أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان قلوب شفافة منير توما














المزيد.....

ديوان قلوب شفافة منير توما


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 01:31
المحور: الادب والفن
    


ديوان قلوب شفافة
منير توما
جميل أن نرى تناسق بين الفكرة/المضمون والألفاظ، فهذا يشير إلى أن هناك تماهي بين القصيدة والشاعر، وعلى أن القصيدة تُكتب الشاعر، وبما ان غالبية قصائد الديوان متعلقة بالحب والعلاقة بالله، فهذا يحفز القارئ ليتقدم من ديوان "قلوب شفافة" والاستماع بما يقدم الشاعر من قصائد.
سنحاول التوقف عند بعض القصائد نبدأ بقصيدة "ما بين وصل وخيال"
"روحك إلى روحي تنقاد
وقدك يشتيه الفؤاد
فما بك يعتريك ترداد
عشقتك في المساء .. وفي الصباح
فما كان المراد،" ص33، نلاحظ أن هناك تكرار في "روحك/روحي" وهذا يشير إلى حالة التوحد بين الشاعر والحبيبة، كما أن ألفاظ: "تنقاد، وقدك، عشقتك" والتي جاء فيها حرف القاف حرف أساسي، يخدم فكرة انسجام الشاعر مع الألفاظ المستخدمة، وهذا الانسجام نجده أيضا في: "تنقاد، قدك، الفؤاد، ترداد، المراد" حيث نجد حرف الدال مكونا أساسيا فيها، حتى بدا الشاعر وكأنه يتغنى بتردد حرف الدال، وإذا أخذنا مضمون القصيدة نتأكد أن هناك حالة تماهي بين الشاعر وما ومضمون القصيدة، وبين المضمون والألفاظ، وبين الألفاظ والحروف التي تشكلها.
ونجد هذا التماهي في قصيدة "نجمة في سماء الابكار" والتي جاء فيها:
"أشتهيك،
وأشتهي لفتة من مشية ريم
قد الغزال فيها لا يجاريك
فأنا أدرك
أن القبلة من فم عاشق
أبدا .. لن تكفيك
فأنت زهرة يانعة
في بستان شوك
فحرام أن لا أرويك" ص38و39، أيضا نجد تكرار في "أشتهيك/وأشتهي" ونلاحظ أن الشاعر (أسير) لهذا الاشتهاء ليس على مستوى المعنى فحسب، بل على مستوى اللفظ أيضا، والذي نجده في: "مشية، عاشق، شوك" فهذه الألفاظ تتكون من حرف الشين، الذي نتيجة وأثر أشتهيك/وأشتهي".
كما أننا نجد اشتهاء الشاعر في استخدامه: "غزال/ريم" وفي التواصل بين: "القبلة/فم/عاشق" والتكامل بين "زهرة/يانعة/بستان" كل هذا يشير إلى انسجام الشاعر مع فكرة القصيدة، و منسجم الفكرة ومع الألفاظ، والألفاظ مع الحروف.
وهناك الصورة الشعرية لافتة جاءت في أخر المقطع:
"فأنت زهرة يانعة
في بستان شوك
فحرام أن لا أرويك" حيث استخدم الشاعر الإيحاء لإيصال فكرة التلاقي الجسدي بينه وبين الحبيبة، واللافت في هذه المقطع أنه قريب من الصورة الملحمية في "عشتار وتموز" حينما يلتقيان معا، وهذا ما أعطا الصورة بعدا جماليا إضافيا.
ونجد البعد الملحمي في قصيدة "وبعد الجفاف أمل" والتي يقول فيها:
"سيدتي!
أراك ينبوع شهوة
يتفجر شوقا
إلى حرارة الشمس
تنشر دفئا
في أوصال عاشق
قد تاه في صحراء عمر
قاربت عيون مائها
أن تجف
لكنك دائما تأتين
وقت الجفاف
لتستمد الأبدان منك
فطرة ما زالت متأهبة
لأزهار اللوز
في ربيع رجعي
...
وحنت إلى أمطار سيول
تخترق كبد تربة عطشى
لماء السماء" ص65-67، نلاحظ أن حرف الشين جاء بأكثر من لفظ: "شهوة، شوقا، الشمس، تنتشر، عاشق" وهذا يشير إلى أن الشاعر يهيم بسيدته، بحيث لم يعد يقدر على التخلص من أثرها، فكان أسيرا لها.
وإذا ما توقفنا عند الطبيعة، أحد عناصر الفرح التي نجدها في: "لأزهار، اللوز، ربيع" نتأكد (هيمنة) "سيدتي" على الشاعر، التي أوجدت هذا الجمال في الطبيعة.
وإذا ما توقفنا عند رمزية عشتار والبعل نجد أن هناك أكثر من لفظ متعلق بالماء كمصدر للخير/الخصب: "ينبوع، عيون، مائها، أمطار، سيول، لماء" وألفاظ متعلقة بالحاجة للماء: "تجف، الجفاف، عطشى" وهذا يأخذنا إلى رمزية عشتار/البعل، ودورهما في إخصاب الطبيعة والبشر، وإلى أن غيابهما يسبب القحط والفناء للطبيعة وللبشر.
هذا فيما يتعلق بالحب والحبيبة، لكن هناك حب آخر عند الشاعر نجده في حبه لله، يقول في قصيدة "صوفية علماني":
"أصلي للجمال فيك يا الله
أصلي، وأعرف أني في قلبك
ما دمت روحي تناجي روحك
أرنو إليك وفي صدري لهفة
إلى كنه قدسك" ص44، نجد تكرار "أصلي، روحي/روحك" وهذا يخدم فكرة التوحد/التماهي مع الله، كما أن وجود كاف الله في: "فيك، قلبك، روحك، قدسك" تؤكد على ان هناك حالة روحية يعيشها الشاعر جعلته يستخدم ألفاظ مكونة من ثلاثة حروف "قلب، روح، قدس" وكأنه بها يتخزل هذا العشق/الحب.
كما أن الفاظ "الله، لهفة، كنه" والتي تلفظ على شكل (آه) تشير إلى حالة التماهي بين القصيدة والشاعر، وعلى أنه يعيش مع القصيدة، التي أسرته وجعلته يستخدم هذه الألفاظ.
الديوان طباعة مطبعة كفر ياسيف، الجليل، الطبعة الأولى 2016.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان رؤوس تحت الرمال حبيب شريد
- السرد المدهش في رواية حدائق شائكة، لصبحي فحماوي.
- المكان في قصة -سر حكاية القدس- للأسير الكاتب زكريا مروان الب ...
- الخطاب في -الرسالة الأخيرة لأب ذر الغفاري- هادي زاهر
- مجموعة -التمتمات المتجمدة للغجري الأخير- أشرف مسعي-
- الهجرة واللجوء في -عناقيد لهفة نازفة- ناصر عمر دياب
- عناصر الفرح في ديوان أسميك التصاقا بالنجوم باسل عبد العال
- القاموس اللغوي في ديوان -ما يشبه الحنين- ماجد أبو غوش
- عناصر الفرح في رواية -زنزانة- قتيبة مسلم
- الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون
- اللد والفلسطيني في رواية -ما دونه الغبار- دينا سليم حنحن
- رواية ليالي اللاذقية سليم النفار
- ديوان مفاتيح السماء وهيب نديم وهبة
- سلام سعيد والومضة
- رواية أرواح برية كاملة عبد السلام صالح
- الاغتراب في رواية أرواح برية
- رواية أرواح برية عبد السلام صالح
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان قلوب شفافة منير توما