أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..















المزيد.....

يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..


عبدالناصر صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7239 - 2022 / 5 / 5 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


ما كُـنْـتَهُ سَنَكونُهُ يَوْماً
( إلى الأسير كريم يونس * " حارس الوادي ")
شعر : عبد الناصر صالح
كانَتْ مُطَهَّمَةً خُيولكَ
إذ تّسامى الغَيْطُ في مَلَكوتِها
والحُلْمُ طوْعُ يَدَيْكَ
آياتٌ مُعَظَّمَةُ الرّؤى
ماذا عَساكَ تقولُ في ميراثِ جَدِّكَ
سوفَ تُبْصِرُكَ النّجومُ
وتستَضيءُ بكَ الصَّحاري
- لن تَضِلَّ شِعابَها –
فانْهَضْ بما جادَتْ عليكَ الرّيحُ
قد يَصْبو إليكَ أزيزُها
واخْرُجْ إلينا من مخاضِ السّجنِ حيّاً
في رِداءِ العُمرِ
لا مِن عَوْدَةٍ للخَلفِ
لم يَرْأفْ بنا بَهْو الدُّجى والحائِطُ الصّخْريُّ
هل عُقِدَ اللّسانُ وخَرّتِ الأقلامُ ؟
هل وَصَلَتْ رسائِلُكَ العَميمةُ ؟
لم يَغِبْ في السَّهلِ ظلُّ السَّهلِ
جاءَ مُحَمّلاً بعُصارةِ الثّوّارِ
هل أبْصَرْتَ وجهكَ في عيون رفاقكَ الأسرى ؟
ما جفَّ حِبْرُكَ
– لا تُصدّقَ قوْلَهُمْ –
وامضُغْ غيابكَ علَّ ينْفَكُّ السَّوادُ عن الوِسادةِ
والنّدى يسْتَدْرِجُ الأقفالَ
يَرْتفعُ السّتارُ على حَديثِ الصّبحِ
والمفتاحُ يَشْجُبُ خَوْفَهُ في عُروةِ الأبوابِ
" وادي عارةَ " المفتاحُ
بصْمَتُكَ النّقيّةُ في المرايا ..
مَرَّتْ على قلبي حَكايا الغائبينَ
تَئِنُّ ،
طيْفُ سحابةٍ في الشّارع المَغْدورِ
خلفَ الضّفَةِ الأُخْرى ..
فهل غَسَلَتْ يداكَ الزّرْعَ والأسماءَ ؟
بيني وبينَكَ ألفُ رابطةٍ
على وَقْعِ الرّصاصِ
تشدُّ أَزْرَ صَهيلنا
فاحمِلْ تَراتيلَ الصّلاةِ إلى القلاعِ
يَؤُمّكَ الزّيتونُ /
أشرقَ وجهُكَ المَخضوبُ
أَثْمَرَ في وجوهِ السائرينَ
إلى طريقِ الجُلْجُلَةْ ..
كَبُرَتْ أهازيجُ الطفولةِ
وازدهى نبع الهوى في الحَوْصَلَةْ ..
الجرحُ جرحُكَ أم جِراحُ أعِزَّةٍ
يَسْقونَ حقلَ القمحِ ؟
هل تُصْغي لوقْعِ الأبْجَديّةِ
- سوف أفتَتِحُ الكلامَ
ومُخْرَجاتِ الواقعِ السلبيِّ -
أيُّ سفينةٍ عَبَرَتْ
تعانِقُ - في المساءاتِ اللّذيذةِ –
نَشْوَةَ الإيقاعِ
كي تَرْقى لروحكَ أو تُؤَرِّخَ للحصادِ ؟
الوهنُ يَعْجِنُ جُرْحَنا
فاسرِجْ عُيونكَ
هل ترى ميراثَنا الوطنيَّ طَوْعَ يَديْكَ ؟
هل غطّتْ يدُ الزّنزانةِ البلْهاء وجهَكَ
في مَجاهيلِ الجهاتِ؟
فلستَ موثوقَ الحُجى ..
ما كُنْتَهُ سَنَكونُهُ حَتْماً
فهل تنسى ؟
خُلِقْتَ مُؤَمّلاً بالفَتْحِ
خلفَكَ سائرونَ إلى مواقيتِ النّهارِ
ولن تكونَ الأرضُ عاصِيَةً
فهل فاضَتْ عليكَ منابعُ الأمجادِ ؟
هل بلغَ الهِيامُ نِصابَهُ ؟
لا لم تَزُغْ عيناكَ
صَوْتُكَ لا تغيبُ الشمسُ عنهُ
ولا تُفَرّقُهُ المواجِعُ
فاستعدْ ريشَ القصيدة ِ
كي تطيرَ على بِساطِ جَناحِها
واحْكُمْ نوافِذَ من مَضَوْا عكسَ اتّجاهكَ
وارتضَوْا زَيْفَ العبارةِ
سوفَ تلْفُظُهُمْ شوارِعُنا وأطفالُ الحجارةِ
ساقَهُمْ لِجَهنّمَ التنّينُ ،
حينَ تَمَرّغوا بالوَحْلِ
وارتدّوا إلى جهةِ العدوِّ تَقودُهُمْ ديباجَةُ التّفْريط ..
فاحضُرْ مثلَ ذاكرةٍ تُفَكّكُ قيْدَها الوَهْميًّ
تَعْدو في مرايا الرّملِ /
ذاكرةٍ مُعَمّدةٍ كما ميلادِنا الآتي
على نَقْشِ الحماسةِ
- لا مَحالةَ قادمٌ –
رغمَ التَّردّدِ والخيانةِ قادمٌ
فادلُفْ إلينا من ثغورِ ربيعِنا الدّاني
يُصفّقُ في لُحاءِ الرّوحِ
واحمِلْ بِذرَةَ العشقِ المُزَنَّرِ بالنّدى الدَّوّارِ
وانْسَخْ كلَّ طقسٍ في فُصولِ الماوَرائيّاتِ
واقرأْ ما تبقّى من كِتابكَ
في مُصَلّى العِشْقِ ..
قد تنأى الحقيقةُ
والجبالُ تحاوِرُ الذّكرى ،
"ووادي عارةَ " المَجْبولَ بالرّيْحانِ
واخرجْ من بَراثِنِ قَيْدِهِمْ
وابدأ - كما ساعي الأماكن - من حُطام الوَقْتِ
مُؤْتَزِراً بروحِ القُدسِ
تأتي مثلَ عاشقةٍ بَتولٍ
هل يُضاهي الحُلْمُ فَوْضى الجَمْرِ ؟
واستَرْسِلْ بكلِّ ضَراوَةٍ ..
فالصّورة اكتملَتْ ..
والمُرْجِفونَ الخائِنونَ الغارِقونَ بِغِيّهِمْ
لا يُشْبِهونَ قَصيدتي ..
في الليلِ يَسْتَعِرُ اللَّظى
وأغازلُ الكَلِماتِ
أسْرِقُ نبضَها من خانةِ الإبداعِ
والعمر المُبَعْثرِ بالخُطى ..
أجْتاحُ عالمَكَ المُوَشّى بالمَجازِ
أنا أميرُ الشِّعرِ ،
أدْخُلُ للقَوافي من شذى شاماتِها
مَشْفوعةً بأصابعِ الوصلِ القديمِ
أنا مَسيحُ حُروفِها الجَوّالُ
والمنفيُّ في المَعْنى
أبيعُ الحزنَ مَغْروساً بخاصِرَتي
نَزَفْتُ ، وأطفأ الحَنّونُ نُدْبيَ ..
لا هَياكلَ قد تُضيءُ
ولا صَوامِعَ تَشْتهي صُوَراً مُكَدّسةً
على شَدْوِ الكُهولةِ
تَخْتَفي شيئاً
فشيئاً ..
في نَواصي الإنتظارِ
ضَجيجُ أسئلةٍ تَحَلَّقَ في النّدى
حتى نُتوءاتِ الخريفِ
فهل سأبتكِرُ المدى مُدُناً
تسيرُ إلى الذًّرى بِنَمارِقِ الفَيْروزِ
قد تلِدُ البلادُ رَبيعَها ..
كم مرَّ عامٌ في سحابةِ عُمْرِنا
أُسْقِطْتَّ من تَقْويمهِ
فاصْدَحْ بما عُلّمْتَ للملأِ /
استعد نَفَحاتِكَ الأولى
كأنّكَ سِندبادُ غنائِنا
في خَلْوةِ المِحْرابِ
يرفعُ سُنّةَ الوقتِ الفريدةَ
هل سَتُمْعِنُ في شرارتِها ؟
بكَ تفتَحُ الرّؤيا على أرجائِها
وتعودُ ريحُ الشّرقِ يَحْدوها الأمَلْ
فَاكتُبْ على صَدْرِ الجَبَلْ
أسماءَ من رحلوا وعادوا
يملأون الأرضَ فاكهةً وقمحاً ..
واحذَرْ صَهايِنَةَ الخَليجِ ونَفْطَهُمْ
والأوسلوئيلييّنَ خلفَ البابِ
يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..
البرُّ لكْ
والبحرُ لكْ
والمجدُ يَبْغي مَنْهَلَكْ
فاسْقِ المواسِمَ بُرْدَةً للعمرِ
صوتُكَ – في انشطارِ الرّيحِ –
يَنْمو في أصابعِ كفّها ..
أكْمِلْ صلاتَكَ مثلَ صوفيٍّ
تهيّأَ للقيامةِ
واعتَنَقْ قَبَسَ النُّبوَّةِ
حينَ يَنْتَفِضُ الشعارْ ..
قَصْرُ الخَليفةِ عارِمُ الفَتوى
مَلاذٌ خاسِرٌ للعارِ أُسْقِطَ في المزادِ
كما شياطينِ السّياسَةِ
كلُّ شَيءٍ عالِقٌ مُتَرَنِّحٌ
أو قابِلٌ للانفِجارْ ..
وانْصًبْ عيونُكَ ضِفّتيْنِ لِحُلْمِنا
علَّ القَصائِدَ تَرْتَقي لِبَهائِكَ المَحْجوبِ
في عَتْمِ الجِدارْ ..
واكمل صلاتِكَ مثلَ صوفيٍّ أمينٍ
كي ترى إضبارةَ الشّهداءِ
تلمَعُ كالطّلوعِ /
هنا يقينُكَ في طوافِ السّجنِ
يَكْتَشِفُ الخُطى
فارْجِعْ لِنَصّكَ
جَوْلَة السّردابِ طاغِيةٌ
فلا تَتْركْ نُجومَكَ فوقَ صدرِ اللّيلِ عاريةً
سماؤُكَ عِقْدُ أسئلةٍ سَتَجْهَرُ بالخُصوبَةِ ،
مثلَ ذاكِرةٍ مُرَطّبَةٍ
فهل تَصِلُ الصّلاةَ إلى أعالي السّجْنِ
فاصعَدْ
مثلما الصَّبارُ يَعْصُرُ مُهْجَةَ الأَسْفَلْتِ ،
كي يَمْحو الخَرائبَ
علّنا نَصْطادُ في الواحاتِ رائِحَةَ الجُدودْ ..
********
طولكرم / فلسطين
* كريم يونس :
مناضل فلسطيني من منطقة " وادي عارة " في المثلث الفلسطيني الشمالي المحتل عام 1948 م ، حكمت عليه محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية بالسجن مدى الحياة ، وقد أمضى حتى الآن أربعين عاماً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، وهو أقدم أسير فلسطيني وأقدم أسير في العالم .



#عبدالناصر_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيانُكَ ساطِعٌ لا لبسَ فيه
- وطن-قصيدة
- ما كُـنْـتَهُ سَنَكونُهُ يَوْماً
- بِيتا-قصيدة
- شاهدٌ في سُنّة التوحيد-قصيدة
- آخر الشعراء-قصيدة
- مأفون-قصيدة
- حالاتُ البحّار العاشق..
- يا نصيب-قصيدة
- ما زلتَ تَنْزِفُ في مَدارِجِها
- لا بدّ من حيفا
- البديل-قصيدة


المزيد.....




- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
- جيمي كيميل لن يقدم حفل الأوسكار المقبل لهذا السبب
- استقبل الأن.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 batoot Kids على جمي ...
- تنسيق الشعبة الأدبية 2024 مرحلة أولى كلية اقتصاد وعلوم سياسي ...
- في دورتها الـ10.. إعلان أفضل الأعمال المشاركة في جائزة كتارا ...
- بالصور| اقدم نقاش في العراق يحاور الخشب ويخلق لوحات فنية


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..