أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - العرب ورؤية 2045














المزيد.....

العرب ورؤية 2045


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 6 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


شهدت مدينة "القاهرة" حواراً معرفياً ثقافياً فكرياً ضمّ كوكبة من الخبراء بدعوة من "لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا" (الإسكوا) بهدف استشراف الرؤية العربية المستقبلية للعام 2045.
ويأتي مشروع الرؤية العربية متزامناً مع مرور 100 عام على تأسيس جامعة الدول العربية والأمم المتحدة (1945). وقبل التوقف عند الخطوط العريضة التي انصبّت عليها المناقشات هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح: هل سيبقى العالم العربي كما نعرفه قائماً على ما هو عليه خلال العقدين ونيّف المقبلين؟ أم أنه مثل غيره، وربما أكثر من غيره، معرّض لتغييرات جيوبوليتيكية محتملة؟ وهذه يمكن أن تطال بعض خرائطه وتكويناته تساوقاً مع احتمالات عديدة يمكن أن يشهدها النظام الدولي سلباً أو إيجاباً، ولعلّ صعود الصين كقوة عظمى منافسة للولايات المتحدة، وحرب أوكرانيا ودور روسيا المستقبلي قد يؤدي إلى اصطفافات جديدة ومحاور دولية مختلفة.
فهل يمكن للعرب استثمار المتغيّرات الدولية وتوظيفها بالاتجاه السليم الذي يخدم رؤية عربية استشرافية؟ أم أن الأمر يتوقّف على الطريق الذي سيختارونه، وذلك يحتاج إلى توفّر عدد من العوامل والشروط للإستفادة من التوجه العالمي نحو قطبية دولية تعددية جديدة. وستكون مثل هذه الرؤية فاعلة وحيوية لتعزيز ثقة الإنسان العربي بالمستقبل، خصوصاً إذا توجّهت إليه مباشرة، مثلما يمكن أن تتوجّه إلى أصحاب القرار و المجتمع المدني بتضاريسه المتنوّعة وبلغة غير تقليدية، فلم تعد الخطابات المكرّرة والإستعادات الإجترارية قادرة على تحريك مشاعر الإنسان العربي وتعبئته بسبب الهموم الكبيرة التي يعيشها وتحطم الكثير من الآمال التي كان يطمح إليها، الأمر الذي يحتاج إلى تظهير أهمية "الحق في الأمل" و "الحق في الحرية" و "الحق في المساواة" و "الحق في التضامن" و "الحق في السلام" و "الحق في مواطنة متكافئة" و "الحق في التسامح" وهذه وغيرها تندرج في "الحق في التنمية".
فكيف يمكن تجاوز النمطية التقليدية التي طبعت المشاريع العربية بمختلف توجهاتها في الحقبة الماضية؟ ولعلّ ذلك سؤال المنهج وهو سؤال النهضة الذي ظلّ يتردّد على ألسنة العديد من المفكرين و المصلحين العرب خلال قرن ونيّف من الزمن، وهو سؤال الثقافة والفكر والتاريخ واللغة والجغرافية والمزاج والمصير المشترك، لأنه تعبير عن الهوية المشتركة حتى وإن كان تحت مظلّتها هويّات فرعية متفاعلة ومتداخلة معها تمثّل التنوّع في إطار الوحدة.
ويتطلّب ذلك إحداث تنمية بشرية شاملة ومستدامة بجميع حقولها، وأية تنمية حقيقية سيكون هدفها تحقيق العدالة والرعاية المجتمعية والرفاه العام عبر اقتصاديات حديثة ومنتجة ومن خلال مؤسسات فاعلة وحيوية وتعاون وتنسيق واتحاد جدير بمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كما تتطلب نهوضاً بالعلم، ليس لردم الفجوة الحضارية فحسب، بل إلى تجاوزها لتحقيق التقدم المنشود بأدوات وآليات ومبادرات وأوليات استراتيجية كيما تترك تأثيرها الإيجابي على حياة الناس في العالم العربي.
وتكمن أهمية مثل هذا المشروع الواعد في الإسهام ببلورة خريطة جديدة وطريق واقعية قابلة للتنفيذ، ليس من باب الأحلام أو الأمنيات، بل باعتماد مؤشرات تقوم على الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة لقياس أثر المبادرات والسياسات بشكل مباشر، في ظلّ الطور الرابع للثورة الصناعية وولوج الطور الخامس.
وتعتمد الرؤية على مشتركات عربية جامعة أساسها الاستقرار والسلم والأمن بمفهومه الشامل، الخارجي والداخلي، بما فيه الامن الإنساني الذي يتجاوز الأمن العسكري والأمن الوطني والقومي، بل يمتد ليشمل الأمن الغذائي و الأمن المائي و الأمن الصحي و الأمن الثقافي و الأمن المعلوماتي.
ويتطلّب ذلك تحقيق مبادئ العدل و آليات العدالة ضمن مفهومها المعروف دولياً وبمعاييرها الحقوقية والقانونية والقضائية، فضلاً عن العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية والنهوض بدور المرأة. والامن يرتبط بالحقوق، فلا أمن حقيقي دون كرامة المواطن وحكم القانون، مثلما لا تنمية دون أمن ولا أمن مع الفساد الإداري والمالي والسياسي.
وإذا كان الأمن حاجة إنسانية حسب سيجموند فرويد ويتقدّم على الكرامة أحياناً في ظلّ الأزمات والحروب والنزاعات المسلحة، فإنه يتجاوز أمن البلد وأمن النظام، ويمتد إلى أمن الناس وأمانهم بما يتخطّى المكان واللغة والشعب والوطن والهويّة والنظام القانوني والثقافة والاقتصاد.
ومن القضايا التي هدّدت الأمن والأمان في العقود الأربعة ونيّف المنصرمة في العالم العربي، هي التعصّب ووليده التطرّف وهذا الأخير حين يصبح سلوكاً يؤدي إلى العنف وحين يضرب العنف عشوائياً يصيير إرهاباً وعندما يعبر الحدود ويهدف خلق الرعب والهلع في المجتمع الدولي يتحوّل إلى "إرهاب دولي".
لذلك ينبغي الاستثمار في الإنسان عبر نظام تعليمي يستجيب لحاجات الناس ويوسّع من خياراتهم، فضلاً عن إيلاء البحث العلمي ما يستحقّه من اهتمام وتخصيص الموارد له بدلاً من التوجه إلى الميزانيات العسكرية، كما يتطلّب الأمر بنية تكنولوجية وتفكير نقدي قائم على الإبتكار والتعمق في بحث المشكلات القائمة، إذ لا يمكن للأدوات القديمة والأفكار العتيقة بناء مجتمع عربي حر وآمن وعادل ومزدهر ومتنوّع ومتجدّد حضارياً.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين ميرزو الفنانة التي صنعت فيلمها ومثلّت حياتها
- محمد مخلوف المثقف العُصامي وتفاصيله الصغيرة
- خير الدين حسيب لمسة الوفاء
- العلوم الإجتماعية ونهضة الأمم
- التنمية والنمو وما بينهما
- دين العقل وفقه الواقع في مناظرة بين د. عبد الحسين شعبان والس ...
- عبدالله النيباري الجوهر والرؤية
- عمر زين حين يكون -الشيخ- شابًا
- الحق في التربية
- نصري الصايغ و غواية الحروف
- رسالة عزاء برحيل الدكتور أحمد الخطيب
- الدين والاستخدام السياسي
- مقالتان في تقريض كتاب د. شعبان -دين العقل وفقه الواقع-
- الأب سهيل قاشا : الرّافديني المسكون بهاجس الحضارة
- أوكرانيا والبطن الرخوة
- لإمام علي فلسفة الحق والعدل: مقاربة حداثية راهنة
- الرئيس عون يستقبل وفد جامعة اللّاعنف
- أحمد بن بلّة الطهرّية الثورية
- في الطريق إلى مؤتمر السلام
- زرياب: الموسيقى والإتيكيت


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - العرب ورؤية 2045