّهُ لا يربحُهَا

أنا لا أريدُكِ أنْ تموتي معي مِنَ العناق
ثديُكِ كمثرى العدم
وساقُكِ الوجودُ في المملكة

***

في مساجدِ العشاق
قيسُ يؤمُّ
وليلى تصلي

في كنائسِ المأساة
روميو يعزفُ
وجولييتُ تغني

في كنيساتِ الأنبياء
إبراهيمُ يُحْبِبُ
وسارةُ تحبلُ مني

***

عندَ قدميكِ يأتي البحرُ بالسفن
وصولُنَا الوصولُ المنطلِق
كيلا يكونَ الوصول

عندَ يديكِ يأتي الرملُ بالمدن
طريقُنَا الطريقُ المنقلِب
كيلا يكونَ الطريق

عندَ نهديكِ يأتي الرمحُ بالخيلِ المنطعنِ بالرمح
صهيلُنَا الصهيلُ المحتنِق
كيلا يكونَ الصهيل

***

تعالي نرقصْ يا امرأةً غجرية
رقصةَ الموت
طبولُ يافا تقرع

القدسُ ترقصُ معنا في الحرائق
مِنَ اللهبِ خاصرتُهَا
نيرانُ يافا تدق

الرقصُ دينُنَا الجديد
التاريخُ يُكْتَبُ الآنَ مِنْ رِدْفِك
أمواجُ يافا تجرفُ الكون

***

أنا أمُّكَ قالَ لِيَ الحجرُ
كنتُ قمرًا
وغدوتُ أجراما

أنا أبوكَ قالَ لِيَ الرمادُ
كنتُ جمرًا
وغدوتُ أعوادا

أنا أخوكَ قالَ لِيَ الرملُ
كنتُ بحرًا
وغدوتُ أقداما

***

الناسُ يبتسمون
في جنازاتِ المهرجين
مِنَ الحزن

عندما يموتُ المهرجون
يقومون
بآخرِ دورٍ هزليٍّ لهم

أمي كانتْ تضحكُ في السيرك
أبي كانَ يضحكُ لِضَحِكِ أمي
أخي كانَ يضحكُ لِضَحِكِ المُرَوِّض

***
أمي هلْ أنتِ العَقْلُ
العِشْقُ
كما أفهم؟

أبي هلْ أنتَ العِلْمُ
الشِّعْرُ
كما أحلم؟

أخي هل أنتَ الحْكْمُ
المَوْجُ
كما هُوَ عليهِ حُكْمُ البشرِ في ممالكِ البحار؟

***

اخلعي رداءَ عاهرةِ المعابدِ يا أختي
تكوني أكثرَ طُهرا
والشيطانُ لَكِ أكثرَ احتراما

نزلتِ الملائكةُ عَنِ السلالمِ أمامَ جمالِك
لتكونَ أكثرَ عُهرا
والآلهةُ لها أكثرَ اشتياقا

تكونينَ للقلوبِ العشقَ وتكون
ما للقمرِ أكثرَ مِنَ الألماس
وما للشمسِ أكثرَ مِنَ الذهب

***

سأصلي تحتَ صليبِكِ يا أختي
وأنا أقرأُ القرآن
وأنا أسقي الحدائقَ في أشعارِ رامبو

سأقتلُ قاتِلَكِ بابتسامتِك
فهل غيرُهَا مِنْ نورٍ لنا في الظلام
أبناءُ الظلامِ ديدانُ الموتِ في الذاكرةِ قبلَكِ قبلَ أن يزحفوا

ابتسمي في الوعي
يا فكرةَ العناق
ليكونَ العشاقُ في الكتب

***

تريدُني أمي شمسًا لِظِلِّكِ بعدَ غروبِك
تبرًا وفيرًا للعقل
وتاجًا يكونُ لَكِ غارا

يريدُني أبي قمرًا لِسِرِّكِ بعدَ هجوعِك
دينًا جديدًا للَّيل
وكتابًا يكونُ لَكِ نارا

يريدُني أخي نجمًا لِسِلْمِكِ بعدَ صعودِك
فعلاً بديلاً للقول
وكلامًا يكونُ لَكِ دارا

***

يفرحُ الحزنُ
الحزنُ أجنحةُ القدس
الفرحُ مناقيرُهَا

يقربُ البعدُ
البعدُ رمالُ يافا
القربُ أمواجُهَا

يبسمُ الدمعُ
الدمعُ لآلئُ شيرين
البسمُ فساتينُهَا

***

لا تقرأْنِي
العفنُ في رأسِك
في رأسِكَ ناطحاتُ سحابٍ للديدانِ في رأسِك

لا تقرأنِي
النتنُ في رأسِك
في رأسِكَ مجاري التقوى للدينِ في رأسِك

لا تقرأْنِي
الكرهُ في رأسِك
في رأسِكَ مفاعلاتٌ نوويةٌ للعنصريةِ في رأسِك

***

سنصلي في ماخوراتْ
تِ العقل
لنحجزَ لنا مكانًا في الجنة

سَنُجًوِّدُ القرآنَ في علبْ
بِ الليل
ليرحمَنَا اللهُ مِنْ مكة

سنضاجعُ نساءَ جبرائيلَ مَعَ الدعاءْ
ءِ الأخير
لتُغْفَرَ لنا في الفراشِ خطايانا

***

لا تقتربْ مني
رائحةُ الأديانِ تخنقُنِي
أنا المريضُ بربوِ الله

لا تكلمْنِي
كلامُ الطغيانِ يقتلُنِي
أنا الغريبُ عَنْ دنيا الأنبياء

لا تكنْ لحيةَ أخي أو حجابَ أختي
عبادةُ الأوثانِ ديمقراطيتي
أنا المؤمنُ أنا قدسُ الأقداس

***

يتنافسونَ كيفَ يكونونَ تاريخًا للبصاق
كلابًا تنهق
وأحذيةً لبناتِ أوى

أنتَ الملكُ وأنا الرئيسُ كلانا احتفالُ التضخمِ في الأسواق
احتقانُ الجيوب
وحسامُ معاوية

أَمِنَ الحليبِ أنتَ مثلي أمْ مِنَ الحديدِ تَصْنَعُ الأطواق
زنازينَ العقل
حرياتِ الغمامِ في أوتوا؟

***

الحكمُ أنْ تبيعَ أكثرَ
أنْ تشتري أقلَّ أوْ
أنْ تبيعَ أكثرَ

القفصُ قصرُ الملكِ في عمان
في الرياضِ حديقةُ الحيوانِ هِيَ القصر
في القاهرةِ النيلُ هُوَ القصرُ والرئيسُ هُوَ فمُ الأفعى

نحنُ آلهةُ الشعوب
ما الشعوب؟
مقابرٌ مِنَ الجماجم

***

هلْ نخرجُ مِنَ القبورِ لنحكم؟
بأمرِكِ نخرج
بأمركِ نحكم

أنتِ يا ذئبةَ الحكم
اعوي نعوِ
اضحكي نبكِ

لَنْ يدومَ ما يدوم
لأنَّ الأرجوحةَ ليستِ الوقت
لأنَّ النهايةَ زنبقة

***

تحتَ قناطرِ نهرِ السينِ مراكبٌ محطمة
وسيقانُ نساء
ورجلٌ يغني أغنيةً حزينة

تحتَ قناطرِ نهرِ السينِ أسماكٌ مقطعة
وحلماتُ أذداء
وجسدُ طائرٍ يبحثُ عَنْ رأسِه

تحتَ قناطرِ نهرِ السينِ لوحاتٌ ممزقة
وعوالمٌ مِنْ لطخات
ورسامٌ يخرجُ بجذعِهِ المقطوعِ مِنَ الموج

***

نرقصُ معَ الجثثِ في الحرب
نقبِّلُ بعضَنَا تحت لمبةٍ احترقت
ندخنُ سيجارة

ننادي أمهاتَنَا ونحنُ نصرخُ أعلى مِنَ المدافع
نحاول
نهمسُ لبعضِنَا

نضحكُ عندما يأتينا نبأٌ مِنْ بريدِ الموت
نبكي
نموت

***

هل نستطيعُ أنْ نحلمَ بمدينةٍ غيرِكِ ونحنُ فيكِ يا باريس؟
في الحيِّ اللاتينيِّ أحدُهُمْ يسألُ المارةَ عَنِ المرأةِ التي كانَ يحبُّهَا
ونسيَ اسمَهَا

هناكَ حمائمٌ مقطوعةُ الرؤوسِ قربَ نافورةِ السان ميشيل
تدفعُ مناقيرَهَا في الماء
لأنَّهَا ظمأى

في شارعِ الأوراقِ الجميلةِ حيثُ كنتُ أسكنُ وجدتُنِي أمشي
لا أعرفُ أينَ
لا أعرفُ مَنْ أنا

***

باريس الاثنين 2022.05.16




القصيدة-القصة الأولى في الأدب العربي: الإبحار على متن قارب هندي أحمر

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22


https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=284483

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات