أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حرب اليمن المنسية















المزيد.....

حرب اليمن المنسية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جلب اهتمامي اهتمام وقلق وكالات الانباء الغربية وبعضها عربية عن حال المدنيين في الحرب الدائرة في أكرانيا منذ 40 يوما. وحسب والوكالات العالمية فان عدد الضحايا المدنيين لحد الان يتراوح 1,400 مدني. وطالما وانا من العراق , ذلك البلد الذي ابتلى ابناءه بالقتل على يد حكوماته , المحتل, والجماعات الإرهابية , فانا وجميع العراقيون يعرفون حجم الكارثة التي تقع على رؤوس ذوي الضحايا , ولهذا السبب فان العراقي يتعاطف مع ذوي ضحايا السياسة سواء كان الضحية من اليابان او المكسيك , في اكرانيا او مالي , او في فلسطين او لبنان. الكل عباد الله , ويجب ان لا يموت عبدا من عباد الله على يد عبدا اخر , لان هذا العبد انما يسرق وظيفة الله الذي هو يحي ويميت.
منذ صباي وانا ارقاب الاحداث السياسية في بلدي العراق , العالم العربي , والعالم. وقد جرت الكثير من الحروب طيلة الستين عام الماضية سواء في الشرق الأوسط او خارجه سقط فيها الملايين من القتلى والجرحى , ولكن الاعلام العالمي لا يتحدث عنها واذا تحدث عنها فهو من باب ذر الرماد. منذ صغري والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قائمة على قدم وساق , ولكن لم اسمع ان أحد من الدول الاوربية قد ادان الانتهاكات وتعاطف مع ذوي الشهداء او أرسل المساعدات الإنسانية لهم. على العكس , الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا اعتبر كل عمل عسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي إرهابا يستحق فاعله الموت ولبيته الخراب.
هذا ينطبق على ما يجرى في اليمن. لقد انتهت سبعة سنوات حرب بالتمام والاكمال في اليمن وسقط فيها الالاف من الأبرياء الا ان هذه الحرب لم يكترث بها اعلام دولة عربية او إسلامية , او دولة من الدول الاوربية التي تلطم الخدود على ضحايا الحرب في اكرانيا. انها حرب منسية , نجح الاعلام المتواطئ حجب حقائقها امام الاحرار من البشر.
لقد اندهشت جدا وانا اقراء أحد المقالات السياسية عن حجم الدمار الذي أصاب اليمن من جراء الحرب. كاتب المقال السيد عبد الله هاشم الذارحي لخص نتائج الحرب خلال السبعة سنوات كالاتي:
1. اجمالي الشهداء والجرحى بلغت 46,262 بينهم 17,734 شهيد و28,528 جريح.
2. عدد الشهداء من الأطفال 2,017 والجرحى 4,586.
3. عدد الشهداء من الرجال هو 11,283 والجرحى 21,032.
4. اعداد الشهداء من النساء 2434 شهيدة والجرحى 2,910.
5. استهداف 15 مطارا و16 ميناء و340 محطة ومولد كهرباء.
6. استهداف 609 شبكة ومحطة اتصال و2,799 خزانا ومحطة مياه و2,091 منشاة حكومية و6,743 طريقا وجسرا.
7. استهداف 404 مصف و348 ناقلة وقود و11,901 منشاة تجارية.
8. استهداف 433 مزرعة دجاج ومواش و9,770 وسائل نقل و482 قاب صيد.
9. استهداف 999 مخزن أغذية و416 محطة وقود و696 سوقا و965 شاحنة غذاء.
10. استهداف 590,069 منزلا و182 منشاة جامعية و1,612 مسجدا و375 منشاة سياحية و410 مستشفى ومرفقا صحيا.
11. استهداف 1,214 مدرسة ومرفقا تعليميا و9,721 حقلا زراعيا و139 منشاة رياضية , 2,573 موقعا أثريا و60 منشاة إعلامية.
كل هذا القتل والدمار ويأتي أحدا ليقول انها حرب أهلية. انها ليست حرب أهلية ولو كانت كذلك لما توزع القتل والدمار على كل خارطة اليمن. انها حرب خارجية ضد اليمن وان هذه الحرب تقاد من قبل المملكة العربية السعودية والامارات العربية بحجة حماية الشرعية , وهو اصطلاح مطاطي يطبق هنا ولا يطبق هناك. طالبان اسقطت حكومة عبد الغني الشرعية ولم يتحرك أحد ضدهم او حتى ادانتهم. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترف بمدينة القدس عاصمة الكيان الصهيوني بدون معارضة او احتجاج لا من قبل هيئات الأمم المتحدة ولا الغرب الذي يتبجح بحقوق الانسان.
الحرب في اليمن لم تكن حربا أهلية, وانما تدخل خارجي سببه انقسام المجتمع اليمن الى نصفين , نصف قبل بحكومة السيد هادي والأخر رفض رئاسة هادي ولو ارادت السعودية وحلفائها تسوية الخلافات بين الشعب الواحد لاستطاعت بكل سهولة، ولكن السعودية ذات الاطماع في اليمن ارادت الاستفادة من هذا الخلاف لتحقيق اطماعها فيه.
الحرب في اليمن ليست أهلية ولو كانت كذلك لما اضطر الحوثيين بالرد على الاعتداءات السعودية بضرب مرافق اقتصادية في السعودية والامارات.
انها حرب ليست أهلية لان كلا البلدين , السعودية والامارات يريدان ادخال الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا في حرب مباشرة مع الحوثين بعد ان فشلا في تحقيق نصرا عليهم.
انها ليست حرب أهلية , لان يشترك في الحرب مرتزقة من 25 دولة يتقاضون أجور تفوق إمكانية دولة اليمن المالية.
انها ليست حرب أهلية , لان المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الانسان ادانت السعودية وأمريكا والحوثيين في هجماتهم ضد المدنيين.
كلا الدولتين استغلوا الاحداث الجارية في اكرانيا وأزمة الوقود ليقوا للعالم ان توريدات الطاقة لكم في خطر ما لم تجتثوا الحوثيين.
صحيفة الفانيشيال اللندنية كشفت ان أبو ظبي طلبت " من الولايات المتحدة الموافقة على " التزام أمنى " من شانه ان يشمل تعزيز تبادل المعلومات. وقال مصدر من الرياض ان المملكة العربية السعودية تسعى أيضا الى التزامات امنية أكبر , بما في ذلك التعاون الاستخباراتي ودعم العمليات لمواجهة تهديدات حركة أنصار الله الحوثية التي تشن بانتظام ضربات صاروخية واستهدافات بالطائرات المسيرة. وقال أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات ان " الرسالة التي يوجهها السعوديين والإماراتيين الى الرئيس الأمريكي مفادها انهم سيعاودون التعامل مع الولايات المتحدة اذا كانت لديها خطة , وان بلدان الخليج العربية ستميل اكثر الى التعاون مع الولايات المتحدة اذا ساعدها بايدن على حل مشاكلها الأمنية مع ايران , مثلا والمتمردين في اليمن".
دعوة الاماراتيين والسعوديين الولايات المتحدة بمساعدتهما لدحر الحوثيين لا يزيد الحالة الا تعقيدا والدولتين أكثر بعدا من الشارع العربي الذي سام هذه الحرب التي كلفت المتحاربين الدمار والقتل غير المبرر. ولو دفعا كلا الدولتين 10% من تكاليف الحرب على تنمية اليمن لأستقبل شعبها كلا الدولتين استقبال الفاتحين. الا ان نزعة التعالي والتنمر لا تجلب لصاحبها الا الفشل والخذلان.
الظروف الدولية الحالية مشجعة لفض النزاع وما على القوات الغازية الا الخروج من الأراضي اليمن وترك ابناءه تقرير مصيرهم بأنفسهم. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطع السعودية والامارات العيش باطمئنان , لان لا يوجد شعب على وجه هذه الأرض يقبل بالمحتل او بحكومات عميلة لدول أخرى. واذا تبنت السعودية والامارات النموذج الإسرائيلي بالسيطرة على كامل ارض فلسطين بقوة السلاح والتجويع , فان التجارب العالمية تخبرنا ان الثورات مثل البراكين , قد تخمد الى حين ولكن لا تموت.
بقي القول , والكلام موجه الى قادة دول الخليج , ان يعلموا شعوبهم على احترام معتقدات الاخرين اذا ارادت هذه لدول الدخول الى نادي الحضارة. من يقرا تعليقات بعض مواطنيها حول اليمن , فلسطين, حزب الله, او الشيعة سوف يصطدم بالكلام المبتذل الذي يطلقونه . انها ليست اخلاق عربية , ولا طريقة نبيلة من طرق الانفتاح على الاخرين , و اهدار لكرامة نسبة كبيرة من سكان الخليج , حوالي 10% من السكان او حوالي 6 ملايين مواطن.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط
- الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه
- ماذا توفر 50 مليار دولار اضافية للعراق؟
- العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!
- هل سيتاثر سعر المعدن الاصفر بعد رفع البنك الاحتياطي الامريكي ...
- الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟
- من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...
- دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب


المزيد.....




- شاهد رجلًا يقذف طاولات وكراس من الطابق الـ20 على شارع مكتظ ب ...
- لندن.. انقسام المحافظين قبيل الانتخابات
- إعلام إسرائيلي: الجيش يتعرض لحدث صعب في مخيم الشابورة برفح
- هل يمكن لإسرائيل القضاء على حماس؟
- هكذا توعدت واشنطن لبنان إذا لم يوقف حزب الله هجماته على إسرا ...
- فيديو: حادث تصادم قطارين في تشيلي يسفر عن سقوط قتلى وجرحى
- اتهامات لنتنياهو بتدمير إسرائيل وحديث عن تصاعد أزمته مع الجي ...
- -الدعم السريع- تقصف الفاشر ونزوح من مدينة الفولة وتحذيرات أم ...
- الحر الشديد في بغداد..مقاومة بمياه النهر والمسابح وحلبة جليد ...
-  عائلة يمني هولندي معتقل في السعودية قلقة على مصيره


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حرب اليمن المنسية