|
القطار
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 12:12
المحور:
الادب والفن
مسرحية في تسعة مشاهد
القطار
طلال حسن
" 1 "
رصيف المحطة ، يدخل خالد و أمل كل من جهة
خالد : " يتوقف " أمل ! أمل : " تتوقف " .... خالد : " يتقدم منها " أمل . أمل : " تتراجع " .... خالد : " يتوقف " عفواً . أمل : " تتوقف " .... خالد : لم أرك منذ فترة طويلة .. أمل : " تنظر إليه صامتة " .... خالد : وها إني أراك . أمل : لقد كبرتِ .. قليلاً . خالد : " يشد على عكازه " ليس قليلاً . أمل : أنا أيضاً كبرت . خالد : " ينظر إليها صامتاً " .... أمل : لقد أشاختنا هذه الحرب . خالد : " يبتسم بمرارة " .... أمل : رأيتك مرة في التلفزيون . خالد : أخطأني الموت ، فمنحت نوط شجاعة . أمل : " تنظر إليه صامتة " .... خالد : هنا التقينا أول مرة . أمل : " تهز رأسها " .... خالد : نفس المكان ، وربما نفس الزمان أيضاً. أمل : كنت ذاهباً إلى البصرة . خالد : و كنت أنتِ ذاهبة إلى الموصل . أمل : لم أعد أطيق الموصل ، لقد نقلت إلى البصرة . خالد : ها نحن نتبادل الأدوار . أمل : " تنظر إليه صامتة " .... خالد : ما أسرع أن مرت كل تلك السنوات " يبتسم " إنني أراك ، وكأن ذلك كان بالأمس ، تركضين وراء القطار ، مجرجرة حقيبتك الكافتريا ، وتصيحين ...
يتلاشى المنظر بالتدريج ، مع ارتفاع صوت عجلات القطار إظلام
" 2 "
رصيف المحطة ، خالد ، القطار يسير ، تدخل أمل راكضة
أمل : لحظة ، لحظة من فضلك . خالد : " ينظر إليها باسماً " .... أمل : لا فائدة " تتوقف لاهثة " لقد مضى . خالد : " مازحاً " لعله لم يسمعك . أمل : " تنظر إليه " .... خالد : سائق القطار. أمل : يا لحماقتي " تغالب ابتسامة خجلة " كأنه سيوقف القطار لو سمعني . خالد : لا عليك ، هناك قطار آخر ، بعد ساعة . أمل : أعرف " تتنهد لاهثة " سأنتظر " تبكل أزرار بلوزتها " الجو بدأ يبرد . خالد : هذا طبيعي ، نحن في أواخر تشرين . أمل : أنت محق " تجرجر حقيبتها " الشتاء على الأبواب . خالد : يبدو أن حقيبتك ثقيلة " يقترب منها " دعيني أساعدك . أمل : أشكرك " تضع الحقيبة قرب المصطبة " سأضعها هنا . خالد : أنصحك أن تنتبهي . أمل : " ترمقه باسمة " .... خالد : " مازحاً " اللصوص كثيرون في مثل هذا الوقت . أمل : لن ينتفع من حقيبتي سوى لص جائع ، أو لص يهوى السياب . خالد : إذا كان " أنشودة المطر " في حقيبتك ، فلا تستبعدي" أنشودة المطر " أن أتحول إلى لص . أمل : إنه فعلاً " تمد يدها إلى الحقيبة " وهو لك دون أن .. خالد : " يمسك يدها ضاحكاً " ها ها ها .. إنني أمزح معك " يترك يدها محرجاً " عفواً. أمل : " تعتدل صامتة " .... خالد : " مازال محرجاً " إنه ذروة ما كتب .. أمل : " ترمقه صامتة " .... خالد : أنشودة المطر . أمل : أنت ، على ما يبدو ، من الموصل . خالد : كِلانا من الموصل . أمل : لهجة الموصلي واضحة ، مهما حاول إخفاءه. خالد : نحن ماركة مسجلة . يضحكان معاً،ثم يصمتان، ويحــدق أحدهما في الأخر
خالد : أنتِ متجهة إلى الموصل ،وأنا متجه إلى البصرة " يبتسم " مادمنا سنفترق بعد قليل، فلنتعارف . أمل : " تبتسم " إنني خريجة كلية العلوم ، تخرجت هذه السنة . خالد : لم أرك في الجامعة ، مع إنني أكاد أعرف الجميع . أمل : درست في بغداد ، عند خالتي ، وبيتها قريب من المحطة . خالد : وأنا خريج كلية الهندسة ، في الموصل طبعاً، وقد أتعين ضابطاً في الهندسة . أمل : لعل هذا أفضل ، فالحرب قد بدأت . خالد : آمل أن تنتهي هذه الحرب قريباً، إنني أحب الحياة المدنية أمل : أنت متفائل . خالد : حروبنا ، نحن العرب ، لا تدوم عادة لفترة طويلة . أمل : هذه ليست حرب الأيام الستة . خالد : " يحدق فيها " أنت متشائمة . أمل : " تضحك " وجائعة . خالد : يقال أن الشبع يخفف من التشاؤم . أمل : لنجرب . خالد : في الكافتريا طعام لذيذ . أمل : " تفتح حقيبتها "لدي هنا كافتريا . خالد : آه " يبتسم " نسيت هذه الكاقتريا المتنقلة . أمل : " تقدم له لفة " تفضل . خالد : لا ، أشكرك . أمل : كبة موصلية . خالد :إنني متعصب للموصلية " يأخذ اللفة " شكراً. أمل : " تأكل " إنني مثلك متعصبة ، ولهذا أريد أن أعين مدرسة في الموصل . خالد : " يأكل " عمي موظف في مديرية التربية، ويستطيع أن يساعدك . أمل : " تأكل " ليتني أستطع أن أحصل على مدرسة قريبة من المدينة خالد : " يأتي على اللفة " سأعطيك عنوان عمي في مديرية التربية ، اتصلي به ، وسيساعدك . أمل : أكون ممتنة . خالد : " يمسح يديه وفمه بمنديل ورقي " كبة موصلية بحق . أمل : " تمد يدها إلى الحقيبة " لدي الكثير إذا .. خالد :لا ، لا، أشكرك ، شبعت . أمل : بالعافية . خالد : والآن لابد من شاي أمل : " تهم بالاعتذار"..... خالد : قبلتُ دعوتك ، فأقبلي دعوتي . أمل : "تبتسم موافقة ".... خالد : " يحمل حقيبتها " هيا نسرع ، وإلإ هرب مني قطاري ، كما هرب قطارك .
يتجهان إلى الخارج ، وهما يسيران جنبا إلـــى جنب إظلام
" 3 " رصيف المحطة ، أمل تجلس على المصطبة ، يدخل خالد
أمل :" تنهض مبتسمة " أهلاً خالد. خالد : أهلاً بك" يصافحها " أخشى أني تأخرت. أمل : لم تتأخر ، أنا جئت مبكرة. خالد : شكراً لمجيئك ، رغم البرد. أمل : لا عليك ، إنني متعودة على البرد . خالد : هذا حالنا ، نحن الموصليين " يضحك" إننا مطعمون ضد البرد. أمل : أحياناً لا يفيدنا هذا التطعيم كثيراً ، في كانون أو شباط. خالد : " يضحك " أحياناً.
يفتح حقيبته ، ويخرج علبتي عصير ، يقدم لها أحداهما
خالد :تفضلي ، عصير برتقال . أمل : " تأخذها مبتسمة " شكراً . خالد : " يرشف العصير " هذا يغنينا عن الكافتريا . أمل : " ترشف العصير" الجو هنا أفضل . خالد : " يرشف العصير صامتاً " .... أمل : فوجئت اليوم باتصالك بي ، فأنا لم أعطك رقم تلفوني . خالد : أنا أعطيتك عنوان عمي ، ورقم تلفوني ، عندما كنا نشرب الشاي في الكافتريا . أمل : نعم ، رقم تلفونك مازال معي . خالد : انتظرت أن تتصلي بي ، عند مجيئك إلى الموصل ، على الأقل لأخذك إلى عمي ، وأعرفك به . أمل : لم أشأ أن أتعبك ، وقد ذهبت إلى مديرية التربية ، وتعرفت بعمك ، إنه إنسان طيب . خالد : ومن هذا الطيب ، حصلت على رقم تلفونك، أوراقك مازالت عنده . أمل : " تبتسم " آه . خالد : " يرمي علبة العصير الفارغة في سلة النفايات "....... أمل : " تتجه بعلبتها إلى السلة "..... خالد : " يمد يده إلى علبة أمل " إذا سمحتِ . أمل : لا ، شكراً " ترمي علبتها في السلة ".... خالد : " يقدم لها منديلا من الورق " تفضلي. أمل : " تأخذ المنديل " شكراً . خالد : " يمسح يده بالمنديل الورقي " لم يصدر أمر تعيينك ، على ما علمت ، مع أن قوائم كثيرة قد صدرت . أمل : لن أعين في الوقت الحاضر. خالد : قال لي عمي، أن هناك عقبة ، لكني لم أعرف ما هي . أمل : نعم ، هناك عقبة . خالد : مهما يكن ، سأذهب غداً إلى عمي ، و.. أمل : أرجوك ، لا تحرجه . خالد : لا إحراج في الأمر ، عمي موظف مهم، وهو يستطيع أن .. أمل : أخي في السجن . خالد : " يحدق فيها متسائلاً "...... أمل : أعتقل مع عدد من رفاقه ، بعد انهيار الجبهة ، الجبهة الوطنية. خالد : أخوك.. ! أمل : نعم ، ولابد أنك تعرفه ، علاء . خالد : علاء النجار، أخوكِ ! أمل : " تهز رأسها ".... خالد : علاء " يبتسم محرجاً " أعرفه ، نعم ، أعرفه. أمل : إننا لا نعرف أين هو ، ولا نعرف متى يخرج. خالد : سيخرج أخوكِ ، حتماً سيخرج ، فمعظم رفاقه خرجوا. أمل : " بمرارة " نعم خرجوا . خالد : "ينظر إليها صامتاً ".... أمل : " ترتجف " الجو بارد . خالد : لنذهب الى الكافتريا ، الشاي سيدفئك. أمل : لا، أشكرك ، الأفضل أن أذهب " تتجه إلى الخارج" قد أسافر الى الموصل ، بعد أيام ، وأراجع مديرية التربية . خالد : راجعي، راجعي دائماً، لا تدعي اليأس يداخلك. أمل : عمت مساء . خالد : الوقت مازال مبكراً " يلحق بها " سأسير معك حتى باب المحطة .
خالد و أمل يسيران جنبــاً إلى جنــب إظلام
" 4 "
رصيف المحطة ، خالد و أمل يدخــــــلان معاً
أمل : فات الأوان ، نحن في منتصف كانون . خالد : ليكن ، قال عمي .. أمل : لقد مللت . خالد : ستعينين ، اصبري قليلاً . أمل : لا أريد أن أعين .. خالد : هذا حقك ، وستنالينه . أمل : ما أريده هو ..علاء . خالد : علاء سيخرج ، قالوها أكثر من مرة . أمل : منذ أكثر من شهر ، وهم يقولون سيخرج . خالد : سيخرج خلال أيام ، وسترين . أمل : " تلوذ بالصمت ".... خالد : " يمسك يدها " أمل . أمل : " تتوقف " .... خالد : قلتِ لي مراراً ، انتظر ، وأنا ما أزال أنتظر . أمل : خالد.. خالد : أريد الحقيقة . أمل : أنت ضابط في الجيش . خالد : لم يصدر أمر تعييني بعد . أمل : خالد . خالد : قولي نعم ، قوليها فقط ، وأبقى جندياً. أمل : ستدفع إلى الصفوف الأمامية . خالد : هذا لا يهمني . أمل : لكنه يهمني . خالد : أمل . أمل : أريدك ضابطاً . خالد : وأنا أريدكِ . أمل : فرصتك للحياة ستكون أكبر " بصوت مختنق " ثم إن أمك.. خالد : لاتتحججي بأمي. أمل : إنها مثلي ، تريدك ضابطاً. خالد : " يترك يدها " قولي إنك لا تريدينني ، قوليها ، قوليها صراحة . أمل : " تتراجع دامعة العينين " أريدك ، أريدك يا خالد ، أريدك حياً. خالد : " ينظر إليها بمرارة " .... أمل : " تتراجع مغالبة دموعها " ....
أمل تخرج مسرعة، خالد يبقى وحده
إظلام
" 5 "
رصيف المحطة ، خالد يتمشى وحده قلقاًً
خالد : تأخرت " ينظر إلى ساعته " القطار سيتحرك بعد قليل ، يبدو أنها لن تأتي " يتوقف " ها هي " يلوح لها " أمل . أمل : " تدخل مسرعة " عفواً ، تأخرت " تصافحه " كيف حالك ؟ خالد : بخير ، أشكرك ، القطار يوشك أن ... " ينظر إليها " لم تأتي بحقيبتك . أمل : سافر أنت" تسحب يدها من يده " سافر،يا خالد " تتوقف " لن أسافر بعد .. إلى الموصل . خالد : أمل . أمل : جئت أ .. أودعك . خالد : كلمتك بالتلفون ، وظننتُ أني أقنعتك . أمل : أرجوك ، إنني متعبة ، لا أريد أن أعين هذا العام . خالد : لقد اتصل بي عمي ، وأخبرني أن أمر تعيينك جاهز . أمل : لا أستطيع . خالد : ما الأمر ؟ علاء ، وخرج من السجن . أمل : خرج محطماً . خالد : لا عليك ، الأيام كفيلة بعلاجه . أمل : والأنكى أنهم استدعوه للخدمة العسكرية. خالد : " يحدق فيها محبطاً " .... أمل : أنت لم تره ، لقد .. " يرتفع صوت صافرة القطار " قطارك يتحرك . خالد : لست مستعجلاً ، إجازتي طويلة ، أستطيع أن أبقى . أمل : لا ، لا يا خالد . خالد : سأبقى ، ونسافر غداً . أمل : قطارك يسير ، أسرع . خالد : " يتراجع باتجاه القطار " انظري إليّ. أمل : " تنظر إليه صامتة " .... خالد : ما زلتُ جندياً . أمل : " تهز رأسها مغالبة دموعها " ....
خالد يخرج مسرعاً ، أمل تمسح دموعها إظلام
" 6 "
رصيف المحطة ، أمل تقف في منطقة شحيحة الضوء
خالد : " يدخل في ملابس ضابط ، ويقف متلفتاً "... أمل : خالد . خالد : " يلتفت إليها "..... أمل : " ترفع يدها " خالد . خالد : أمل ! تفضلي هنا . أمل : " تتلفت " لا ، هنا أفضل . خالد : " يبتسم بمرارة " أنا لا أخاف أن يراني أحد معك ِ. أمل : أنا أخاف . خالد : " يقترب منها " .... أمل : " تتأمله " الملابس جميلة عليك . خالد : مازلت أفضل ملابس الجندي . أمل : خالد .. خالد : تبدين متعبة . أمل : دعك مني . خالد : أخشى أن مدرستك بعيدة . أمل : لو كنت أريد مدرسة أخرى ، لذهبت إلى عمك مباشرة . خالد : أنت محقة ، عمي يحترمكِ جداً. أمل : الأمر خطير يا خالد . خالد : علاء ؟ أمل : لم يستطع أن يقاتل . خالد : "يحدق فيها صامتا ً"..... أمل : إنه معتقل في الموصل " بصوت باك " وأنت تعرف أن هناك من يتربص به . خالد : ليس به فقط . أمل : عفواً لأني أزجك .. خالد : لا عليكِ ، سأجده ، وأتصل بكِ في أقرب فرصة . أمل : غداً أعود إلى الموصل ،لقد انتهت إجازتي . خالد : اتصلي إذن بي بعد غد . أمل : أشكرك . خالد : تحياتي إلى أمك . أمل : إنها تسأل عنك دائماً . خالد : شكراً ، فلتطمئن . أمل : " تتلفت " عليّ أن أذهب . خالد : "ينظر إليها صامتاً " ....... أمل : " تمد يدها لمصافحته "....... خالد : "يمسك يدها " .... أمل : خالد . خالد : دعيني أوصلك حتى الباب . أمل : لا ، قطارك يوشك أن يتحرك " تسحب يدها بهدوء " مع السلامة . خالد : " ينظر إليها صامتا ً"... أمل : " تتراجع مترددة " ...
أمل تخرج ،خـــــــالد وحده ، صافرة القطار
إظلام
" 7 "
رصيف المحطة ، خالد يمشي على عكازه ، ملابسه مدنية
خالد : " يتوقف وينظر إلى ساعته " لن تأتي، القطار يوشك أن يتحرك " يتلفت حوله " لابد أنها تأخرت في العودة إلى البيت " قترة صمت " لم أستطع أن أخبر أمها بأني جرحت ، وإني أحلت على التقاعد و.. "يرتفع صوت صافرة القطار "هاهو القطار يتحرك " ينظر صوب الباب " لا فائدة "يسرع متوكئاً على عكازه " فلأسرع وإلا فاتني القطار .
خالد يخرج ،صوت تحرك القطار ،أمل تدخل مسرعة أمل : " لاهثة " لم أصل في الوقت المناسب ،يا للحظ السيىء، ما الذي جعلني أخرج من البيت هذا اليوم ؟
إظلام
" 8 "
رصيف المحطة، خالد يتمشى مرتدياً ملابس الجيش الشعبي خالد : تأخرت أمل " ينظر إلى ساعته " أهي صدفة أن أنتظر دائماً، والقطار يوشك أن يتحرك ؟ " يتوقف " هاهي قادمة " يرفع يده " أمل . أمل : " تدخل مسرعة " خالد ، عفواً، لقد .. " تتوقف متفاجئة " لم تقل لي أنك .. خالد : إنني مدني الآن . أمل : أنت ضابط متقاعد . خالد : كل من تقاعد معي من الضباط ، لسبب أو لأخر ، يمكن أن يخدم فترة في الجيش الشعبي . أمل : " ترمق عكازه " لكنك.. خالد : لقد راعوا عكازي ، فجعلوني ضابطاً في التوجيه السياسي . أمل : " محبطة " آه . خالد : " متضايقاً " هذه ضريبة ، وأنتِ تعرفين من يقف وراءها ، ووراء غيرها " فترة صمت " لندع هذا الأمر . أمل : "تطرق صامتة " .... خالد : أمل .. أمل : ليخرج علاء أولاً . خالد : إنني أعاني من ضغوط كثيرة ، ويكفيني هذا الأصفر الحاقد . أمل : هناك إعدامات كثيرة . خالد : علاء له ظروفه ، ومن يدري ، فقد يصدر قريباً عفو عن الهاربين . أمل : المعارك تشتد ، وكلما اشتدت المعارك ، تزداد الإعدامات . خالد : اطمئني ، لا خوف على علاء . أمل : لن أطمئن حتى يخرج . خالد : " بنبرة متعبة يائسة " سيخرج ، سيخرج حتماً" يرتفع صوت صافرة القطار " آه . أمل : القطار يسير . خالد : كل شيء حولي يسير ، عدا حياتي . أمل : خالد . خالد : " يشد على عكازه صامتاً " .... أمل : لننتظر ، لننتظر قليلا ً. خالد :" يسير متوكئاً على عكازه نحو القطار".... أمل : " تسير في أثره " كل شيء سينتهي إلى خير ، وحياتنا ستسير ، يا خالد ، ستسير. خالد وأمل يخرجان ، صوت القطار يتحرك
إظلام
" 9 "
منظر المشهد الأول ، خالد وأمل يجلسان على المصطبة أمل : خالد . خالد : " متوجساً" نعم . أمل : لم تتصل بنا مطلقاً ، بعد إعدامه . خالد : " يطرق صامتاً " ....... أمل : أيمكن أن .." تهز رأسها " لا ، لا ، لا. خالد : "ينظر إليها" ...... أمل : أخبرني أحدهم شيئاً ..لم أستطع أن أصدقه .. خالد : " يهب واقفاً " ........ أمل : أحقاً ما أخبرني به . خالد : " يبتعد متضايقاً "....... أمل : " تقترب منه " أصدقني . خالد : الأمر الآن سيان . أمل : ليس بالنسبة لي ، خالد.. خالد : " يهز رأسه " .... أمل : يا ويلي ، شاركت إذن . خالد : "ينظر إليها صامتاً "...... أمل : هذا أمر ..لم أرد تصديقه . خالد : " يمد يده إليها " أمل . أمل : " تتراجع " لا ، لا تلمسني . خالد : لقد استدعيتُ للتنفيذ في اللحظة الأخيرة ،ولم يكن بإمكاني أن أرفض " فترة صمت " أنا أعرف من يقف وراء استدعائي . أمل : هل عرف أنك بينهم ؟ خالد : لا . أمل : "تنظر إليه " .... خالد : كانوا معصوبي الأعين . أمل : " تجهش بالبكاء " .... خالد : " متردداً " أمل . أمل : " تتراجع مغالبة دموعها " .... خالد : أمل . أمل : " تخرج باكية " ....
صافرة القطار ، خالد يخرج، صوت عجلات القطار، إظلام ستار
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل من زمن الحصار
-
قصص قصيرة جدا
-
ثورة الإله كنكو
-
لقاء مع الشاعرة العراقية بشرى البستاني
-
آخر أيام اور
-
الثعلب وأنثى التمساح
المزيد.....
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
-
أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
-
-أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
-
ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟
...
-
دور غير متوقع للموسيقى في نمو الجنين!
-
الممثلة السعودية ميلا الزهراني بمسلسل -فضة- في رمضان
-
منظمة -الرواية اليهودية الجديدة- تندد بشكل لا لبس فيه خطة تر
...
-
أفراد يحتجون.. إطلالة على علم النفس الاجتماعي للاحتجاج
-
الشرطة تناشد الشهود لتزويدها بأفلام وصور إطلاق النار في المد
...
-
المشهور الغامض.. وفاة الفنان المصري صالح العويل
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|