أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - الطبيبُ أديبُ














المزيد.....


الطبيبُ أديبُ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


الطّبيبُ "أديبُ"، ولكلِّ أمرئٍ من إسمِهِ حُظْوَةٌ ونصيبُ.
ولَمّا إستَرقَ سمعُهُ -حينَ زرتُهُ- نبضَ خافقي مُتَعَثِرُ الدّبيبِ، ما تَهوَّلَ حالَ عِلَّتِيَ وما تقوَّلَ الأديبُ، وماَ صرَّحَ بلحنٍ أعجميٍّ ذي عِوَجٍ أنَّ دائيَ غامضٌ وغريبٌ،
لكنَّهُ نَظَرَ في سماهُ نظرةَ مُحتَرفٍ لَبيب، وقالَ بحرفٍ واثقٍ وعن علمٍ لا يَخيبُ:
إنَّ الَّذي بِكَ هينٌ، وما مِن حاجةٍ لتَأوِّهٍ ولا نَحِيب، فما مِن داءٍ إلّا و فَصَمَ ظهرَهُ دواءٌ، مَا خَلاَ هَجرَ الحبيب، فلَيسَ لهجرِ الحَبيبِ من طَبيب.
راقَني خِتامَ ما قَالَ الخبيرُ الأديب، (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) نَجيب،
فأومَأتُ أنْ نَعَم، ولعَلَّ مَكمَنَ دوائهِ في أوبةِ الحَبيب،
قالَ أجَل، فإلزَمْ كُثَيِّبَاً حولَ حيِّيكُمُ أو عُرْقُوباً من عَرَاقِيبِ، وتَرَقَّبْ كما تَتَرَقَّبُ في أفاقِ الورى حَدقاتُ رؤوسٍ خَضَّبَها المَشيب،
تَرَقَّبْ صُبحاً إذ الشّروقُ لِندى الفَجرِ يُذيب، وتَرَقَّبْ حينَ تُمسي إذ الغُرُوبُ لِصدى الهجرِ يُصيب. قُلتُ إي، وَلكِن عَلَّ الحَبيبَ يَسمعُ فيَستَجيبُ.

وهلِ الطِّبُ إلّا لَمَساتٌ تَمسحُ عَرَقَ جَبينِ مُتهَتِّكٍ مِن طَبيبٍ لَبيب، و قَسَمَاتٌ تَفسحُ أَرَقَ رنينِ مُتبَتِّكٍ في شريانهِ مُريب،
وإذ إِسْتَأْثَر الطّبيبُ صَنْعَتُهُ مِن على أرائِكِ المِلائِكِ بعدَ عناءٍ كادَ للصّخرِ أن يُذيب، وإذ تَرى الطّبيبَ للآلامِ مُتَعَسِّسَاً، وللأورام مُتَحَسِّسَاً ، ومُتَفَرِّسَاً للأسقامِ بِتَفَرُّسٍ عَجيب،
وإذ تراهُ مُتَمَترِسَاً في ميادينِ الوبا كأنَّهُ للسَّقيمِ ابْنُ أُمّ، ويَدفعُ عنهُ كَوَلِيٍّ حَبيب،
وإذ أناملُهُ تَعزفُ على خَيْشُومِ العِلَلِ لحنَ شفاءٍ طَروبٍ غيرِ رَتيِب. وإذ تَرى مِيثاقَ الطَّبيبَ للملائكِ مِيثاقَ وفاءٍ، وعهدَهُ عهدَ صفاءٍ مَهيب،
ورغمَ أنَّ مِدادَ حَرفي يَنْحَبِسُ، ولا ينْبَجِسُ في مَثْوىً ذوي تَوَعُّكٍ بُؤساءَ بِتَخصِيب،
وودادَ طَرفي يَنْطَمِسُ ولا يَنْغَمِسُ في مأوىً ذوي تَنَسُّكٍ أطباءَ بِتَخضِيب،
وما خَطَّتْ بنانيَ كتاباً مِن قبلُ في باءِ الوَباءِ، ولا أَطَّتْ عَنانيَ بخطابٍ في داءٍ ورَمْدَاءَ ببهاءٍ وتَرحِيب،
بيدَ أنَّيَ سأدعُ بنانيَ أن تَتحَلّقَ في عنانيَ بِتَشذيب، وتَتَألَّقَ في بَيانيَ للطَّبيبِ "أديب"، عَلَّها تُؤَطِرُ إمتناناً غيرَ مُتَزلّفٍ، وتُعَطِّرُ إفتناناً غيرَ مُتَكلّفٍ ما بينَ ألفٍ وياءٍ بِتَرتِيب.
لكأنّيَ بالطِّبِ عابرُ سبيلٍ مَرَّ يَستَعلِمُ عن دارِ الأديِب،
ليَتَعَلَّمُ منهُ رَسَمَاتِ التَّجَرُّدِ بِتَنسيب، ويَتَغَنَّمُ منه لَمَسَاتِ التَّمَرُّدِ بِتَسريب،
ويَتَنَغَّمُ منهُ هَمَسَاتِ المَهارةِ فيَفُوزَ بِتَدريب،
وإذ هُنالكَ في دارِ الأديب لن تُضطَرَّ لإبانةِ الدَّاءِ، لن تفعلَها بإِقْتِضَابٍ ولن تَعوزَ لتَطْنِيب.
فَدارُهُ ترميَ الدَّاءَ مِن فورِها بِنَبْلِ الرَّصانةِ رَمياً، وتَطويَ الوَباءَ في غَورِها بحَبلِ الحَصانةِ طَيَّاً، فلا ضِيافةَ للدَّاءِ في الدَّارِ، ولا تَجوزُ على طَبيبٍ نَقِيب.
دارٌ تَكتَفِلُ بِعلمٍ رَصينٍ، وتَحتَفِلُ بِفَهمٍ حَصين لهُ تَملِكُ وتحوزُ بِتَهذيب، ولا يَطِيبُ التَّطَبُبُ إلا معَ أديبِنا أن يَطِيبَ،
طَبيبٌ عَرَشَ على نواصيَ "البَاطِنيةِ" وعَرْشُها لهُ صاغراً يَستَجِيب.

وَقَانا رَبُّنا رَبُّ المَساجدِ والمَحارِيب، كلَّ آلامٍ تُصَيِّرُ البالَ كاسِداً بِتَقطِيب، وأَورَامٍ تُغَيِّرُ الحالَ فاسِداً و يَعِيب،
وَلَئِن أقبَلَتِ الأيامُ بإيِلامٍ يَبغيَ الجَسدَ بِتَعذيب، فَمِن حُسنِ حَظِّ المَرءِ أن يَحظى بِطبيبٍ نجيبٍ غيرِ كَئيب،
فأَنعِمْ بِطَبيبٍ هوَ للسَّقمِ خصيمٌ رَهيب، وللسَّقيمِ حَميمٍ حَبيب،
وذاكَ لَعَمريَ هوَ الطَّبيبُ أديبُ.
ومَا فَتِئَتْ أسبابُ الشِّفاءِ مُغَلَّقَةً بيدِ الحَسيبِ الرَّقيبِ، ومُعَلَّقَةً بِدُعاءِ ذي داءٍ الى السَّميعِ المُجيب.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنَا والعِيدُ وصديقَتي النَّملة
- المقاديرُ تُكَذِّبُ المحاذيرَ
- عملياتُ تجميلِ النساء!
- هَمَساتٌ عن غَسيلِ الذَّات
- عِندما يَتَأرَّقُ النَّملُ
- تَنُّوُرُ أمّي
- وُجُوُمُ عِلوانَ ولا نُجُوُمُ لبنانَ
- أيَهجُرُ البلبلُ عُشَّهُ!
- ( نُزهَةُ المَحرُومِ )
- كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..
- هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟
- تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “
- الفَرحُ والسعادة
- (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
- خَدُّ الشَّمسِ -
- مَسارِحُ اللَّيلِ
- (هَلَّا من مؤسسةِ نشرٍ أو ناشرٍ مكينٍ أمينٍ مُتَرَفِّع)؟
- تهنئةٌ لمناسَبةِ عيدِ الأضحى المبارك
- قَلائِدٌ مِن كَبَاب


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - الطبيبُ أديبُ