أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية














المزيد.....

النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن النفوذ الايراني في المنطقة وفي العراق على وجه الخصوص نابعا من قوة النظام الايراني ، بل للتدخلات الدولية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والذي بدأ باحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عام 2003 ، وقد كان من نتيجة هذا الاحتلال تسليم العراق فيما بعد الى ايران في صفقة الاتفاق النووي في عهد باراك اوباما ، وقد تشاركت ايران مع الولايات المتحدة في التوافق على تنصيب رؤساء الوزارات العراقية منذ الاحتلال الاحتلال الامريكي للعراق الى يومنا الحاضر . وقد كان للذين عادوا على ظهر الدبابات الأمريكية الاولوية في حكم العراق الجديد، وهم جميعا موالين لطهران بطريقة او باخرى وقد كان اغلبهم يعيش فيها ، أو على صلة بها . وكان البعض منهم على اتصال مع الامريكان بنفس الوقت .
ثم تعزز النفوذ الإيراني في العراق تدريجيا وبلغ ذروته بعد الانسحاب الامريكي منه عام 2011 , تحت لافتة الديموقراطية المزيفة ، والانتخابات المزورة .
فتم انشاء منظومة حكم شكلية للمنتفعين من كل الطوائف والمكونات العراقية بلا استثناء ، فعم الفساد في اغلب "ان لم يكن في كل" مؤسسات الدولة والشركات  المنتفعة منها .

وفي نفس الوقت انشأت ايران كتائب عسكرية موالية لها من ميليشيات الاحزاب والتكتلات المتحالفة معها في العراق ، وكانت باشراف الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل فيما بعد بضربة جوية امريكية . وتوسعت هذه الكتائب تحت ذريعة محاربة الارهاب او مايسمى بالمقاومة الاسلامية .

ونتيجة للبنية الفاسدة للاحزاب الحاكمة في العراق ، ورهط المحيطين بها من المنتفعين من كل الطوائف والقوميات ، جرى التخريب المتعمد لكل مقومات الدولة الصناعية والزراعية والصحية والتعليمية لاكثر من 19 عاما .

فخرج الشعب العراقي في مظاهرات وانتفاضات عديدة ضد الطبقة الحاكمة والمحيطين بها في المحافظات كافة ، وكان آخرها انتفاضة تشرين /اكتوبر عام 2019  في المناطق الجنوبية على وجه الخصوص ، والتي كانت الاحزاب الفاسدة تدعي انتماءها لها، واخذوا يطالبون باسقاط النظام وكف يد ايران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق ، فسقط المئات من الشهداء والاف الجرحى نتيجة العنف المفرط من قبل السلطة الغاشمة وميليشياتها . فسقطت حكومة عبد المهدي ، وجرت انتخابات مبكرة ، منيت فيها الاحزاب والتكتلات الولائية بهزيمة فاضخة .
ومنذ ذلك التاريخ بدأ العد التنازلي للنفوذ الايراني .

        لقد كانت انتفاضة تشرين  ونتائج الانتخابات التي اعقبتها اللبنة الاساسية في عملية التغيير المنشودة ، رغم امتناع ملايين الأشخاص عن التصويت . وبذلك تكشفت لعبة خداع الجماهير بشعارات طائفية لفترة غير قصيرة من الزمن ، وبان الخراب الهائل في البنية التحتية للاقتصاد العراقي والفساد الذي ازكم الانوف في بشاعته حتى اصبح اكثر من 30% من الشعب العراقي تحت خط الفقر .

            فور الإعلان عن نتائج الانتخابات ، ارتبك الموقف الإيراني في كيفية التعامل مع اطراف العملية السياسية ، وقد حاول قاآني خليفة الجنرال سليماني تدارك الفوضى الحاصلة  بجمع الاطراف المعنية تحت مظلة واحدة دون جدوى .

بات النفوذ الإيراني في العراق يمر بأصعب فترة له منذ إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 ، خصوصا بعد انتفاضة تشرين المجيدة ، والهزيمة النكراء التي مني بها الولائيين في الانتخابات البرلمانية العراقية في رسائل واضحة على رفض الشارع العراقي بكل طوائفه للتدخلات الايرانية وتاثيرها المجحف على مجمل حياة المواطنين .

إن حكومة طهران التي تتمسك بموقف سياسي معاد ظاهريا للولايات المتحدة ، لم تتردد يوما في عقد صفقات مشبوهة مع واشنطن في كل ما يتعلق بالوضع العراقي ، لضمان بقائها فترة اطول ، وعلى حساب معاناة الشعب بكل مكوناته بلا استثناء .

ولكن الحرب في اوكرانيا قد غيرت كثيرا من قواعد اللعبة ، فلم تعد واشنطن تثق كثيرا بنظام طهران ولا النظام الايراني على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات لواشنطن بعد تعثر مفاوضات العودة للاتفاق النووي .

كما أصبحت مساحة طهران للمناورة في العراق ضيقة جدا بعد ابتعاد بعض السياسيين التقليديين عن إيران وعلى رأسهم السيد مقتدى الصدر .

بعد انحسار دور العراب الايراني على مجمل العملية السياسية في العراق ، إزداد الصراع الداخلي على السلطة بين الاحزاب والكتل السياسية من اجل الغنائم والزعامة الى الحد الذي بات يهدد وجود النظام السياسي باكمله ، رغم امتلاك الجميع للميليشيات المسلحة المنتشرة في كل مكان . ونسأل الله ان لا تصل الامور الى حد الصدام المسلح !

ان مايدور الآن في اروقة السياسة في العراق والخلافات العميقة حول رئاسة الجمهورية وتشكيل الوزارة ، يعطي إشارات واضحة إلى أن العملية السياسية المبنية على المحاصصة في العراق أصبحت في حلقاتها النهائية ، خصوصا بعد انحسار النفوذ الايراني نتيجة الوعي الجمعي للشعب العراقي .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون
- الدوافع الحقيقية للصراع السني الشيعي في المنطقة
- انسداد الافق السياسي في العراق
- إنهم يسرقون انتباهنا
- اشكالية التدين والأخلاق في مجتمعنا
- الحرب الروسية الاوكرانية. الاصطفاف مع من؟
- ازمة اوكرانيا وحافة الهاوية
- الفصائل المسلحة والاغتيالات والسلاح المنفلت
- صناعة الدكتاتور وتقديس الفرد
- الأسباب الكامنة وراء عدم ابداع العرب في اوطانهم
- الهوس بالمال
- انهم اعداء الحياة والفرح
- اسباب فشل الديموقراطية في العراق
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية