أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي مهني أمين - دون مزايدة














المزيد.....

دون مزايدة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7237 - 2022 / 5 / 3 - 23:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فعلا دون مزايدة!!

فالرجل اعتذر كتابة على صفحته ما يلي:
"اعتذر أنا د. علي محمود محمد أبوسعدة لنيفين صبحي شكري على ما بدر منى في حقها وقد قمت بتقديم اعتذاري لها في كنيسة سبك الاحد في حضور الأهل وكذلك رموز مركز القرية ونيافة القمص صموئيل، والنائب صابر عبد القوي، واؤكد على إننا جميعا كيان واحد وان أي حق لها قد قمت بتقديمه أمام الجميع مشمولا باعتذاري لها، وهذا اعتذار مني لها."

فقد ذهب الرجل للكنيسة، حيث عقدت جلسة المصالحة، وقبل بقرار لجنة المصالحة بدفع الغرامة المقررة؛ ردا لاعتبار نيفين صبحي وذلك لما بدر منه، فأبو سعدة صيدلي، وذهبت نيفين للصيدلية كي تشتري دواء لعلاج ابنها المريض، وهنا دار الحوار بين الصيدلي أبو سعدة ونيفين، حيث بادرها قائلا:
- استغفر الله العظيم، انت إزاي تطلعي كده مش محجبة؟ هو انت مش عارفة ان إحنا في رمضان؟

وهنا ترد نيفين:
- انت مالك؟

راح ضاربها بالقلم على وشها، حصل لنيفين ذهول من الموقف، فقالت له:
- انت إزاي تمد إيدك عليّ وتضربني!!

راح ضاربها القلم التاني، ذهبت نيفين لمركز الشرطة، كي تكتب محضرا بما حدث، وهنا تسرد نيفين تقاعس الشرطة في كتابة المحضر، كي تظل من الساعة 9 مساء وحتى الساعة 3 صباحا، في انتظار كتابة المحضر، ليحاول الظابط المختص إجبارها على الصلح، وعندما تُصرّ يكتب الظابط المحضر رقم 4986 بطريقة مخالفة لشكوى نيفين، ومطابقة لأملاءات محامي الصيدلي أبو سعدة. ويضع نيفين تحت ضغط التوقيع على المحضر أو المبيت بالقسم.

رغم كافة العقبات، نجحت نيفين في توصيل المحضر للنيابة وفي تغيير أقوالها بالطريقة التي تصف بها ما حدث فعلا، ونجح في المقابل أبو سعدة في عقد جلسة صلح بمشاركة راعي الكنيسة، كي يقدم اعتذارا، ويدفع الغرامة التي قررتها لجنة المصالحة، وينهي قضيته عند هذا الحد.

الكورة في ملعب نيفين، فلو قبلت الاعتذار انتهت القضية، ولو لم تقبل لاستمر الأمر بين يدي القضاء كي يتم تطبيق القانون، في كلا الاتجاهين الصيدلي معترف بخطأة، ولكن تبقى بلا مزايدة عدة تساؤلات، نحاول من خلالها أن تتفهم ما حدث،
- أولا:هل فعلا أمراة غير المحجبة يمكن أن تثير شهوات الرجل؟ هل فعلا ثارت شهوات الرجل فقام بصفع المرأة لانها أخرجته من عفته؟

الإجابة أن غالبا هذا لم يحدث، بل ليس من الطبيعي أن يحدث، فكلنا نرى الكثير من غير المحجبات في شهر رمضان وفي غيره من الشهور، وهو ما لا يخدش عفة أحد، بل هو وغيره يرون زوجاتهم طوال النهار داخل الأسرة، وفي الغالب غير محجبات وأيضا لا يخدش عفتهم، ونراهم في التليفزيون وكافة مسلسات رمضان، حياة عادية طبيعية، لا تخدش عفة أحد، بل تطرح في مضمونها السؤال حول الحجاب نفسه.

- هل فعلا الحجاب لصون العفة؟ أم هو زي ارتضه فئة معينة كي يكون رمزا وشعارا ونجحت في لحظات قوتها وإزدهارها في فرضه على عموم النساء في عموم بلدان العالم؟

وهنا من المرجح أن تكون ثورة أبوسعدة، هي ثورة الحفاظ على مظهر عام أكثر منها غضب لشهوة أثارها عدم تحجب أمرأة، ثورة من أجل مظهر يريده، أكثر منها ثورة من أجل ضرر وقع عليه وانتفض من أجله، المظهر والجوهر.

وقد تم صفع المرأة مرتين، والصفع هنا لأنها احتدت أكثر من كونها سافرة، ففي السفور وجه عتابه وملاحظاته، غالبا بطريقة حادة، لكنه في النهاية كان مجرد كلام، والأمر كان يمكن أن يقف عند هذا الحد، أما رد نيفين "وانت مالك!!" كان مدعاه للصفعة الأولى، "وإزاي تعمل كده!!" كان مدعاة للصفعة الثانية، هنا نجد أنفسنا أمام الفهم الأعمق لمعنى الذكورة لدى كافة المتشددين، أنهم كرجال في مرتبة لا يحق فيها للنساء محاججتهم أو الرد عليهم، رجولته ثارت كي يصفع إمراة تحاججه وتوبخه.

موقف ملتبس يعكس تكوينا منافيا للدين والرحمة والمودة والرفق، وغيرهم من صفات تدعو لها كل الأديان، فهؤلاء في تشددهم استبدلوا هذه المعاني بالغلو والغلطة والتجبر والتشدد، وكان هذا الصيدلي أفضلهم جميعا، لأنه فعلا اعتذر، يبقى أن يراجع نفسه كي يكون متدينا بحق، سمحا بحق، مستجيبا بحق لما تريده السماء منه ومنا جميعا، فكلنا على باب الله نبحث ونجتهد، والله يحاسبنا على نوايانا وافعالنا، وهكذا.

عليه أن يذهب بعد الإعتذار للمساحة الرحبة من التدين، ويهجر تلك المساحة المتشددة، وقتها نستطيع أن نقول "رُبَ ضارة نافعة."

ثم يأتي التساؤل الخاص بتقاعس، إو انحياز، رجل الشرطة:
- لماذا لم يبادر رجل الشرطة بعمل المحضر في أسرع وقت؟ لماذا أبقى نيفين، هي وزوجها وأمها، حتى الفجر في القسم دون السعي لكتابة المحضر؟
- لماذا حاول أن يكتب محضرا مخالفا لما تريده نيفين؟

للأسف تساولاتنا مع أبو سعدة يمكن أن تجد إجابات، بل أن اعتذاره المكتوب، يحسم الكثير من الأمور، ويترك الكرة في ملعب نيفين كي تسامحة، وفي ملعبه كي يعيد النظر في المعنى الحقيقي للتدين، ولكن تساؤلاتنا مع مركز الشرطة لاتجد إجابات.

- أبو سعدة قد اعتذر، ورجل الشرطة يستوجب المحاسبة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا


المزيد.....




- -مبوظ الدنيا كلها-.. داعية مصري ينتقد -الشيخ غوغل- بسبب فتوى ...
- احتجاج لسيدات برازيليات أمام الكونغرس ضد مشروع قانون يقيّد ح ...
- -المرأة اللطيفة-.. ماذا تخبرنا أصوات تطبيقات الذكاء الاصطناع ...
- ملك المغرب يوجه المجلس العلمي للإفتاء بتعديلات مدونة الأسرة ...
- غضب بعد استبعاد النساء الأفغانيات من محادثات دولية مع طالبان ...
- فرنسا.. إحالة حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين إلى محاكمة جن ...
- المغرب: مطالبات بقانون يضمن الحق باللجوء إلى الإجهاض الآمن! ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في المنزل بالجزائر 2024 وطريقة القب ...
- تحذير أممي من إنعدام الأمن الغذائي للنساء في قطاع غزة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات بين 21 و 28 حزيران/يونيو


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي مهني أمين - دون مزايدة