بيدرو سنشيز رئيس الحكومة الاسبانية وبرنامج بگاسوس الاسرائيلي .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بيدرو ستشيز ونظام بيگاسوس
Pedro Sanchez et Pegasus
أعلنت الحكومة الاسبانية خبر اكتشافها خضوع هاتف رئيس الحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez ، وهاتف وزيرة الدفاع الاسبانية ، للتجسس بواسطة نظام Pegasus الإسرائيلي ..
السؤال . هل الإعلان عن هذا الاكتشاف من قبل الحكومة الاسبانية ، هو مناورة ملعبة من قبل السيد Pedro Sanchez شخصيا ، للتغطية على الفضيحة التي وجد نفسه فيها ، حين اتهمته المعارضة الكطلانية La Catalogne من أحزاب ، ونقابات ، وجمعيات ، وسياسيون انفصاليون ، او مساندين للانفصال ، وبالحجة والدليل .. بالتجسس على هواتفهم بواسطة البرنامج الصهيوني Pegasus ، لإبعاد الشبهة عنه ، وعن الأجهزة الأمنية الاسبانية ، لان عمل التجسس مدان ، ويجرمه القانون الاسباني اذا حصل خارج الضوابط القضائية ، كما انه مدان ومرفوض ، من قبل قوانين الاتحاد الأوربي ..
ام ان تشكي الحكومة الاسبانية من اكتشافها خضوع هاتف رئيسها ، وهاتف وزيرة دفاعها ، للتجسس بواسطة نظام Pegasus ، هو جرم صحيح ، ولا يعتريه الشك من حيث اتى ..
وهنا يصبح السؤال . من له مصلحة في التجسس على هاتف السيد Pedro Sanchez ، والتجسس على هاتف وزيرة دفاع الحكومة الاسبانية ؟ . خاصة وقد اثير في العملية بلد اجنبي دون كشف اسمه ، وحاكم اجنبي دون ذكر اسمه . مع العلم ان التعرية عن البلد ، وعن الحاكم ( الواقف ) وراء عملية التجسس ، قد تتفجر في كل وقت وحين .. وربما ان تردد السيد Pedro Sanchez في الإفصاح عن الواقف وراء عملية التجسس ، مرده الارتباك الذي اصبح فيه ، عندما اقدم على خطوة سابقة لاقت معارضة قوية من قبل الطبقة السياسية الاسبانية ، ومن قبل الشعب الاسباني ..فاصبح وضعه شبيها بوضع Jose Louis Zapatero ، بين المطرقة والسندان ..
ان حصول هذه الجريمة اذا ثبتت ، تذكرنا بخضوع هواتف ساسة ، وزعماء ، ومثقفون فرنسيون … ، وبما فيهم هاتف رئيس الدولة الفرنسية السيد Emanuel Macron ، للتجسس بواسطة برنامج Pegasus ، وتسبب هذا في توثير العلاقات السياسية وليس الدبلوماسية ، بن باريس والرباط ، وهو التوتر الذي لا زال الى الآن ، وعرت عليه طريقة تحرير الرسالة التي بعث بها السلطان المغربي محمد السادس ، مهنئا فوز Emanuel Macron بانتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية ، وهي رسالة اقل ما يقال عنها ، انها رسالة " ناشفة / جافة " ، اقتضتها عملية البروتوكول ، وتفادت لغة الاطناب ، والمدح ، والتذكير بالعلاقات الممتازة بين النظام المغربي ، وبين الرئيس الفرنسي ، والدعوة الى المزيد من تطويرها ..
لقد ركب النظام الجزائري بانتهازية خبيثة ، على هذا التأزم في العلاقات بين الرباط وبين باريس .. ومن دون تأخير ابرق الرئيس الجزائري بدعوة لزيارة الجزائر ، للرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، مباشرة بعد الإعلان عن فوز الرئيس ، الذي صفق له الرئيس عبدالمجيد تبون ، الذي كانت مصالحه ومصالح نظامه ، مهددة فيما لو فازت مرشحة اليمين المتطرف السيدة Marie le Pen ، التي كانت ستطور علاقات فرنسا مع النظام المغربي الى ابعد الحدود .. ففوز الرئيس Macron بانتخابات الرئاسة ، هو فوز لمصالح النظام الجزائري بفرنسا ، على حساب مصالح النظام المغربي الذي فقد بوصلة الاتجاه الصحيح ، بسبب مراهقة الأطفال ..
اذن من له مصلحة في اخضاع هاتف رئيس الوزراء الاسباني السيد Pedro Sanchez ، وهاتف وزيرة الدفاع الاسبانية للتجسس ، بواسطة البرنامج الإسرائيلي Pegasus ؟
وهنا ندعو المسؤولين المغاربة الفطاحل ، المكلفين بالأمن ، وبالشؤون السياسية في المغرب ، وعلى رأسهم صديق ومستشار السلطان محمد السادس فؤاد الهمة ، والمدير العام للبوليس السياسي DGST عبداللطيف الحموشي ، ووزير الداخلية عبدالوافي لفتيت .. ان ينورونا جزاهم الله خيرا ، لمعرفة أسباب تدهور العلاقات مع باريس ، وينورونا بالجهة الواقفة وراء التجسس بواسطة برنامج Pegasus على رئيس الحكومة الاسبانية ، وعلى وزيرة الدفاع الاسبانية .. خاصة وان ما اقدم عليه السيد Pedro Sanchez عندما اعترف بمغربية الصحراء ، حيث أصبحت اسبانية الدولة الاوربية الوحيدة التي اعترفت صراحة بمغربية الصحراء .. كان هبة نزلت من السماء ، ولم يكن بالإمكان الحلم بها في المنام ، فأحرى ان تتجسد في الواقع وعلى الأرض ..
فمن هو البلد الأجنبي ، ومن هو الحاكم الأجنبي الذي يقف وراء اخضاع هاتف رئيس الوزراء الاسباني Pedro Sanchez ، الذي يوجد في وضح حرج بين المطرقة والسندان ، وإخضاع هاتف وزيرة دفاعه الى التجسس بواسطة البرنامج الصهيوني Pegasus ، خاصة وان التجسس دون المرور بالضوابط القضائية ، هو جرم مدان ومعاقب من القانون الاسباني ، ومدان ومعاقب من قبل قوانين الاتحاد الأوربي ... فالأمور في اوربة ، وفي أمريكا ، لا تجري كما يجري به العمل في دولتنا الديمقراطية العريقة ، حيث يراقب البوليس السياسي الهواتف ، والعناوين الالكترونية ، ويمارس الانصات على هواتفهم ، دون صدور امر قضائي يجيز ذلك ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات