سلوى الرابحي
الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 03:02
المحور:
الادب والفن
وجهي يخرج من وجهي
كَجَنينٍ شيخٍ يَتكوّرُ في رَحم الموتِ
ويتلو دعواتٍ مبهمةٍ...
والفمُ لم يفقدْ لغة الطيرِ
تحسّس نبض الريشةِ كي يصبغَ رائحةالأمس ، دما حيا تحت الجلد البالي كالأثوابِ.
أَفرُّ من الصورة، أهرب من وجهي
أتبعُ خطوات العينين.
فتلبسني الحكمة
وأُحنّطُ وجهي، كي لا أنسى أمي
وهي تُخبّئني شيخا في رحمٍ واراهُ القبر طويلا.
إنّي أحرث بالإزميل أخاديد روحي...
أنسج ألواني من "باليت" الجسد القاحلِ:
الأبيضَ، من شيب الشعر المهملِ
الأسودَ، من أثر الأرق الموشومِ على أطراف العينين.
يا الله!! أنا الخارجُ من مقبرة الصورة،
الجالسُ قرب شواهدها.
يا الله!! أنا الوجه الصلب،
عجينتي من جِبسٍ أبكمَ
كم صرخت روحي: لستُ ترابا لتطيّرني الريح بعيدا.
لست صلصالا ليغيّر الموت رفاتي...
لكنَّ القلب تفتّتَ يا الله!
وتناثرَ نبضا في الصرخة بين الصورة
والتمثال.
هامش: هذا النص مستوحى من عمل فني للفنان العراقي سمير مجيد البياتي بعنوان مناجاة.
#سلوى_الرابحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟