المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي
(Almothanna Alchekh Atiah)
الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 6 - 11:40
المحور:
الادب والفن
بعد ثمانين يوماً ويوماً
من قفز المجرّات حول العالم
يبتسم قاطع طريق الكواكب
حاملاً رأس اليوم الذي قطعني بيده
ويفتح لي إشارة الهزيمةِ
إنها ليلةٌ واحدةٌ فقط/
تقول ليَ الأرض باسمةً تعزّيني
لكنني أُشرق بابتسامة المهزوم:
إنها ثمانون يوماً ويوماً
من حكاياتِ ضحكات أقدامي
وهي تخطف القبلات
من شغف أصابعكِ في دغدغتها
إنها سهولُكِ التي تمتدّ بطناً ضامراً بنجمة صبحٍ
تقودني بعد غياب القمر إلى جبالكِ
فأموت وأحيا بعطر الصنوبر
وتعيدني إلى زغب كهوفكِ فتتأجج بروحي البراكين
قبل أن تقذفَني إلى غاباتك حيث أغفو
لأعيد شحن جسدي الجوّال بمطاردة الصيادين
بحارُكِ التي لاعبتُ فيها أمواج دلافينكِ
قبل أن أغرق في قلب ظلمة القروش وأضيء
قناديلَ بحرٍ أليفةٍ في ليلة الميلاد
براريك التي جريتُ فيها بيتَ ذئبٍ في قصيدةِ نثرٍ
لا تُطوَّعُ
وأنا أنثر حمامات حليبك أزهاراً في حلبات روما
صحاريك التي حملتُ فيها حكمةَ الرمل على سنامي
وأنا أقطع حجار الزمن بلثامي
لأتناول قطعتي بعد إطفاء شمعتي
مكشوف الفم
جُزُرك التي رقصتُ فيها عارياً إلا من الجنون
في أحضان جوز الهند ونمتُ غير مؤْمِنٍ
بين سرطاناتٍ ناسكةٍ تتهيّأ لفتح الجحيم
فضاؤك الذي حلّقت فيه منطاداً بمخالب نسرٍ
يبادل الشمسَ لونَها الذهبيّ بشمع أجنحته
مدنُك التي تفيض أنواراً وتنهش في الظلام
قراك التي تنفتح سهول قمحٍ وتُغلقُ
بيوتَك التي تضمّ الدفءَ وتَطردُ
أحضانَ نسائك التي تخفي الخناجر في السرائر
وأنام آمناً طالما تضوعُ
برائحتكِ خلايا جسدي
كائناتُك التي ظنّتْ حماقتي أنني سيِّدُها
وأعدتِني إلى صواب تواضع الكون
لا يفكّر بضحكِ المجد
ولا يبكيه خِزيُ الهزيمة...
... تدمع عينُ الأرض
تضع راحتها على فمي تُصْمِتُني
تبسطها على شعري كما عاشقةٍ محتارةٍ بابنها الذي أعجزها
تحني ظهرها ويديها حولي
تتكوّر حول نفسها وتشير بعينيها
إلى عقارب ساعة المحطّة تتوقّفُ
تعود إلى الوراء دورتَيْن
يتبادل فيهما الليلُ والنهارُ القمصانَ ودودَيْن
بعد ضراوة الأهداف.
2 نيسان 2022
ــ قصيدةٌ مبنية على رواية جول فيرن: ثمانون يوماً حول العالم، وفارقُ التوقيت الزمني الذي تخلقه كروية الأرض،
وطبعاً، لا تغيب شهرزاد.
#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)
Almothanna_Alchekh_Atiah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟