أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - عندما تفاجئك تلميذة غرة بمقال نقدي















المزيد.....

عندما تفاجئك تلميذة غرة بمقال نقدي


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 7243 - 2022 / 5 / 9 - 06:05
المحور: الادب والفن
    


قد يكتب يشعرروائي بالفحر عندما يكتب ناقد متخصص وفق منهج نقدي وجهازي مفاهيم بخلفية معينة عن إحدى رواياته ... لكن أن تفاجؤك تلميذة غرة بالكاد تطل على منتصف العقد الثاني من عمرها براءتها وبمقال محكم فتلك قصة أخرى
إليكم هذا المقال كما كتبته التلميذة منار عدادي دون تغيير وقد اختارت له عنوان :
" التلاقح الثقافي والحضاري في رواية "قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط" للأستاذ الكبير الداديسي (منقول بإذن كاتبته )

بقلم منارعدادي
قلة هي الأعمال الأدبية التي يقرأها قارئ، ويحب أن يشاركها مع أعز الناس لديه، ذلك ما حدث لي بعد قراءة رواية قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط، للأستاذ الكبير الداديسي. فما أن قرأت آخر سطر فيها بلهفة حتى وجدتني أتوسل لأمّي وأختي وبعض صديقاتي وأطلب منهم الإسراع لقراءتها...
رواية "قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط" تشد إليها القارئ انطلاقا من عنوانها ولوحة غلافها، أما مضمونها ورسائلها فتلك قصة أخرى...
يحيل العنوان على معانٍ كثيرة، وتحكي الرواية قصة الشاب الأسود مامادو الفار من جحيم الصراع الساسي بالكوت ديفوار في قلب إفريقيا الغربية، وقصة الشابة البيضاء الجميلة (ميادة) الهاربة من الحرب بسوريا، ليلتقيا بالمغرب بعد مسلسل شاق من الصراعات والمشاكل... وتنجح هذه الأرض الطيبة المباركة في تخفيف معاناتهما ودمجهما في المجتمع المغربي بعد محاولات عديدة للهجرة السرية ...
تنطلق الأحداث والبحر يلفظ جثتي البطلين مع جثث مهاجرين سريين آخرين، ومن حين لآخر تعود الرواية لتذكرنا بمآسي البطلين وكيف كانت ميادة السورية تعيش حياة الترف الى جانب زوجها الجندي باسل الذي كان له سيط في الشام، قبل أن تهب رياح الربيع العربي فتغير حياتها رأسا على عقب؛ بتعرضها لاغتصاب واغتصاب زوجها وتمريغ رجولته في التراب أمام ناظريها من طرف مجموعة من الأشخاص الملثمين، جزوا راسه ونكلوا بجثته، يريدون جعله عبرة لكل الجنود الذي يخدمون نظاما يفتك بشعبه، فصارت كل أمنياتها الموت وأن تلتحق بزوجها، فتتسول لمغتصبيها بقتلها إلاّ أنهم أبوا إلا أن تركوها للضمير ينهش عرضها وجسدها، معتبرين قتل امرأة معابة في حقهم. في حين هتك عرضها واغتصاب زوجها هو قمة الرجولة (أقصد الذكورة) في نظرهم، فلم تجد أمامها بعد تراكم مآسيها، سوى الفرار والهروب من ويلات الحرب الطاحنة في سوريا وخاصة بعد أن هزها خبر رجم صديقة لها - كانت هي الأخرى زوجة جندي- حتى الموت ونعتها بالفاسقة الخائنة، فبات نفس المصير يطارد ميادة ويتراءى لها في الحلم واليقظة، وكل حين تعتبر أن دورها قادم لا محالة... ففرت تحمل ابنتها لمياء والهروب من حماة مسقط الرأس والقلب، الى المغرب مرورا بمجموعة من الدول التي عانت فيها الويلات همها إنقاذ نفسها وإنقاذ ابنتها لمياء التي ولولا لطف الله كادت تفقدها في محطات كثيرة آخرها مرض الفتاة في حضن أمها وتكفل جمعية مدنية بالمغرب بمداواتها، بعد تورط مهاجرين سرين في الصراع الدائر بين المغرب والجزائر...
في شمال المغرب وبالضبط في مدينة مارتيل التقت ميادة بمامادو الفتى الأسمر القادم من ساحل العاج هاربا من حرب ضروس بين الساسة في بلده طالت القبائل، ليكتشف بعد عودته إلى بيته ذات يوم أمه ميتة وقد شق بطنها وجز رأسها... حاول نسيان الحدث المكوث في بيته لكنه لم يستطع. فقرر رفقة بعض الأصدقاء الهجرة شمالا وهو يحلم بمعانقة الحياة من جديد، وبعد عدة مصاعب اعترضته وهو يقطع الصحراء الكبرى وفقد عدد عن أصدقائه. ولم يمكث معه إلا صديقه "كانو"... تعاهدا على الإخلاص وحاولا الوصول الى المغرب على اعتباره بوابة أوروبا ... بعد تجاوز كل الصعاب التي اعترضت سبيلهما تمكنا من الوصول الى شمال المغرب وفيه التقى مامادو بميادة وصارت حبيبة القلب...
على الرغم من الاحكام المسبقة ومشاعر الكراهية والعنصرية التي تربى عليها كل واحد منهما (فقد كانت ميادة تحتقر أصحاب البشرة السوداء، وكان ممادو يحتقر العرب) فأن الحب لا يعترف بالألوان، وقد ساعدهما تكيفهما مع أجواء المغرب على تحفيف حدة الكراهية والتشبع بالقيم الإنسانية لينتصر الحب والتسامح على العنصرية... وبالتدريج بدأت تتخلى عن عنصريتها فوهبته نفسها وقررا مغادرة المغرب اتجاه اسبانيا لكن محاولتهما الأولى باءت بالفشل وقوّتْ علاقتهما أكثر، بعد أن فقدت ميادة فلدة كبدها لمياء في تزاحم أمام بوابة معبر سبتة، ولم تجد العزاء إلا في مامادو الذي أخلص لها ووقف إلى جانبها...
وبعد مدة قرّرا الزواج ليختلط حليبها بقهوته ويشكّلا قهوة بالحليب في إشارة الى لون بشرتهما، ويشتغلان عاملين عند عمي بوعمامة ذي الأصول الجزائرية الذي سبق له المشاركة في حرب الجولان ضمن كتيبة مغربية، وتعلق بامرأة سورية...
حاول مامادو وميادة بعد جمعهما لبعض الأمال الهجرة سرّاً مرة أخرى لكن القدر كان أكبر منهما، وكانت يد الرحمان قادرة على انتشالهما من جوف البحر ورميهما على الشاطئ ليضطرا إلى العودة إلى عملهما في مطعم عمي بوعمامة، الذي سيجود عليهما بغرفة تأويهما ويقرران العيش فيه قانعين بمصيرهما، وعدم محاولة الكرة مرة أخرى... أنجبا "لمياء" ثانية التي تعلق بها عمي بوعمامة واعتبرها بمثابة الحفيدة التي عوضته فقد ابنته، والبلسم الذي يخفف من حدة معاناته من مرض الفشل الكلوي الذي كاد ينهي حياته، لولا تبرع ميادة بكليتها...
عاش عمي بوعمامة معهم دهرا من الزمن قبل أن يغادر إلى الرفيق الأعلى تاركا وصية يُورّث فيها الحفيدة "لمياء" مِلكية المطعم. وتستمر حياتهما في هناء قبل أن يكتشفا خيوط خيانة نسجها "كانو" بإحكام مدعيا أحقيته بامتلاك نصيب في المطعم بعد غيرته من نجاح صديقه وخروجه هو خالي الوفاض بعد كل تلك الرحلة الطويلة والشاقة....

هكذا تكون رواية "قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط" قد قدمت للقارئ دروسا في معنى الوطنية، ونبذ التمييز والكراهية، وتكريس قيم التسامح والتضحية والتلاقح الثقافي والحضاري بين إفريقيا والعالم العربي والدور الذي يلعبه المغرب في هذا التلاقح...



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفالية في مسرحية -قصة لوزان-
- رواية عائد إلى بياضة جماع الفنون 2
- -عائد إلى بيّاضة- رواية جُماع فنون 1 العمارة في الرواية
- -آخر مرة- شريط سينمائي جديد: عندما تساهم الرياضة في تفجير ال ...
- لماذا حرك الطفل المغربي ريان الضمير الإنساني؟
- الثقافة في ظل النموذج التنموي الجديد بالمغرب(ندوة+ فيديو)
- حِكم المغاربة في منازل الشتاء
- توقيع كتاب - بلاغة الخطاب السياسي: الاستعارة وبناء المعنى-
- المهرجان الدولي : السينما والأدب + فيديو
- ندوة : الحكاية تأريخ للثقافة والهوية (تصويب)
- ندوة : الحكاية تأريخ للثقافة والهوية
- مجموعة قصصية جديدة لايمن قشوشي
- ترتيبب الدول العربية بحسب ظهور أول نص روائي نسائي في كل قطر ...
- من النوستالجيا إلى التوثيق
- لماذا تصبر المرأة العربية على ظلم الحماة وتعنيف الزوج (قراءة ...
- العلاقة بين الجنسين في صفوف الشباب السعودي من خلال رواية -بن ...
- بين التجريب وتبئير المشروع في روايات شعيب حليفي من -زمن الشا ...
- نعي إبراهيم الحجري وقراءة في روايته (العفاريت)
- توقيع كتاب : مدينة آسفي مجال للبحث التاريخي والحضاري...
- حفل توقيع المجموعة القصصية يد الحكاية


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - عندما تفاجئك تلميذة غرة بمقال نقدي