أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - وساطة للتفاوض - مهداة للتيار والأطار والمستقلين














المزيد.....

وساطة للتفاوض - مهداة للتيار والأطار والمستقلين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وساطة للتفاوض
مهداة للتيار والأطار والمستقلين
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

توطئة
كان السيد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور حيدر العبادي قد واجه مهمة غاية في الصعوبة والتعقيد تمثلت بتشكيل حكومة جديدة تتمتع بالقوة والكفاءة والنزاهة والمواطنة والانسجام..والمشكلة ذاتها تواجه الان كل الأطراف في العملية السياسية بين حكومة أغلبية وحكومة توافقية..وهذه المقالة مهداة لثلاثة أطراف: التيار الصدري والأطار التنسيقي والنواب الثلاثة والأربعين المستقلين.

عــقد مزمنــة
قبل ان نتحدث عن التفاوض الذي اصبح الان علما له نظرياته واساليبه، والمواصفات والمهارات الخاصة بقائد التفاوض،نشير الى ان تتابع الاحداث اثبت لنا نحن المهتمين بعلم النفس والاجتماع السياسي ان حكومات ما بعد التغيير،كانت منتجة للأزمات،وانها برمجت العقل السياسي العراقي على ان يتفنن او (يتذاكى) في خلق الآزمة للآخر..نجم عنها ان جرى تفعيل لخلايا الدماغ والمراكز الخاصة بالكراهية والخوف والشك بالآخر،وسبات للخلايا والمراكز الدماغية الخاصة بحسن الظن بالشريك.ولأن هذا الحال استمر اكثر من (18)سنة،فان العقل السياسي العراقي ادمن على هذا الايقاع،وحصل ان شاع لدى الجميع أفكار غير عقلانية..اخطرها فكرة (الغالب والملغوب)..بمعنى أن التنافس او الصراع السياسي صار في عرفهم ان ينتهي (بانتصارك) وهزيمة خصمك.

تلك عقد سيكولوجية تحكمت في العقل السياسي العراقي،أخطرها وجود عقول ما تزال تتحكم بها افكار غير عقلانية تعتمد تكتيك (علّي سقف المطالب) لتحصل على ما تريد..التي هي بالضد من عملية التفاوض التي تقوم على مبدأ التنازلات المتبادلة..فضلا عن تعصب عشائري ،قومي،طائفي،حزبي..وعقول مصابة بحول عقلي،ترى فقط ما هو ايجابي في الطائفة التي تمثلها، وترى فقط ما هو سلبي في الطائفة الأخرى..وتحمّلها مسؤولية الأزمة وتبّرأ نفسها منها مع انها شريك فيها.

ان التفاوض،ايها الأخوة، هو ان تدخل في حوار مع طرف او اطراف بهدف الوصول الى اتفاق يرضي الاطراف المتفاوضة ويضمن لها الحد الادنى المقبول من المكاسب .هذا يعني ان تكتيك (علّي السقف) يجب ان يلغى من حسابات الطرف المفاوض وان يكون لديه استعداد نفسي للتنازل المتبادل..بعيدا عن روح التعصب والتصلب والالتزام الشديد بالمواقف،وان تكون لديه الرغبة في التراخي..لأن احد اهم شروط التفاوض الناجح هو وجود قدر من المرونة من الاطراف المعنية ،بما يعني ان يراعي كل طرف حقوق الطرف الاخر ،وان لا يكون هدفه هو الكاسب الأكبر.

صفات المفاوض الناجح
يحتاج التفاوض من المفاوض ان يتمتع بالقدرة على تغيير اتجاهات الطرف الآخر وصولا الى الاقناع.وهذا يتطلب ان يكون اسلوب المفاوض مؤثرا،اذ لا يكفي ان يكون الحق معه حتى يكون مقنعا للطرف الاخر وانما لابد ان يكون قادرا على تفنيد حجج الطرف الاخر باسلوب موضوعي يتناسب مع طريقة تفكير هذا الطرف وقدراته الادراكية وخلفياته الثقافية، وان يعي نقاطا جديدة بصورة سريعة، وان يستجيب لها باسلوب مناسب..ولن يحصل هذا الا حين تكون رسالة المفاوض واضحة تحمل معنى واحدا محددا وفهما مشتركا.

وينبغي في المفاوض الجيد ان يتمتع بالقوة التي لا تنفر الاخرين من التفاوض معه وانما عليه توظيف قوته في دعم حججه. والقوة وحدها لا تكون كافية في قيادة عملية التفاوض بمهارة وانما ينبغي ان يكون هنالك طموح عال في الوصول الى الهدف مع استخدام المهارات الاتصالية والاقناعية.واللافت ان العراقيين عموما لا يتمتعون بتلك الصفات، ولهذا تراهم يختلفون على ما كانوا دعوا اليه..مثال ذلك ان السيد نوري المالكي كان قد دعى الى تشكيل حكومة أغلبية فيما الآن يعارضها بشدة.

استراتجية الانهاك
كل الأطراف في العملية السياسية العراقية كانت قد قامت بمفاوضات لكنها اعتمدت استراتيجية الانهاك واستنزاف الطرف الاخر سواء بتطويل فترة التفاوض او بخلق العقبات القانونية(والدستور العراقي حمّال أوجه) التي يمكن وصفها باستراتيجية الخداع والتمويه ، وعلى الجميع ان يغادروا هذه المواقف،ويتخلصوا من (حولهم العقلي) الذي يري كل طرف بأنه على حق والآخر على باطل.
ان كلامنا هذا قد يبدو خياليا للبعض او غير ممكن عمليا في ضوء (مخلفات) استراتيجيات التفاوض الفاشلة وما افرزته الاحداث من تعميق للصراع.غير ان واقع الحال يفرض على الاطراف المفاوضة ان لا طريق امامها سوى اعتماد منهج المصالح المشتركة القائم على استراتيجيتي (التكامل والتعاون).صحيح انهم لن يبلغوا الحالة المثالية،لكنها ستشكل البداية شرط توفر حسن الظن وصدق النوايا التي تفضي سيكولوجيا الى المرونة في تقديم التنازلات المتبادلة التي تضمن ان تكون المصالح متوازنه بين اطراف التفاوض،وهذا يتطلب ان يتوافر الاقتناع بالرأي لدى المفاوض،قبل اقناع الآخرين به.

ان الاجواء النفسية قبيل واثناء التفاوض عامل مهم في عملية التفاوض،ليس فقط في اسلوب الكلام الذي ينبغي ان يكون مرنا..بل ولغة الجسد التي يفوق تاثيرها لغة الكلام احيانا.وليسمح لنا السياسييون بالقول انهم جميعا يمتلكون لغة جسد خشنة ترسل اشارات صريحة للمقابل بان هذا الشخص يصعب او لا يمكن التفاهم معه.فمعظمهم يمتلكون وجوها مسطحة، مكفهرة، متشنجة،غاضبة،وكأن بينها وبين الابتسامة..خصومة مستديمة.
وساطة
بوصفنا نمتلك الخبرة في التفاوض والقدرة على تغيير الاتجاهات وتقريب المواقف ،ولأن الوساطة الخارجية من طرف غير سياسي ومحايد تكون مقبولة من الجميع، فاننا نعرض استعدادنا للتوسط بين الأطراف الثلاثة:التيار والأطار والمستقلين..ولهم نقول:
جرّبوا ،فأن لم تربحوا الوطن وشعبكم وأنفسكم..فأنكم لن تخسروا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقدان..قاتل زهير بهنام
- العنف ضد الأطفال في العراق
- دولة تكرّم روزخونيين وتتجاهل العلماء والشعراء والمفكرين!
- حكومة عقائدية !
- اللهمّ اني صائم..ماذا تعني سيكولوجيا؟
- حكومة اغلبية..هل ستكون كذبة نيسان ايضا؟!
- الشجرة القتيلة..استلاب انسان
- نوروز..عيد يوحّدنا
- السياسة في العراق..لا دين ولا اخلاق!
- وداعا..مظهر عارف
- العراقيون ، بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!
- العراقيون..بين روسيا واوكرانيا
- في العراق..كل ساعة عشر حالات طلاق!
- لأنهم معقدون..فانهم لا يتفاهمون!
- في عيد الحب..العراقيون ما اروعهم!
- اغتصاب الأطفال جنسيا - حادثة حوارء مثالا تحليل سيكولوجي
- قتل آخر زعماء داعش..لا ينهيها ياحكام العرب!
- في العراق..الصفقات تحدد تشكيل الحكومات
- حكام العراق..دوغماتيون
- ليس بارتداء الأكفان وركوب التكتك تبنى الوطان


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - وساطة للتفاوض - مهداة للتيار والأطار والمستقلين