فاضل متين
الحوار المتمدن-العدد: 7229 - 2022 / 4 / 25 - 23:57
المحور:
الادب والفن
ترتبط أحلامنا أحلام الحرية بالصعود والتحليق عامودياً أو عروجياً جهة السماء، فإننا حينما نحلم أو نفكر أو نشعر بالانتعاش والسعادة والحرية، فجل ما نخطط له هو التحليق والتحليق بعيداً عن القيود الأرضية، وكأن هذه البقعة الترابية التي ترتخي عليها أقدامنا هي سجنٌ لراحتنا وحريتنا وسعادتنا، لذا حينما نحلم بالتحرر فإن خيالنا يأخذ مجراً عامودياً، صعودياً.
من جهة أخرى فإن المطر الذي يمثل رمز الخلاص من الجفاف، ومحرر الأرض من قيود القفر والفقر، وإذا أخذتنا حماسة الخيال وقمنا بأنسنته، فإنه سيأخذ شخصية البطل/ المخلّص الذي يملك من القوة والحرية ليعتق الأقنان والعبيد من ربقة المتجبرين. لكن المطر في الواقع هو أيضاً أسير السحب، وحينما يتحرر ويتسرّح من خطاطيف السماء يجد نفسه في وضعية السقوط الحر سواء بمشيئته أو بمشيئة الطبيعة، وهذا السقوط هو بمثابة الحرية له، وهنا مجرى خياله يشبه مجرى خيالنا، خيالٌ عامودي لكن بجهة مقلوبة، هبوطي.
إن كانت حريتنا معلقة في السماء، وحرية المطر ههنا رازحة على الأرض، فهذا يعني أن كلانا يظن أن حريته في الضفة الأخرى المواجعة لضفته، وكلانا يتعذب في مكانه ويجد راحته في موطن الآخر.
ألا يعني هذا أن الحرية والسعادة والراحة مجرد أوهام نختلقها لنخفف عن أنفسنا حدة وجودنا، وأن كلانا محكوم بالوهم !!!!؟؟
إذا كان الوهم دواءً لخلق التوازن ومنفساً لكلانا لتحمل حموضة وجودنا فلا بأس بأن نحلم بالتوازي بتبادل الاماكن بحثاً عن الحرية.
#فاضل_متين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟