سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:15
المحور:
الادب والفن
نهاري نهارُ الناسِ حتى إذا دجا بيَ الليلُ هَـبّتْ تنهبُ السـَّـهْبَ مَــنْـهَــباً
عواصفُ شــتّــى : الثلجُ والنارُ ؛ بينما أُحِــسُّ هفيفاً من جناحِ فراشـــةٍ
على هُــدُبي . ما أضيقَ الكونَ ! إنني أُسَــرِّحُ طَــرْفي في المـيــاهِ فلا أرى
ســوى صورةٍ بُــنِّــيّــةٍ . أهـيَ صــورتي أَم الأصلُ؟ هل كان الصباحُ
حـقيقةً ؟ وأين نهارُ الناسِ ؟ في مَـطْــلعِ الفجرِ عندما نظـرتُ من الشُــبّـاكِ
أبصرتُ ، بغــتةً ، غزالاً . وأوراقُ الخريفِ وثِــيرةٌ على الأرضِ . والعشبُ النديُّ
يَـرِفُّ في مرايا رهيفاتٍ . وكَــتّـمْتُ ، مُـصـغِـياً إلى الكونِ ، أَنفاســي .
الغزالُ كأنه غزالُ التماثيلِ . الشُّــجَــيراتُ مَـرْسَــمٌ . وما أفصحتْ عـنـه
العصافيرُ منطقٌ لــغيرِ العصــافيرِ . الحيــاةُ – كعهدِها – تريدُ حـــياةً ؛
أينَ مِــنّــا مياهُـها العمــيقةُ ، والجُــرْفُ الذي ليس دانياً ، ولو حُلُـماً ؟
يا لَـــلــغزال !
لندن 13/11/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟