سعاد خيري بنت ألعمارة

سعدي ألسعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 03:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

بنت ألعمارة ١٩٢٩ ٢٠٢٢

ألتفت جميع حضور ألفلم ألعراقي (صمت ألراعي)* في(ستوكهولم) عندما أبتدأت أمرأة في أفتتاح مداخلتها عن ألفلم بصوت قاطع وبفخر….أنا بنت ألعمارة…كانت تلك (سعاد خيري)** ألتي واصلت حديثها الذي تضمن دفاعها ألمعهود عن قضايا ألمرأة واليسار ،هذا ألدور ألذي طالما لعبته لأجيال عديدة والذي دفعت من أجل ذلك سنوات عديدة من عمرها في سجون ألعهد ألملكي وفي مواجهة أساليب ألبعث ألخسيسة في ألتعذيب ألنفسي والجسدي أثر أعتقالها عام ١٩٧٩۔
٧٥عاما لم تكف فيها سعاد خيري ودائما في ألجبهات ألأمامية عن ألكفاح من أجل مبادى ألأشتراكية وقضايا ألمرأة بكل أشكال ألنضال ألسلمي. فأي ريح دفعت بهذه ألشابة ألعبرية ألجميلة لأختيار هذا ألطريق ألصعب والشاق والقاسي وهي تمتلك كل ألخيارات ألسهلة والمريحة في نهاية ألأربعينات من ألقرن ألماضي.
ولدت لعائلة عراقية عند بيت كبير على نهر دجلة في لواء ألعمارة وانتقلت مع أهلها ألى بغداد لتواصل دراستها حيث بدأت دراستها في ألطب ألا أنها غيرت دراستها لاحقا ألي معهد ألمعلمين ألعالي, لتبدأ من هناك رحلتها ألشاقة في ألحياة والنضال حيث أنتمت للحزب ألشيوعي ألعراقي في أشد ألظروف قسوة بعد أعتقال قادة ألحزب ألشيوعي(فهد ورفاقه) ولعبت دوراً مهماً في تشكيل ألتنظيم ألنسائي في ألحزب ألشيوعي حيث قادت (سعاد خيري) خط ألنساء والذي ضم معها (نزيهة الدليمي) و(خانم زهدي) و(بشرى) و(فاطمة) و(بيرتا)***وكان لأمها (انيسة) وخالها(شاؤول) تاثيرا مهماً على ميلها لليسار ٠
انغمرت (سعاد خيري) في مهامها ألثورية وهي بالكاد في ألعشرين من عمرها وكان محور نشاطها ألحزبي يهدف لألغاء حكم ألأعدام بحق (فهد) ورفاقه ومحاولة تجديد (وثبة كانون ١٩٤٨)حتى أعتقالها وشقيقتها (حبيبة ) وشقيقها (فؤاد) ضمن حملة واسعة قادتها أجهزة أمن ألنظام ألملكي عام ١٩٤٩وحكم عليها بالسجن ألمؤبد بعد موقف مشرف لها في مواجهة أمن ألنظام للملكي حتى ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ حيث أطلق سراحها٠
قاومت (سعاد خيري) أثناء سجنها كل ألمحاولات لأبعادها عن وطنها ومحاولات تسفيرها حتى أضطرت لتغيير هويتها ألدينية لكي لايتم ترحيلها قسرا عن بلدها٠
واصلت (سعاد خيري) كفاحها في ألعهد ألجمهوري ثم أقترنت برفيق كفاحها (زكي خيري) أحد أعمدة ألشيوعية ألعراقية وحتى أعتقالها عام ١٩٧٩ضمن حملة نظام صدام لتصفية ألحزب ألشيوعي وعانت من ألتعذيب ألجسدي والنفسي وبعد أطلاق سىراحها أستطاعت ألهروب سرا ألي سوريا٠
ساهمت سعاد في ألمؤتمر ألرابع للحزب ألشيوعي ألعراقي مع زوجها (زكي خيري) والذي جرى في ظلال ألحرب ألعراقية ألأيرانية وكان (زكي خيري) و(سعاد خيري) يدعوان ألى موقف أشكالي بتجميد ألعمل ألمسلح (قوات ألأنصار/ ألبيشمركة ) بسبب ألحرب ألعراقية ألأيرانية ولم يكن لهذه ألوجهة تأييد مهم في أوساط ألمؤتمر وفي أوساط ألحزب عموما مما أدى ألى عدم تجديد عضوية (زكي خيري) في عضوية أللجنة ألمركزية للحزب ألشيوعي رغم مكانته كونه أحد ألآباء ألمؤسسين في ألشيوعية ألعراقية۔
لكن هذا لم يكن ألثمن ألوحيد ألذي دفعه زكي وسعاد لشجاعتهم في طرح رؤياهم /رغم أشكاليتها/ عن ألحرب ألعراقية ألأيرانية وكيفية تعامل ألحزب ألشيوعي معها أذ كان عليهم أن يدفعوا ضريبة آخرى فقد كانت سوريا ألتي أقام فيها سعاد وزكي قد أتخذت موقفا في صف أيران أثناء ألحرب ألعراقية ألأيرانية ولم تهضم أن يدافع زكي خيري عن مواقفه بوضوح وصراحة ناهيك عن تأثيره على ألشيوعيين ألسوريين فوصل لاحقا من نصحهم بمغادرة سوريا وهذا ماحدث ۔
عانى بعدها سعاد وزكي بموارد شحيحة حتى لجوؤهما للسويد ۔وبعد وفاة (زكي خيري) آواخر ألتسعينات من ألقرن ألماضي واصلت (سعاد خيري) نشاطها ألسياسي والتنظيمي وكان لها موقفا معارضا من أنظمام سكرتير ألحزب ألشيوعي لمحلس ألحكم في عهد (بريمر) كما كان لها موقف من ألعملية ألسياسية ودور ألحزب ألشيوعي ألعراقي فيها۔

(شعلة) صانعة أكاليل ألورد۔۔۔۔
تفارقنا أليوم (سعاد خيري)ألتي وصلت بغداد من ألعمارة لتبدأ رحلتها كثورية شيوعية بالاسم ألحزبي (شعلة) ولتنظم عشرات ألنساء ألبغداديات وتحكم بالسجن ألمؤبد وهي في ألعشرين وتقود أضرابا للسجينات ألسياسيات ضد أدارة ألسجن ألتي حاولت أجبار ألسجينات ألسياسيات على غسل ملابس ألسجناء فنجح أضراب سعاد ورفيقاتها في ألحيلولة دون ذلك۔۔
(سعاد خيري) ألتي أدانها ألنظام ألملكي لأنها كانت من يصنع أكاليل ألورد مع رفيقاتها حبيبة مشعل ودوريس وديزي لتوضع ألأكاليل عند قبور شهداء وثبة كانون 1948 في باب ألمعظم۔
أكاليل من ألورد لأيقونة ألشيوعية ألعراقية (سعاد خيري)

هوامش:
*فلم( صمت ألراعي) فلم عراقي من أخراج رعد مشتت
**سعاد خيري هو أسمها بعد ألأقتران برفيق حياتها زكي خيري واسمها قبل ذلك هو (سعيدة مشعل)
*** عن موسوعة مديرية التحقيقات الجنائية في المملكة العراقية، ١٩٤٩

مصادر ألمنشور موسوعة ألتحقيقات ألجنائية من ألعهد ألملكي عن ألحزب ألشيوعي ألعراقي ولقاء شخصي مع (سعاد خيري) ومتابعات۔

#سعدي_ألسعداوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات