أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية














المزيد.....

على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفي العراقيون امتعاضهم من التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية على المستوى الفردي والجماعي على يد حفنة متسلطة لا لها رصيد شعبي وسياسي، تتحكم بمقدراتهم ومستقبل بلدهم بتوجيه وضغط ايراني ـ ودولي.. فهم يشعرون بمرارة عندما يجري ذكر الطوائف والقوميات بالاسم إلا القومية العربية صاحبة أهم حضارة في التأريخ الانساني، يتم تجاهلها وعدم ذكرها في مسار الحديث أو الخطاب السياسي. كما يغيضهم اعتبار ميليشيات الاحزاب المسلحة بما فيها " البشمركة الكردية " قوات عسكرية نظامية لا يسمح بحلها وتجريدها من سلاحها بما فيه الثقيل الذي استولت او حصلت عليه من اطراف محلية ودول خارجية، في الوقت الذي فقدت الدولة هيبتها وضعفت قدراتها العسكرية والامنية واخترقت الاحزاب الطائفية والميليشياوية مؤسساتها ومنها الجيش العراقي.. ناهيك عن حصول المناطق الكردية في كردستان العراق على الامتيازات الخاصة وتدفق الاموال، فيما تفتقر مناطق الوسط والجنوب لابسط مقومات الحياة اليومية من ماء وكهرباء وغذاء ودواء واعمار، بالاضافة للخراب والخوف والمداهمات اليومية.. يتسائلون لماذا لا يعامل العراقيون بمختلف مجتمعاتهم ومذاهبهم المتنوعة سواسية وعلى قدم المساواة. بيد ان مافيات السياسة والاحزاب الطائفية بما فيها الاحزاب الكردية المتنفذة، البارتي والاتحاد، لم تكف عن التمييز بين افراد المجتمع، بطريقة قسرية وأحيانأ عنصرية مبنية على اساس مصالح جيوديموغرافية. تغلب، مصالح مناطق العراق الشمالية "كردستان العراق" على مصالح بقية المحافظات العراقية، فجعل سلوك الاحزاب مثالاً سيئاً يثير السخرية داخل المجتمع العراقي، واسقط عنها المصداقية الوطنية والسياسية والاخلاقية.

أن هموم العراقيين كثيرة وتساؤلاتهم مشروعة، ولكن ينبغي أن لا يكون الكتمان وعدم المصارحة ومواجهة التساؤلات، الشكل السافر، لتجنب حل كل ما هو عالق في المحيط العراقي بكل خصائصه ومؤثراته وانفعالاته في أهم مرحلة من مراحل تأريخه. وأن لا يغلب العنصر الطائفي أو القومي والسياسي الذي تتاصل فيه نزعة الاحتكار والهيمنة من اجل المكاسب الخاصة على مبدأ الشعور بالمسؤولية. وأن لا يتأطر البحث عن الحقوق قبل الواجبات، فينتقل الصراع من مواجهة الارهاب والعبثية ومظاهر عدم الاستقرار، إلى صراع سياسي بين فصيل عراقي ضد فصيل آخر، يكون المتضرر الأول دون سواه، الشعب والوطن.. ولكن كما يبدو ان المتصارعين "الشيعة والسنة والكرد" على السلطة ومؤسسات الدولة منذ الانتخابات الاخيرة، لم يتنجوا لغاية الآن سوى "التضليل والمماطلة والخداع" للاستمرار تحت طائلة هذه الوسائط بالسيطرة على الحكم. واضح من اتفاق "السقيفة" بين الصدر والمالكي "التحالف الثلاثي" و "الاطار التنسيقي"، الذي جرى مؤخرا، للمضي جنباً الى جنب لتشكيل حكومة "توافقية" طائفية، عهدناها من بعد كل انتخابات ومنذ 2006. فلا حكومة "أغلبية وطنية" ولا ضمان لتعهدات الصدر المبنية على افكار آنية قد تكون كما جرت العادة محتملة المصداقية، وقد تنذر "بالفشل" وعودة حليمة لعادتها القديمة كما توقعنا ذلك. انها كارثة وطنية أبعادها خطيرة ولا لاحد مصلحة فيها. عليه اذن "الصدر"، طالما أننا نتعامل مع مشروع سياسي وليس مشروع ثقافي، عدم البحث في الاخلاقيات عند خطوط تماس مصطنعة، وأن يعمل على تأكيد شرعيته الوطنية أولاً، واستقلاليته عن نفوذ الهيمنة الخارجية والضغوط الحزبية والطائفية ثانياً.. وعلى القوى الوطنية الداعية للتغيير والاصلاح السياسي الشامل، ان كانت صادقة، بعد كل هذه الانتكاسات والالاعيب السياسية المتلاحقة، على مدى تسعة عشر عاما لا مصلحة للشعب فيها. الدعوة وفقا للدستور ومباديء القانون الدولي "تعبئة المجتمع"، الى اجراء استفتاء شعبي للمصادقة على أعضاء مجلس النواب والحكومة من عدمه، على اعتبار ان "الشعب مصدر السلطات" لقطع الشك باليقين من أن السلطتين "التشريعية والتنفيذية" موضع ثقة المجتمع العراقي ويعملان دون توجيهات أجنبية لمصلحته، بدل التعويل الزائف عليهما لبسط العدل والبناء والسلام.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة الرصيف الغزاة من هيأ لنهب العراق وشعبه!
- الصراعات الطائفية وأزمة الانتخابات الرئاسية؟
- مع الذكرى التاسعة عشر لغزو العراق .. هل يستطيع الشباب ان ينه ...
- على حافة الرصيف 15
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...
- أوجه التشابه والإختلاف في روايتي هيرمان هيسه وجميل الساعدي
- التضليل الإعلامي في السلم والحرب
- مهرجان برلين السينمائي -برليناله 72- الدولي 2022 ثقافة سينما ...
- نسخة جديدة من الفيلم الموسيقي الكلاسيكي -قصة الجانب الغربي-
- كيف خطط بوش وبلير للحرب في العراق
- تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظر ...
- ماساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول ...
- الاستراتيحية الايرانية في العراق بعد الانتخابات
- التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية .
- أحلام العراقيين تراوح داخل حلقة الصراع الأكثر شهرة
- متى تنتهي ماساة العراق والعراقيين وتتوقف احزاب السلطة عن اطم ...
- بعد خامس انتخابات برلمانية أسس لها الاحتلال... العراق إلى أي ...
- دراما تعاطي المخدرات في العراق.. والمستفيدة، هي ايران!


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية