أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - مسودة قابلة للتغيير حينما عدت من شارع الموت قبل ثلاثين سنة














المزيد.....

مسودة قابلة للتغيير حينما عدت من شارع الموت قبل ثلاثين سنة


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7225 - 2022 / 4 / 21 - 03:14
المحور: الادب والفن
    


هل تذكرين؟
حينما عدت في ذلك النهار الجهنمي
قادماً من تلك الاجواء التي اخبرتكِ عنها فيما بعد حينما كنتِ تصففين شعركِ بزيت معطر..
كلما ادق باباً يخرج ساكنوه ويطردوني ،
ماخطب هذه الابواب؟
ابواب العراق الخائفة
وانا القادم من شوارع الموت
بل هو شارع للموت
وكلنا نعرفه
يتوزع على جانبيه الحديد واللحم..
وانتِ حينما كنتِ معي..
فيما بعد...
تصففين شعركِ بذلك الزيت المعطر الذي اخبرتكِ عنه...
هل تذكرين؟...
سماء مليئة بالغربان شبعت من اللحم المتناثر بسخاء..
كل الطرق محفوفة بالدماء،
والاشلاء
وانا بلا ذاكرة
وحتى تلك الابواب المصنوعة من حديد بلا روح،
وبلا ذاكرة
بيوت حائرة بين الصور
صورة من يحكي بلا يقين
وصورة اخرى بلا مستقبل
تذكرين حينما أخبرتكِ وانتِ تصففين شعركِ بذلك الزيت المعطر ؟
ان كل الصور والشعارات زائفة
وانه لا يقين في العراق
حتى الانسان صار بلا صورة
هل تذكرين؟
كنتُ مع ضياء نشرب ذلك السم الابيض في ركن البستان...
حينما مررتي بعبائتكِ الجميلة...
وكنتُ في الغدِ على موعد مع الموت...
الموت المعبّد ببيانات التعبئة الهرمية والمقولات الجاهزة وخطابات بلا يقين
الموت الذي يأتينا نحن العراقيين بلا سبب..
كنت اريد ان اخطف منكِ قبلة تبعد عني الخوف الذي أعتصر قلبي حينما حل الغروب،
الخوف من الغد
كل شئ يتقزم في وطني
وكل الابواب تتشابه...
وكل الوجوه تحمل في سيماها سخام الذل والنفط المحترق ومواقد الخشب المقطوع من الاشجار القريية...
هل تعرفين ماذا حل بضياء؟
اتذكرين؟
كيف كنت اريد ان اختبئ في عبائتكِ السوداء..
وهذا الصمت الغرابي الذي يصرخ في كل الازقة الخربة...
كأن كل الاسماء مقابر
هل تعرفين ماذا حل بذلك البستان الذي شهد أول قبلة سرقتها منكِ وانتِ تنظرين الى اعالى الشجرة بعد ان خدعتكِ...
كان الهواء مليئ باكاذيب الانسان
وتلك الرصاصة التي اخطأتني
كانت تكذب
يقال ان الرصاصة تحمل في داخلها اسم من ستستقر في جسده
وهذه الرصاصة العقيمة
كانت بلا اسم
حينما يأتي بسام ويقول لي صباح الخير وبعد خمس دقائق أجده بلا لسان
لأن انسان ما قرر ان لا يقول انسان اخر صباح الخير مرة اخرى
هل عرفتي بشاعة هذا العالم وسرياليته
‏حينما ألتقي بكِ في مدينتي البشعة سأختار الركوب في حافلة كبيرة وأدفع عُمري بدل النقود حتى لا ينتهي المشوار معكِ،

اخبريني...
ماذا حل بضياء؟



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادب بين كبر السن وكبر النص
- مشهد
- طفولة ليست بريئة
- محنة الاديب العراقي
- في الوادي
- شامات
- عباس فاضل...هل من يتذكره
- شئ عن الكويت
- في محطة قطار البصرة
- من سنوات القهر
- صناديق الحكايات قراءة في رواية ( نور خضر خان) للروائي والقاص ...
- صناديق الحكايات قراءة في رواية ( نور خضر خان) للروائي والقاص ...
- حينما يتيه السرد قراءة في رواية مدينة الصور للؤي حمزة عباس
- شئ عن اللغة/ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
- لماذا علينا أن نقرأ لعزيز الشعباني؟ قراءة غير متكاملة في الم ...
- ليست رواية بل مسودة رواية
- المحجر لمحمد خضير / كتاب قصصي بلا قصص
- قراءة في رواية ( اوتو ) لخلدون السراي
- الشعر النهودي
- كائنات البن ل بلقيس خالد انحسار السرد أمام طغيان الشعر


المزيد.....




- المترجم سامر كروم: لماذا ينبض الأدب الروسي بحب العرب؟
- العمود الثامن: زعيم الثقافة
- التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال ك ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- فلة الجزائرية: تزوجت كويتيا ثريا أهداني طائرة خاصة ومهري لحن ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- مصر.. جدل بسبب اللغة الثانية وقرار وزير التعليم أمام القضاء ...
- -معرض الكتاب- في الرباط يتذكر -السي بن عيسى- رمزا ومثالا يحت ...
- إسرائيل زيف الرواية: الجيش يحقق مع نفسه
- بعد وفاة الراحل سليمان عيد .. فيلم فار ب 7 تراوح يتصدر أعلى ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - مسودة قابلة للتغيير حينما عدت من شارع الموت قبل ثلاثين سنة