أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين شاموق - دومير - 3/4















المزيد.....

دومير - 3/4


علاء الدين شاموق

الحوار المتمدن-العدد: 495 - 2003 / 5 / 22 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


 

 

وصلت الأخبار إلى لوماه أن قصة سيده مع جمانفيل قد عمت طباق الأرض، وأنه من المستحسن له ألا يخرج من المنزل لعدة أيام حتى تنجلي الغمة، لأنه لو صح ما حدث فإن معنى هذا زوال السلطة غير المباشرة الممنوحة له من جمانفيل، ولهذا الزوال عواقب لا تحمد، فالأحقاد عليه كثيرة، وربما يتأذى بسبب غياب القانون.

 

ضرب هورين بقبضة يده على الطاولة التي أمامه وهو يكاد يتميز من الغيظ، كان حانقاً أشد الحنق، بعد أن علم بالإشاعة المنتشرة في قرية نيبا حول ملكية دومير لأرض سوماتو، لم يكن خائفاً على أرض سوماتو بقدر ما كان خائفاً من ما بعد ذلك من تبعات، كان يعلم أن مثل هذه الإشاعات تسري كالنار في الهشيم وتتحول بسبب الجهل الضارب بأطنابه على هؤلاء الفلاحين إلى عقيدة راسخة في غضون أيام، لم يكن يدري ما الذي يتوجب عليه فعله قبل أن تتفاقم المشكلة وتكبر، كان يدور في أنحاء المنزل ويداه خلف ظهره وهو يدور ويدور كأنما يفكر في أمر جلل، ولكنه كان في الحقيقة لا يفكر في شيء مطلقاً.

 

في هذا الوقت كانت مدام دوماري أمام باب المدرسة وهي تراقب العمال يعملون بنشاط في تركيب اللوحة الجديدة للمدرسة، كانت اللوحة مكتوبة بخط جميل ولا مقارنة بينها وبين اللوحة القديمة للمدرسة، لكن الفارق الوحيد بين اللوحتين أن اللوحة الجديدة قد أضيفت لها كلمة واحدة هي "الجديدة" بحيث يصبح اسمها الجديد "مدرسة الحقيقة الجديدة"، كانت مدام دوماري سعيدة بهذه اللوحة الجميلة والاسم الجديد، حيث أنها قبل أن تعين في قرية نيبا كانت تشكو من الاسم القديم للمدرسة وتظن أنه لا يكفي للتعبير عن رسالة المدرسة السامية، وكان أحد شروطها للعمل بهذه المدرسة هو تغيير الاسم القديم. دخلت مدام دوماري إلى مكتبها الكائن في نهاية ممر المدرسة وأخذت تحرر خطاب شكر للسيد جمانفيل الذي تبرع باللوحة للمدرسة من حسابه الخاص.

 

خرجت بيزي القطة الصغيرة من منزلها فرحة منطلقة الأسارير تحيي الجميع بمواء دافئ تعود الجميع عليه منها، وسارت باتجاه الرابية حيث يسكن موزيك لتجده قد خرج من قفصه صوب النهر، نادت عليه من بعيد بصوتها الخفيض فكان يلتفت خلفه ولا يراها بسبب بعد المسافة بينهما، وكانت هي تركض حتى اقتربت منه فالتفت ليجدها صغيرته بيزي، حياها مبتسماً فسألته عن وجهته فأخبرها بأنه ذاهب ليستحم كعادته في حوض الساقية، صمتت لحظة ثم بدأت تسرد له وهما سائران في الطريق أحداث اليوم السابق كما يرويها أصحاب منزلها عن سوت، توقف موزيك وعيناه تشعان ببريق غريب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وهو سارح بخياله بعيداً حتى أنه نسي حوض الساقية حين مرا بجواره، صمتت بيزي وواصلت السير مع موزيك.

 

عاد الأطفال بعد الظهيرة من مدارسهم، وجلسوا بجوار ماريا يحكون لها مغامراتهم طوال اليوم، وهي تضحك أيما ضحك عليهم وعلى المواقف التي يضعون أنفسهم فيها، كانت مشغولة بإبرة في يدها تحيك بها طاقية من الصوف لكيلا حينما قال جوري : هل تعلمين يا أمي أن سوماتو ذلك المزارع الذي يعمل لدى أبي والذي كنا نظنه شخصاً طيباً، كان لصاً في يوم من الأيام ؟ ردت ماريا وهي مشغولة بحياكة الطاقية : وكيف عرفت هذا يا جوري ؟ رد جوري : يقال أن هذه الأرض التي يعمل بها هي ملك لدومير وأنه سرقها منه ذات يوم، سقطت الإبرة من يد ماريا وهي تقول في اضطراب : كيف ... ومن أين أتيت بهذه المعلومة ؟ فقال جوري : من السيد لايرو .. فقالت ماريا : أليس السيد لايرو هو معلم مادة الجغرافيا، فأومأ الثلاثة برأسهم إيجاباً وهم ينظرون نحو ماريا التي أطرقت في نفس اللحظة برأسها صوب الأرض.

 

عاد سوماتو بعد يوم مرهق من العمل إلى بيته متأخراً في ذلك اليوم صاعداً درجات الحجر درجة فأخرى صوب المنزل، سمع أصواتاً غريبة داخل المنزل ظنها في البدء أصوات لصوص جاءوا ليسرقوا ما بداخل منزله ولكنه تذكر أنه لا يملك شيئاً ذا بال بالمنزل ليسرق، استدار سوماتو خلف المنزل ووقف على أطراف أصابعه تحت النافذة الخلفية لينظر ما يحدث في الداخل.

 

نظر سوماتو إلى فراشه وإذا بكلب ضخم لونه يميل إلى السواد يتقلب في فراشه ويهذي بكلمات غريبة غير مفهومة بتاتاًَ، وعلى الطاولة غير بعيد كان هناك أربعة كلاب آخرين يلعبون الدومينو ويتضاحكون بأصوات عالية، لمح وهو في أشد الذهول فوق المدفأة لوحة كبيرة لدومير وهو يلبس ملابس فخمة جعلته شبيهاً إلى حد كبير بسيده جمانفيل، بحث سوماتو عن دومير داخل المنزل ولكنه لم يجد أثراً له.

 

ظن أنه أخطأ العنوان ولكنه تأكد بعد قليل من صحته، جن جنون سوماتو فتوجه صوب الباب حاملاً معه عصا كبيرة وبرفسة قوية من قدمه كسر الباب ليستيقظ الكلب الكبير الذي كان ينام على سريره مذعوراً، بدأ سوماتو الهجوم ولكنه كلما هجم على كلب قفز الآخر عليه، ضرب بعصاه أول كلب واجهه ثم اتجه إلى الثاني الذي هرب منه بينما هجم الكلبان الآخران عليه من الخلف وبينما هو يحاول الاستدارة هجم الكلب الأسود عليه مباشرة، صار سوماتو في موقف لا يحسد عليه فدرس الموقف في عقله ووجد أن الانسحاب هو الحل الأسلم لهذه الورطة.

 

قبل ذلك بقليل استيقظ موزيك على أصوات الضجة ولمح جانباً من العراك داخل المنزل فأحس بخطورة الوضع ليسرع جارياً حيناً وطائراً أحياناً أخرى صوب منزل سوت الذي ما أن رأى موزيك حتى علم أن هناك خطراً يتهدد صاحبه سوماتو فحمل منجله واتجه نحو النهر ليطرق باب جارهم ذلك السمين المدعو "جانينر" ليهب بدوره من النوم ويحمل رفشاً كبيراً هو ما استطاع أن يتحصل عليه في ظلام ذلك الليل. انطلق الجميع، وهم صامتين من هول المفاجأة، لنجدة سوماتو الذي وجدوه في هذه اللحظة يهم بالانسحاب، ما أن وصلوا حتى عاد النشاط إلى سوماتو من جديد، حين رأى قومه مقبلين، وبدأ الهجوم على الكلاب الخمسة. في هذه اللحظة التي بدأ فيها الهجوم سمعوا صوت الباب يفتح فالتفت الجميع إلى باب الكوخ ليجدوا عنده جمانفيل الحاكم المنتخب لشعب نيبا العظيم.

 

صمت الجميع لحظات ليبادرهم جمانفيل بالهجوم على سوماتو متهماً إياه بالتهجم على منازل الغير، فقال سوماتو أن هذا المنزل هو له بشهادة الجميع، أطرق جمانفيل وكأنه يفكر للحظات ثم قال لسوماتو : حسناً إذا كنت تقول أن هذا منزلك يمكننا عقد اجتماع غداً لمجلس القرية فأحضر كل ما تملك من وثائق لإثبات ذلك، دار رأس سوماتو للحظات ثم بسذاجة سأل جمانفيل : وأين سأنام الليلة ؟ فرد سوت مبادراً بسذاجة تضاهي سذاجة سوماتو : لا تخف فبيتي واسع يكفينا جميعاً إنشاء الله ستبيت لدي الليلة، أحس سوماتو بفرح عميق وامتنان لصديقه سوت فحضنه والجميع ينظرون إليهم ما عدى جمانفيل الذي كان ينظر إلى الكلب الأسود في ركن المنزل ويبتسم ابتسامة صفراء بادله الكلب مثلها لتتلاشى بعدها الابتسامات سريعاً حين التفت سوماتو وسوت إلى جمانفيل الذي ودع الجميع في تلك اللحظة مغادراً إلى قصره البعيد.

 

قال السيد لايرو موجهاً سؤاله للطلبة : ما هو اسم الأرض التي يحدها من الغرب الساقية ومن الشرق أرض المزارع سوت ؟ صمت جميع الطلاب للحظات ثم رفع طالب نجيب يده يريد الإجابة، "تفضل يا مورين" أجاب مورين : إنها أرض المزارع سوماتو، تغير لون وجهه لايرو وانفعل صارخاً في وجه مورين : خطأ تخصم عليك عشر درجات من أعمال السنة لأنك شخص مهمل لا تذاكر أبداً دروسك، أجاب مورين : ولكن هذه الإجابة هي في الكتاب وأذكر أنني قرأتها منه، اتجه لايرو بخطوات واثقة نحو درج مكتبه ووجد به كتابين متطابقين أشد التطابق، أحدهما قديم والآخر جديد، ألقى بالقديم في قاع الدرج ورفع الجديد بيده عالياً، ثم أعطاه مورين قائلاً له اقرأ بدءً من الصفحة الثامنة والأربعين، بدأ مورين القراءة ..

 

"هورين يملك ضيعة في قرية نيبا، ودومير كلب جمانفيل يملك أرضاً في ضيعة هورين، هذه الضيعة تمتد شرقاً من منتصف أرض سوت مزارع التبغ حتى نهر القرية في الغرب، ويتبع لهذه الأرض منزل مبني على رابية عالية تطل على معظم الأرض وساقية ترفع الماء من عمق النهر إلى قلب أرض دومير" انتهى.

 

استيقظ بيسان الكلب الأسود وقائد عصابة الكلاب التي تحتل منزل سوماتو، وجد طعام الإفطار جاهزاً على طاولة الطعام، نهض من فراشه بيسان واتجه نحو الطاولة ليجتمع شمل بقية الكلاب الأربعة حوله، قال لهم : قبل الأكل لنصلي لله شكراً على نعمه، هز الجميع رؤوسهم إيجابا، فبدأ بيسان الصلاة : "نصلي لك وحدك يا إلهنا، تباركت في الأرض وفي السماء، وتقدس اسمك، نشكرك على عودة طعامنا لنا، وطرد عدونا من أرضنا وأرضك أرض دومير، امنحنا القوة والثبات لنملأ الأرض بأكاذيبنا، وننثر السموم في حقول جيراننا، وثبت أقدامنا لنواجه بظلمنا عدل عدونا وعدوك البغيض، آمين"، رددت الكلاب بعده بكل خشوع : آمين.

 

اقتربت جولي من فراش القش الذي أعدته ليلة البارحة على عجل لضيفهم سوماتو فوجدت الفراش خاوياً، نظرت في أرجاء الغرفة الصغيرة، لم يكن هناك من أثر لسوماتو العجوز، كان سوماتو في الخارج حين نظرت جولي من النافذة لتراه مع أخيها سوت يتناقشان حول أحداث الليلة الماضية، كانا قريبين من النافذة بحيث كان في استطاعة جولي سماع أطراف الحديث. قال سوماتو لسوت : من أين لي ما يثبت ملكيتي للأرض ؟ فرد عليه سوت : كلنا نشهد على ذلك، "ولكنك تعلم أن جمانفيل قد ألغى قانون الشهادة السنة الماضية" رد عليه سوماتو، فقال سوت : سنحاول جهدنا اليوم في مجلس القرية. سأل سوماتو سؤالاً : ماذا عن أرض المزرعة ؟ قال سوت : دعنا نذهب لنراها.

 

أرسل جمانفيل رسولاً لابنته ماريا يطلب منها الحضور لقصره فوراً، فردت ماريا على الرسول بالموافقة ودخلت المنزل لتعد نفسها للخروج، كانت العربة التي حضر بها الرسول هي عربة جمانفيل الخاصة، ركبت ماريا العربة التي انطلقت في نشاط تقطع الوهاد والتلال صوب القصر. دلفت ماريا إلى باحة القصر لتجد زوجها هورين قد سبقها إلى القصر، وحضر جمانفيل الذي دعا الجميع للجلوس حول المائدة ..

 

جمانفيل : هورين، يبدو أنك تعلم سر استدعائي لك الليلة.

هورين : أعلم تمام العلم، ولست موافقاً على بند مما تقول.

ابتسم جمانفيل وواصل قائلاً : لماذا أنت حاد المزاج هكذا يا صهري العزيز ؟

رد هوين : لأنك صهر خائن لا أمان لك ولا ذمة.

جمانفيل : أنت لا تفهم يا هورين، إنها الضرورة.

تدخلت ماريا : حرام عليك ما فعلته يا أبي بسوماتو، هذا ظلم والله عليه شهيد.

جمانفيل : حتى أنت يا ماريا تقفين مع زوجك ضدي ؟

ماريا : بل أقف مع الحق يا أبي.

جمانفيل : لا يهم، ما دعوتكم الليلة لأخذ رأيكم، إنما أود أن أخبركم بأن أهل القرية سيجتمعون الليلة للتشاور في موضوع سوماتو. أرجوا منكم الوقوف في صف دومير أو على الأقل التزام الحياد.

هورين : الحياد ؟ إن سوماتو على حق وسنقف معه.

جمانفيل : حسناً لا بأس يمكنك التصرف كما تشاء.

 

نادى جمانفيل على الخادم ليحضر قليلاً من الشراب لضيوفه، فأحضر الخادم أفضل ما بالقصر من شراب، صب الخادم لهورين قليلاً من الشراب، وصب بعده من زجاجة أخرى لماريا، ثم من زجاجة ثالثة صب لجمانفيل.

 

وصل سوماتو وسوت إلى الأرض، فوجدوا جميع الأشجار التي بها مجرفة من أصولها، حتى نوار القطن الأبيض صار هشيماً تذروه الرياح، لم يصدق سوت ما رأت عيناه حين أتى إليهم أحد المزارعين من داخل المزرعة يستفسر عن سر زيارتهم فسأله سوت : ما الذي يحدث ؟ رد المزارع : إننا عمال جدد جلبنا سيدي بيسان لزراعة هذه الأرض، قال سوت : ومن أين أتيتم ؟ رد المزارع : لا أدري عن البقية أما أنا فمن قرية روميا المجاورة. صمت سوت وهو يبحلق بذهول في الأرض التي غدت غير الأرض، أما سوماتو فقد توسد الأرض وراح يذرف الدمع في نحيب طويل.

 

في المساء، اجتمع سكان القرية زرافات ووحداناً داخل مبنى مجلس القرية، واتخذ الجميع مقاعدهم حتى لم يبقى سوى مقعدين فارغين هما مقعد سوماتو ومقعد هورين، حضر بيسان بعد قليل وتعالت شهقات النساء وبحلقت العيون صوب بيسان الذي مشى بخطوات واثقة على أقدامه الأربعة نحو مقعده، كان كل مقعد مكتوب عليه اسم صاحبه. جميع أهل القرية كانوا يذكرون أن هذا المقعد الذي يتوجه نحوه بيسان هو مقعد سوماتو، ولكنهم حين رفعوا أبصارهم عن بيسان نحو المقعد وجدوه مكتوباً عليه بخط جميل "دومير". فرك الجميع عيونهم ليتأكدوا من الكلمة المكتوبة، ولكنها كانت حقيقية لا تدع مجالاً للشك في أنهم واهمون.

 

نهض نيبال من مقعده الضيق الذي لا يتناسب أبداً مع حجمه الضخم، وصاح برئيس المجلس : يا سيدي الرئيس أين مقعد سوماتو ؟ رد عليه رئيس مجلس القرية : سوماتو .... سوماتو ... سوماتو .. لا أذكر أني سمعت بهذا الاسم من قبل. فقال نيبال : بل هو صاحب المقعد الذي يجلس عليه هذا الكلب الأسود وهو الشخص الذي جئنا لنناقش قضية أرضه، فقال رئيس المجلس : أظنك تقصد المزارع سوماتو، إننا هنا الليلة لنناقش موضوع دومير وليس ذلك المزارع فالموضوع لا يخص بيسان ولا سوماتو بل هو موضوع دومير، صاح نيبال حانقاً : وأين دومير ؟ لم لا يأتي بنفسه ؟ قال رئيس المجلس : أرجو من الجميع التزام الهدوء. بدأت الجلسة بخطبة طويلة لجمانفيل، عدد في نهايتها مآثر سوماتو وحسن خدمته للقرية وأنه كان خير فلاحي الأرض، استمر جمانفيل بتعديد محاسنه حتى ظن الجميع أن سوماتو قد مات، فيما كان سوماتو بالخارج في هذه اللحظات ممنوعاً من الدخول للمجلس حيث أمره الحراس بالعودة من حيث أتى، لأنه لا يملك الحق في دخول اجتماع مجلس القرية دون أن يكون له عضوية بالمجلس. واصل جمانفيل خطبته العصماء حتى وصل لآخر سطر قال فيه : "إن هذه القضية لا يبت فيها سوى هورين، فهو مالك الأرض الحقيقي وله الحق في منحها لمن يشاء"، صفق الجميع كثيراً، حتى جانينر صديق سوماتو نفسه صفق مع الآخرين وهو يردد بينه وبين نفسه : كم ظلمنا جمانفيل.

 

بينما كان الجميع في اجتماع المجلس، كانت ماريا تغير الكمادات طوال الليل لزوجها المريض هورين الذي أصابته حمى غريبة بدأت تسري في جسده كله لتشعله ناراً. كان قلب ماريا يعتصر حزناً على زوجها الذي بدأ يهذي بكلمات غير مفهومة من أثر الحمى، وتساقطت دموع ماريا حزناً على هورين الذي بدأ يغيب رويدا رويداً عن الوعي.

 

سوماتو لم ينم تلك الليلة بتاتاً، حاول الدخول إلى أرضه متسللاً ولكن حراس الأرض كانوا له بالمرصاد، حيث أوسعوه ضرباً وحملوه إلى طرف الأرض ملقين به خارجها، لم يفق سوماتو إلا على حر الشمس يلسع بقسوة جلده المتجعد، سار سوماتو بوهن شديد متكئاً على كل ما يراه في طريقه نحو منزل سوت، وبينما هو في الطريق مرت به مدام "دوماري" التي حيته كما تذكر، ولكنه يتذكر جيداً أنها مرت بجواره ووضعت منديلها على فمها تكتم ضحكة وصل جزء منها إلى أذن سوماتو.

 



#علاء_الدين_شاموق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دومير - 2/4
- دومير
- مدائن الشعر
- نافذة القلب المكسورة
- عبادة الفرد ... متى تنتهي ؟
- مريم
- غرانيكا .. اسقاطات مجتمع يمارس عادة الهذيان
- أيصبح شعري صريع الهوى
- وهَكَذَا ... مَاتَ الخَرْيِفُ فِيْ حَدَقَاتِ الوْطَنْ
- يا بغدادُ (بون جورٌ) أقول لكِ
- الغربة وصك العبودية
- شوق الشوق للأشواق


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين شاموق - دومير - 3/4