أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - عصير طمامة














المزيد.....

عصير طمامة


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


عن قصتي
عصير طماطم
جلس كل مقابل الاخر
هو بوجهه الذي يشبه وجهه مقامر حين ترتسم الخيبة على وجهه بعد خسارة فادحة وربح نزير لا يستحق الذكر
وهي بوجهها الذي يشبه وجه مهرج
مخبئة وجهها الحقيقي بالمساحيق كل ظنها ازالت خطوط العمر المتعرجة
التي تشبه خطوط قطار مهجورة اختفت بين اعشاب برية ولا احد يعرف ان كان يوما هنه خطوط للقطار ام لا
خط يمر عليه قطارات تأتي من مدن بعيدة وتمضي الى مدن بعيدة حتى محطة الاستراحة لم تعد موجودة
والزمن بارع برسم الخطوط لذا يصعب التلاعب برسومه اللعينة تلك
اخذ يرتشف قهوته التي يحبها مرة مثل طعم فمه
وهي ترتشف عصير طماطة التي قرأت يوما عنه بأنه يعيد للوجه نظارته ولكن لا يعيد نظارة القلب اكيد
قال لها
اتعبتني الخسائر فأنا لم اعد املك من حطام هذه الدنيا سوى نفسي الرديئة
وقلبي العامر بالنساء والخيبات نساء تورطن بمحبتي الزائفة لهن احاول بقدر الامكان ملاطفتهن وذلك ردا لجميلهن ولمحبتهن لي
انا ذلك الاخرق لو قارنت نفسي بين الرجال فأنا مجرد رجل لا يصلح سوى للفراش وتصقيل الكلام المزيف الذي به اصطاد اغلب المغفلات اقصد اقوم بحفر الكمين لمن اضعها في بالي
ثم سكت اخذ فنجانه وبدا يرتشف قهوته وهو غارقا بأفكاره العقيمة
وضعت هي قدح العصير جانبا وبدأت تثرثر دون ان يهمها ان كان يصغ اليها ام لا
قالت له كأنها تحدث نفسها
انا عملت فترة من الزمن في مشفى للامراض النفسية
وحفظت كل اسماء مضادات الاكتئاب وتعلمت من خلال عملي وتعاملي مع المرضى
بأننا جميعا مرضى وكل ما هنالك هم انهاروا بلحظة صدق مع انفسهم
ونحن لا زلنا نكافح
ثم بحركة غير مقصودة دفعت عصير الطماطم واندلق على الطاولة وذكرها هذا بالدم الذي اندلق ليلة عرسها على ذلك الشرشف الابيض دون ان تعرف السبب وما دخل هذا بذاك وسقطت حقيبتها المصنوعة من جلد رخيص وتبعثرت اشياءها العزيزة عليها
رسائل قديمة لجندي فقد ساقه في الحرب وقلبه الذي كان حنيناً تحول الى قلباً من حجر الصوان
لن ترد عليها يوم كان بأمس الحاجة الى الرد لا زالت لا تعرف لما محتفظة بها طالما لم ترد عليها .
وصور لامرأة تشبهها
وقلم احمر للشفاه
وصندوق صغير يضم (صوغتتها )التي لا تلبسها ابد
تحملها معها لا كزينة وانما كخزينة وعلبة حبوب لوجع الرأس
و وسام اهداه رجل لها تعبيرا عن حبه لها قبل ان يقدم على الانتحار بيوم
لملمت اشياءها وهي تعتذر بصوت بالكاد يسمع لململت اوجاعها ثم فتحت حافظة نقودها وضعت الحساب على الطاوله
حسابها هي فقط وبضع فكة للنادل السمح
الذي هرع ليزيل الفوضى التي احدثتها بلطف
كانا نادلا لطيفا تعرفه انه طالب يعمل ليلا ويدرس في النهار
قالت في نفسها بعد ان عاد الهدوء اليها قليلا
من يدري هذا النادل السمح
قد يحقق كل ما يصبو اليه
ثم سيجلس يوما ما هنا مثلنا خائبا
يحصو عدد خسائره بمودة مع نظيرا له
وقد يشرب قهوته المرة
مع امرأة تجالسه حائرة من يدري قد تطلب مثلها عصير طمامة حفاظاً على رونق وجهها
ا وستدلقه على نفسها بدلا ان تشربه ثم رن هاتفها
تركت يرن لا تريد ان ترد عليه
ثم اعتذرت من نظيرها بالاسى
ذلك الذي تعرفت عليه صدفة بأحد المحطات
غادرته دون ان تلتفت اليه لوح لها بود شاكرا قدومها
وبقيا هو جالسا يفكر بطريقة الخاسر كيف يعوض خسارته ولو بربعها
وللقصة بقية
2017 - 8 -9
فرجينيا



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابالنا ما دام النفط لنا
- سبع حبات سمسم
- قاطع التذاكر
- يدك الانانية
- حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث
- أياً كان ذلك الذي أحببتهُ
- فزاعة في حقل جدب
- هوم سيك
- سوري بابا سوري ماما
- تصور عدت..
- هذه مدينتي
- لانهُ وفي
- من مذكرات اول فنان على البسيطة
- يوميات مواطن حر
- جئتك 2
- اخرجي ايتها المتقوقعة
- فارس لا يبارح الحلم
- طريق العودة
- زواج فؤادة من عتريس باطل
- لدي إعتراض


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - عصير طمامة