أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - رحلة حزن














المزيد.....

رحلة حزن


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


عندما تمددت على السرير ، وغرست الممرضة المختصة إبرة السيروم في يدها ، أحست بأن رحلتها مع الحزن والألم قد بدأت ، وفجأة تداعت الذكريات عليها من كل صوب ، تحاصرها وتحمل إليها نفحات من الماضي البعيد والقريب.
قبل أسبوع أخبرها الطبيب المعالج بأنها مصابة بالمرض الخبيث ، كانت صدمتها قوية ، فهي لم تكن تتصور أن ذلك الألم البسيط الذي كانت تحسه تحت إبطها ، كان ندير شؤم ، وبشير حزن ، إلا عندما سلمت نفسها للأطباء يجرون عليها الفحص تلو الأخر ، ثم يلحون ليها في إجراء تحاليل مخبرية ، وصورا مقطعية بجهازي السكانيروالرنين المغناطسي ..وأخيرا تطوع الطبيب المكلف ، بإلقاء الخبر الصادم في وجهها ، بكت بحرقة والتياع ، حاول الطبيب التخفيف عنها ، بجملة بدت لها جاهزة وفيها تكلف : " الطب تقدم وعلاجك ممكن فلا داعي للبكاء "
اليوم بدأت رحلة العلاج الكيميائي ..كانت الغرفة التي تحتضنها غارقة في البياض ، سرميك الأرض أبيض، وكذاك الستائر والملاءات، الكثيرون يعتبرون اللون الأبيض لونا للحب والسلام والأمن والأمان ، أما هي فتراه لونا للاستسلام !!الاستسلام لبراثن الداء الخبيث..
لقد سرق الزمن من عمرها أكثر من أربعة عقود ، مرت كالحلم ، ولم تنتبه إلى هذا الحال إلا في هذه المرحلة العصيبة من حياتها.
يإإلهي ..يا رب الأرض والسماء ، يا خالق الإنس والجن ..قد أكون ضللت الطريق ..قد أكون تهت بين دروب الحياة الملتويّة ، ونسيت نفسي في غمرة لذاذات الدّنيا ، ومغرياتها ، لكنني كنت دوما طيبة ، أحبّ الناس جميع ، وأعطف على الفقراء والمحتاجين" .
الأيام كتبتْ عليها أن تظل سيدة نفسها ، فهي لم تدخل دنيا ، ولم يكتب لها أن تسعد ببيت وأسرة.
" كان سعيد شابا مقبول الشكل ، ولطيف المعشر ، وكان فارس الأحلام المنتظر الذي سأكمل معه المشوار ، لولا تلك النقطة السوداء التي قلبت حياتي رأسا على عقب"
عندما تقدم سعيد لخطبتها زغردت أمها فرحا ، ولم تسع الدنيا والدها من السعادة ، أما باقي الأسرة فباركوا هذه الخطوة ..وحدها كانت تعرف بأن خطبتها لسعيد مستحيلة.
"علاقتي بحمزة كانت هي النقطة السوداء في حياتي ..خدعني بكلامه المعسول والمنمق ، واستغل علاقة الزمالة في الشغل ليوقعني في شباكه ، أحببته بجنون ، رغم علمي المسبق بأنه متزوج وله أبناء ..منحته كل شيء وعشت أسيرة وعوده العرقوبية"
صارحت سعيد بواقع الحال ، وطلبت صفحه ، فتجاوب مع طلبها ، وفسخ الخطوبة دون إعلان السبب، واستمرت علاقتها بحمزة دون هدف أو غاية تُذكر ، حتى وقع المحظور ، ووصل الخبر إلى زوجة حمزة فعملت على ضبطهما، فكانت فضيحة مدوية ، جعلتها تعيش حالة اِكتئاب لم تخرج منها إلا بعد سنوات.
"الآن أنا وحيدة أعيش لحظات عسيرة من حياتي ،بعد أن فقدت ذلك الحافز الذي كان يشدني إلى غريزة حب الحياة ،..لم تعد لي رغبة في شيء ..أصبح كل همي تصريف ما تبقى من عمري المشحون بلحظات الصمت دون محن
كانت حصة العلاج الكيميائي قد انتهت ، أقبل عليها الطبيب المعالج باسما ثم قال :
-كل شيء على ما يرام ..نلتقي بعد عشرين يوما لإكمال العلاج ..عليك بالراحة الكاملة ، خلال هذا الأسبوع ، تجنبي كل ما يمكن أن يتسبب لك في القلق .
قاطعته مبتسمة:
-سأصبح صلعاء
رد الطبيب بصوت مشجع:
-الصحة أولا ، وغدا سيعود شعرك إلى وضعه الطبيعي

محمد محضار دجنبر 2010



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة شرود
- لحظة تأمل
- المتشردة
- حكايات الطفولة
- قناديل الحلم
- سدّ االرمق
- تحت المطر
- صالح
- زمن الإشراق ..زمني
- سيد زمانه
- لحن حزين على أوتار مستعارة
- عريس الألم
- لعبة الحياة
- هذه حياتي
- ملاذ الشهداء
- لعنة الليل
- رحلة الفرح الأبيض
- زمن الفرح
- خريبكة المدينة الحلم
- وجود الشيّءو احتراقه !


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - رحلة حزن