أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - النضوج عشر سنوات في كل عام!














المزيد.....


النضوج عشر سنوات في كل عام!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 19:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سألني صديق: هل يمكنك تلخيص تجارب حياتك في فكرة واحدة وقد بلغتَ من العُمر ثلاثة أرباع القرن؟
قلت له: فكرة تموت فور الجهر بها؛ لا أظنها تصدر عني، ولكن فكرة تحتفظ بها مع روحِك فلا ريب في أنها مختصر عُمري كله!
ثم أردفت: ضاعِف تجارب حياتك بإزاحة كل الخطوط الحمراء التي تعرقل مسيرتك الإنسانية؛ فكلما تكثفت الممنوعات والمحظورات، تراجعتْ إنسانيتك وزادت القيود في معصميك و.. عقلك.
أكثف الخطوط الحمراء هي تلك التي يضعها على عقلك المتحدثون الكاذبون باسم السماء؛ فكلها تقريبا تهديد، ووعيد تعقبها وعود بمكافآت أخروية، كلما مرَّ زمن أضاف إليها أو حذف منها بحيث يصبح القفص الذي يضمّك أضيق من القفص الصدري الذي تضمه!
تعلــّــتُ أن حريتي واستقلاليتي وشجاعتي وسعادتي في ركل القيود التي يضعها المتلاعبون باسم السماء، والترهيبيون باسم السلطة السياسية.
لو عاد بي الزمن إلى الوراء لمسحت كل الخطوط الحمراء، ووضعت بدلا منها خطوطا خضراء قد تميل إلى الأحمر البسيط بفضل تعاليم دينية مقبولة وأخرى وطنية تحترم قوانين العدالة.
كلما زادت الخطوط الحمراء، اقترب منك زمنُ عبوديتك حتى تصبح أنت وكلب السلطة توأمين، وتتحول مع العبودية المقدسة إلى طاعة أوهموك أنها تُرضي السماءَ فإذا هي ملتصقة بالأرض.
قابلت في حياتي الطويلة أسيادًا من القصر أو من المنبر يجــُــرّون شعوبا لا تعرف قيمة السعادة في الحرية، ويستعذبون المذلة وتطربهم المهانة.
ابدأ يومَك بمسح خط أحمر، والذي قد يكون رجلا أو داعية أو صديقا يسيطر عليك أو قوة غاشمة داخل يونيفورم عسكري أو شُرطي أو صاحب سطوة مالية أو كاتبا أو إعلاميا أو مُربيا فاشلا في جعلك تحب الحياة.
شكك في كل ما حولك حتى لو لم تنبذه أو تطرده أو تصارعه؛ لكن الشك والارتياب وعدُ التصديق للوهلة الأولى يفتح لك الطريق إلى أول أنفاس الكرامة والحرية والإنسانية، وبغير ذلك ستتكاثر عليك القيود المجتمعية، وتـــُـتــْعسك القيود الداخلية فتظنها إيمانا أو طاعة واجبة أو احتراما لبلاهة الوهم المقدس.
ضع علامة استفهام أمام كل جملة تقرأها، أو تسمعها ولو كانت في أحشاء أي كتاب مقدس، وعلامة الاستفهام تختلف عن الإنكار، بل إن الاستفهام بداية الطريق للإيمان المطلق النظيف والطاهر والعقلاني.
عندما تُفرج شفتيك، وتفتح فاك، وتبدي دهشتك من أفكار غيرك فأنت قد تدخل المصيدة من حيث لا تدري، فلم يُخلـــَـق على وجه الأرض من التراب أو من الطين الإنسان المعبود ولو كان داخل مئة قصر أو ألف معبد.
اصفع الكبير بينك وبين نفسك، وامسح قداسة كل تواريخ العالم، ولا ترفع أحدا فوق رأسك؛ حينئذ قد تكتشف أنك أكبر وأشرف وأسمى وأعظم من معبودك الأرضي.
قُم بينك وبين نفسك بتكذيب كل الحكايات الماضوية والسلطوية، ولا مانع أن تعيد رسمها في تقدير واحترام جديدين عن قناعة يقينية.
هل جربت السعادة المطلقة؟
إن لم تكن قد فعلت من قبل؛ فعليك أن تمسح كما تفعل مَسّاحة التلميذ ما كتبه بالقلم الرصاص، وقُل لنفسك عن مُعلمك: لعله مخطيء!
كل الطغاة في أركان الأرض الأربعة يعتمدون على صمتك المرتعش للخطوط الحمراء، ويفعل مثلهم الكاذبون باسم السماء على الأرض.
أنا مؤمن ولي عشاق من المخلوقين من طين وتراب الأرض، لكنني أحطــّـم عشاقي كما يفعل الطفل مع ما يصنعه على شاطيء البحر، أو يركل لعبتــَـه إذا غضب منها.
هذا هو ملخص تجاربي الحياتية في ثلاثة أرباع القرن!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 ابريل 2022



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!
- السلفي فضيحة!
- هل تجوز التهنئة؟
- من أقوال طائر الشمال
- لماذا تعتبر المرأة المسلمة نفسها حيوانا؟
- لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!
- العدالة لروح جوليو رجيني!
- لا تُصدّقوهم إذا قالوا: الله أكبر!
- من قال بأنَّ أمَه ماتت فقد كذبَ!
- الحُكم بالسجن على رجل شجاع!
- دراكيولا يبني مُجَمّعًا للسجون؛ ويُغنّي له!
- لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟
- لماذا لا تُقنع مُضيفيك بالإسلام؟
- لماذا المؤمنُ يحتقر الملحدَ؟
- تكبير.. أحرق اللهُ رسامَ الكاريكاتير!
- ماذا أفعل في حيرة قلمي؟


المزيد.....




- خطط ترامب في غزة: أنباء عن كون المغرب من المناطق المرشحة لنق ...
- مخطّط ترامب في غزة: ليبيا تعلن رفض سياسات التهجير والتغيير ا ...
- مصراتة
- ردا على مخطّط ترامب: الجزائر ترفض بشكل قاطع تهجير وإفراغ قطا ...
- تونس: عائلات مفقودين في عمليات هجرة غير نظامية تحتج أمام الس ...
- تونس: اعتصام ثان لقيادات في اتحاد الشغل والأزمة تتفاقم
- النائب الجمهوري جو ويلسون: -الرئيس التونسي قيس سعيد ديكتاتور ...
- 3 سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا: هل بوتين مستعد لل ...
- أحكام سجن مشدّدة في تونس: محاكمة نزيهة أم -محاكمة سياسية ظال ...
- صورة متداولة لشبان جذابون ووسيمون: هل هؤلاء هم أعضاء فريق شر ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - النضوج عشر سنوات في كل عام!