أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - المُقْنِع والمعقول في الرواية














المزيد.....

المُقْنِع والمعقول في الرواية


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 18:10
المحور: الادب والفن
    


في السرد الروائي ، احداث كثيرة متشابكة ومتفرعة ، وثمة حلول تلوح بين طياتها يحتاجها في سياق سرده للوصول الى الخاتمة التي خطط لها دون تهويل مصطنع للأحداث او المبالغة فيها. هذا التواصل في الكتابة ، ربما يُظهر بعض المشاهد الغارقة في الغلو والمغالاة والتضخيم والتي ربما لم ينتبه اليها الكاتب ، او قد تكون موجودة ضمن مخطط الكتابة سلفا ، اي انه يقصدها . فمثلا كتب احد الروائيين يقول بما معناه بأن الطائرة اخذت تترنح في الجو فدبّ الرعب والهلع بين الركاب ،فنهض ( بطل الرواية ) راكضا نحو قُمرة القيادة فوجد الطيار يمسك برأسه متألما . سحبه ليجلس في مكانه ويواصل قيادة الطائرة وسط هتافات الركاب وفرحهم الغامر. وقد تناسى الكاتب بأن ثمة طيار مساعد يجلس الى جنب الطيار قائد الطائرة ، اضافة الى الطيار الآلي وهو ما يفصح عن قصور في بنك معلوماته التي يفترض به ان يلّم بكل المعارف والتفاصيل في رسم مشاهده . ويبدو ان القراء وان كانوا من مختلف الشرائح والطبقات والمستويات ،فسوف لن يقتنعوا مطلقا بهكذا مشهد وان وجد هذا الراكب الخارق ، فهو لا يشكل نسبة تذكر في الواقع المعقول. انها رواية ويجب ان تكون جميع احداثها مقنعة ومقبولة كي لا تقع في خانة الضعف وربما السخرية , فالواقع يقول غير ذلك فعلى كاتب النص التعويل على ما يتقبله العقل لأنه هو المعني اولا واخيرا. كاتب آخر يقول : نزلوا من السيارة وصعدوا الجبل وراحوا ينظرون الى القرية في الاسفل . هل هذا معقول ؟ هل صعود الجبل صار سهلا لهذه الدرجة ؟ نعرف ان تسلق الجبال قد يستغرق ساعات وربما عدة ايام وهو زمن طويل حتما وقد يتعرض لكثير من المفاجآت ربما . ولو ذكر لنا انهم صعدوا التل او المرتفع لأقنعنا . هذه المبالغات تضع الكاتب امام تقييم خطير من قبل القراء الذين هم من يقيّمون العمل الروائي اضافة الى النقاد . و نجد احد الكتاب يكتب حوارا بين احد الزبائن وبين عامل المقهى البسيط ،الذي يتكلم بلسان عالم لغوي جهبذ او عالم نحرير وخبير في اللسانيات او عالم فلك لا مثيل له . نحن لا نقلل من شان هذا العامل ولكن الواقع الروائي يختلف تماما . فحين يضع الحوار على لسانه يجب ان يكون بسيطا كبساطته ومفهوما وبمستوى يعادل عمله المتواضع . انها اخيلة قد تدفع الكاتب الى ارتكاب المبالغات التي لا يمكن معالجتها الا برفعها من السرد والاستمرار به كما مخطط له كي يتقبله القارئ الذي ما عادت بعض المبالغات تمرّ به مرورا عابرا دون ان تستوقفه ويفكر بها ويحللها . اما بطل الرواية الذي يهب لنجدة العائلة في داخل البيت المحترق، فهدا حدث يحتاج الى الاقناع . فالناس تتجمع امام البيت الذي تتعالى منه النيران والعائلة في الداخل لا يُعرف مصيرها ، فينبري احد الواقفين ويتخذ قرارا بالدخول وبعد دقائق ، استطاع اخراجهم فردا فردا وهم اصحاء ولا اي أثر او خدش او حتى سعال او غثيان التي عادة ما يصاب بها الانسان في الحرائق. والاهم ان بطلنا بعد ان يُخرجهم جميعا يدخل هذه المرة لإنقاذ بعض الاشياء الثمينة ثم يطل على المتجمهرين يبتسم ويلوح للناس منتصرا. وقد نسي الكاتب انه قال بان النيران تمنع خروج العائلة المحاصرة لأنها التهمت كل شيء ووصلت الى الباب . هذه مبالغة واضحة وفات الكاتب بان يذكر بان النيران اصابت بطله او افراد العائلة ولو بشيء معقول لزيادة منسوب القبول . ونورد ذلك مع يقيننا بان الكثير من هذه الحالات تمت وحدثت في الواقع واصيب المنقذ بحروق شديدة واختناق . ان الكاتب الصادق بكتاباته وسرده ، هو بالتأكيد من يُرضي الجميع بما يطرحه ، والذي يريد النجاح عليه ان يبتعد عن المشاهد الصعبة التي لا يُحسن التعامل معها الا بتضخيمها وتكبيرها ولا يعلم بان القاريء بالمرصاد له . وفي المقابل ، يوجد من يُحسن التعامل مع اي حدث في الرواية بأريحية ويسر وهو غير مجبر على ايراد العبارات المريبة والمشكوك بها التي باعتقادي تقلل كثيرا من قيمة النص . اننا هنا لسنا في محل تجريد الكاتب من هوس المبالغة والغلو والخيال الجامح في بعض مشاهده ، بقدر ما نقول بأن القارئ صار بإمكانه تمييز الواقعي المعقول المقنع، من الشطط والمغالاة التي اعتقد بانها تقلل من متعة النص واهميته .



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام بين قوة التاثير وحسن التوظيف
- الانتحار في العراق حالة فردية ام ظاهرة ؟
- مزامير المدينة للروائي علي لفته سعيد
- رواية بابل سامي مور 2 لعلاء مشذوب الحدث في دلالته المنتجة
- الصحافة في عامها المفجع
- امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟
- اندريه كروكوف.. حارس السجن الذي أمتع العالم برواياته
- مهارة الرواية اليتيمة
- فرجينيا وولف .. سباق الرواية مع الموت
- مقاربة روائية عراقية
- الشاعر كمال سبتي في ذكراه العاشرة
- صمويل بيكيت في عزلته الروائية
- كتاب الثقافة
- ما يتجنبه القاص في سرده!
- غياب الشاعر .. حضور الشعر
- فرجينيا وولف .. نصف رواية متبقية
- الثقافة بقلب نابض
- ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة
- هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏
- القصة القصيرة جدا وتقرير المصير


المزيد.....




- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
- جيمي كيميل لن يقدم حفل الأوسكار المقبل لهذا السبب
- استقبل الأن.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 batoot Kids على جمي ...
- تنسيق الشعبة الأدبية 2024 مرحلة أولى كلية اقتصاد وعلوم سياسي ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - المُقْنِع والمعقول في الرواية