النداء

سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 14:12
المحور: الادب والفن
    

لا تدفع بمقالك الذي تجاوز حاجز الألفي كلمة دون قصد منك للجريدة،
سيردونه إليك وتدخل في جدل عقيم، قد يرفع ضغطك وينهي حياتك،
يمكنك بسهولة وبهدية قيِّمة
أن تحصل به على رسالة دكتوراة، أو ماجستير على أقل الاحتمالات!
والنكات التى تلقيها هكذا مجانًا أيضًا، إن أحسنت استغلالها، قد تدشنك أنثروبولجيًا، لا يشق لك غبار
حينئذ، يمكنك أن تجوب البلاد وتأكل وتنام بالفنادق مجانًا، بحثا عن نكتة شعبية جديدة
ويمكنك دائمًا أن تطبع كتبك السيئة في الهيئة العامة لقصور الثقافة ونمذجة الرداءة!

وها أنت تري يا صديقي كيف أن البلاد صديقة لكل المجتهدين من أمثالك، فاحرص على ألا يقتحم الدائرة أحد المتجهمين الذين يصدعوننا بالحديث عن الفقر والأولويات الوطنية وكل هذه المخلفات البائسة، التى تركتها الحرب الباردة، ونسيَ نشطاء ما بعد الحداثة رفعها،مثلما كانوا يرفعون مخلفات الثورة، عقب كل تظاهرة،
فأغلب الظن أن ذلك لم يكن منصوصًا عليه في عقد الشراكة وتمويل منظمات المجتمع المدني،
ومن العجيب أنه لا أحدَ منهم أبلغ إئتلافه،أو جماعته عن زجاجة خمر سقطت من حقيبة صديقتي وهي تمارس انفعالها وسط الجموع الهادرة، واختفت تمامًا!
لماذا أحكي لك كل هذا؟
ألم أكن أنصحك حول مقال أزعجك طوله؟
على أية حال، أنا واثقٌ أيضًا من أنك ستستغل النكات جيدًا وبمنتهى الجدية،
أنا فقط أُلفت نظرك لوجودي يا صديقي
ولا يؤرقنى مطلقا أنني أكثر عمقا وموهبة منك، أو أكثر شرفًا، وكل هذا الهراء،
ذلك أنني أعلم يقينًا أن الموهبة المجردة لا تساوي شيئًا وسوف تكشف تقلبات الزمن والسوق والأوضاع العامة أنها مجرد أنات بائسة لبشر منسحقين، ستتمزق حناجرهم من كثرة ما يرددون من الهتافات، ثم يسعون فيما بعد للحصول على معاش "تكافل وكرامة"!!
ولذا فأرجو أن تعتبر كل ماسبق نداء استغاثة، كي لا تنسني يا صديقي وأنت تنطلق صاعدًا نحو مجدك، فربما تحتاج قصيدة لاستكمال ديوانك،ولا تجد الوقت لكتابتها،
وأرجو ألا يكون ردك بأنه ينبغى أن أنصح نفسي عوضًا عن نصح الآخرين..
وهل كنت سألجأ إليك، إلا بعدما يئست منى؟

#سمير_الأمير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات