أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد خطيب - الحرب الوطنية الروسية الكبرى الثانية















المزيد.....

الحرب الوطنية الروسية الكبرى الثانية


فؤاد خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحرب الوطنية الكبرى، هكذا دعا الروس حربهم ضد هتلر والنازية التي احتلت أراضي شاسعة في روسيا وهدمت 135 ألف مدينة وقرية سوفياتية ووصلت أقدام النازيين إلى ستالينغراد وأعتاب موسكو. القيادة السوفياتية حينذاك بقيادة القائد الفولاذي ستالين ومعه حزب شيوعي قوي وشعب وجيش الاتحاد السوفياتي الأحمر العظيم كسروا شر النازية على العالم قاطبة ودحروها حتى احتلوا برلين وفي عقر وجودها، رفعوا العلم الأحمر الشيوعي الأممي على الرايخستاغ وحرروا كل أوروبا الشرقية وشعوبها ومعها العالم الذي أوشك أن يقع تحت مخالب النازية الجهنمية.

أول شعوب أوروبا التي حررها الروس حينها كان الشعب الأوكراني الذي كون مع الشعب الروسي والشعب البيلاروسي أساس الأمة والعرقية السلافية الروسية. قدم الجيش الاحمر السوفياتي عند عبور نهر الدنيبر الذي يقسم اوكرانيا إلى قسمين غربي وشرقي ومن ثم تحرير كييف دماء مئات آلاف الجنود الروس وهذه حقيقة تاريخية مدونة ومعركة عسكرية تدرس حتى اليوم في كل الكليات العسكرية في العالم. ننوّه في هذا المكان أنه كانت هناك في زمن الهجوم النازي على روسيا فيالق عسكرية نازية أوكرانية في غرب اوكرانيا بقيادة زعيم يدعى بانديرا دعموا وحاربوا مع الاحتلال النازي وأبادوا الشعوب معه وخاصة الأوكرانيين السلافيين وأيضًا اليهود الأوكرانيين وقتلوا منهم عشرات الآلاف قريبًا من كييف.

أي أن وجود النازيين المعاصرين ليست دعوة وحيلة روسية حالية معاصرة بل هي حقيقة وتاريخية ومن يقاتل الجيش الروسي اليوم ومعهم الغرب كله هم أحفاد هؤلاء النازيين القدامى الحاقدين على روسيا والشعب الروسي. العجيب في الأمر أن المخابرات الغربية استطاعت ان تجمع زيلنسكي رئيس أوكرانيا اليهودي مع النازيين الجدد هناك وهذا نتركه للقراء للتفكير والاستنتاج بكون هذه الحرب مدبرة من الغرب وأمريكا لتمزيق الاتحاد الروسي، كما مزقوا الاتحاد السوفياتي قبل سبعة عقود ونيف. لولا صمود الروس وانتصارهم الساحق على النازية في ستالينغراد وكورسك والدنيبر وبرلين لبنى هتلر "الرايخ الثالث" وامبراطوريته النازية التي قال عنها إنّها ستدوم ألف عام على الأقل. لو لم يقض الاتحاد السوفياتي العظيم على النازية لكانت هذه والفاشية تدوس حتى اليوم على رقاب الشعوب الأوروبية كلها بدون استثناء. على سبيل المثل احتل جيش هتلر "الفيرماخت" فرنسا الدولة العظمى بثلاثة أيام وفي اليوم الخامس من احتلالها كان هذا "الفيرماخت" يستعرض عضلاته وقوته بحضور الفوهرر هتلر بعد سحق فرنسا بعرض عسكري رهيب للنازية تحت قوس النصر في وسط باريس وفي أكبر جادة وأشهرها في باريس الشانزليزيه حتى يومنا هذا. كان النصر النازي السريع على دولة عظمى بأيام رهيب وأخاف فعلاً كل العالم وفي ذات الوقت كان مهينًا ومذلًا حتى النخاع لفرنسا العظيمة الاستعمارية التي لم تصمد دفاعاتها وأولها خط الدفاع "ماجيننيه" المنيع عدة أيام أمام الزحف النازي على أوروبا.

الحرب الروسية الاستباقية التي نتابع أحداثها اليوم في أوكرانيا محقة جدًا وجاءت في وقتها بالضبط لتحمي أوروبا مرة أخرى من الوحوش النازية والعربدة الأمريكية التي تقامر ليس فقط على أوكرانيا بل على كل أوروبا في سبيل مصالحها واستمرار هيمنتها على العالم التي عانى منها العالم كله من حروبها وعقوباتها وويلاتها. مع بداية هذه الحرب التي نعيش أحداثها اليوم انهارت كل القيم الغربية الأخلاقية التي يلقنوها للشعوب العالم عنوة وأحيانًا بقوة السلاح وقد برزت للعيان الشوفينية العنصرية المتأصلة هناك وظهرت حقيقتها على الملأ والتي بدأت تنفضح مع بداية جائحة كورونا. وبدأت الآن واضحة المعالم ضد روسيا القيادة والشعب الروسي والحضارة الروسية القيمة ضاربة بعرض الحائط كل الشرائع والأخلاق وانكشفت بدعة الديموقراطية الغربية وحقوق الانسان وحرية الفرد وكشرت هناك العنصرية عن أنيابها ليس ضد الجيش والشعب الروسي بل وضد الشعوب غير الأوروبية من عرب وأفارقة وكل من تواجد في أوروبا وفي أوكرانيا وخصوصًا من شعوب العالم التي ساندت الرواية الروسية لسحق أوكرانيا عسكريًا التي تحكمها بعد حرب القرم 2014 وبعد خلع رئيسها المنتخب يانكوفيش كتائب نازية ورجال المخابرات الغربية المعادية لروسيا وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا "العظمى" التي هي فعلاً من أسقطت الرئيس المنتخب هناك بالقوة. أقامت هذه العصابات حكومة عميلة للغرب والناتو الذي عسكر فعلاً أوكرانيا ومدها بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وخدع شعبها وحضرها كساحة قتال لحرب غير تقليدية بيولوجية نووية على روسيا الاتحادية بعد أن انكشف وجود مختبرات عديدة هناك لإنتاج الأسلحة البيولوجية الخطيرة مثل الجمرة والطاعون وايبولا وربما كوفيد 19.

من اللافت للنظر والأغرب أن الولايات المتحدة الدولة المارقة الاكثر خطرًا على سلامة البشرية في تاريخ البشرية تملك أكثر من 350 مختبرًا بيولوجيًا حول روسيا والصين وإيران، والغاية واضحة المعالم وغير بعيدة عن الفكر الامبريالي المتوحش وهي تدمير البشرية كلها وابقاء "المليارد الذهبي"، أي العرق الأبيض الذي يسكن أوروبا وامريكا الشمالية واستراليا حاليًا. هنا نعود بالذاكرة القريبة إلى جائحة كورونا مرة أخرى والتي اتهم الغرب أن الصين هي من أوجدها في ووهان الصينية ونشرها في العالم. كل علماء العالم خارج المنظومة الغربية الامبريالية يعتقدون الآن أن كوفيد 19 كان ربما نتاج أحد هذه المخابر الجهنمية التي تديرها وتمولها أمريكا في أراضي الدول الفقيرة الخانعة في أوروبا وآسيا وفي أفريقيا بعيدًا عن دول "المليارد الذهبي" الغربي. أمريكا صنعت حسب تاريخها الواقع منذ 250 عامًا حتى اليوم حروبًا ونزاعات في 90 دولة في العالم، مع جارتها المكسيك وحدها صنعت حربين اقتطعت منها أراضي شاسعة، في نيو مكسيكو وتكساس واريزنا وهي الأراضي صحراوية غنية بالنفط شبيهة تمامًا لدول الجزيرة العربية.

الأخطر والأبشع في الموقف الذي اتخذه الغرب بسرعة الصاروخ هو مقاطعة روسيا وآدابها وفنونها وموسيقاها وآدابها وكل حضارتها العريقة. يماثل هذا الأمر في أحيان كثيرة ذاك التي فعلته النازية والفاشية في ألمانيا وايطاليا قبيل الحرب الكونية الثانية. المختصر في الحالتين هو عداء مرضي للحضارات والشعوب المغايرة وبالأخص للشعوب التي ترفض استدامة الهيمنة الأمريكية على العالم. خطوات "الفيفا" وكأس العالم وقحة وضارة وليست رياضية بعد أن قررت معاداة الشعب الروسي وتمنع الفريق الروسي من المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر ونحن نعتقد ان لم تشترك روسيا لن يكون هناك كأس عالم. للمعلومية هتلر حضر بنفسه كأس العالم عام 1933 في برلين.

كل ما ذكرناه هنا ولا مجال للاستفاضة أكثر يثبت ما كتبناه سابقا وكتبه غيرنا أن الاستشراق الغربي لم يكن حالة معرفية ثقافية فلسفية بل مجرد محاولات تجسسية خبيثة هدفها كان وما زال اكتشاف الطرق وكنوز الشرق والجنوب وطباع الشعوب لسرقة خيرات هذه الشعوب هناك ومن ثم استعمارها للأبد، وهذا ما هو حاصل ويحصل منذ 250 عامًا ومنذ بداية الثورة الصناعية في أوروبا التي مكنت أوروبا تكنولوجيًا من غزو العالم ونقصد معظم دول أوروبا الغربية من بلجيكا إلى البرتغال. التبشير الديني الغربي المسيحي لم يختلف عن الاستشراق وكان مغطى بغطاء الدين الحنيف كما كان الحال فعلاً مع الحملات الصليبية. الحضارة الغربية أنتجت الاستعمار والفاشية والنازية والعنصرية وسرقت العقول الشرقية واخترعت الحروب المعاصرة والقرصنة واغتصاب ما يمتلكه الغير وأبادت شعوبًا بأكملها كما حصل مع الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين. الحضارة العربية لم تكن عنصرية وفاشية وكذلك الأمر مع الحضارة الفارسية والصينية والهندية ومعظم الحضارات الشرقية والجنوبية. مقومات الشر بكل أشكاله كانت نتاج الحضارة الغربية الانجلوساكسونية – الفرانكفونية. ما يجري في اوكرانيا هو خلق نظام عالمي متعدد الأقطاب بالقوة العسكرية الاقتصادية وهو بداية لعصر النهاية لهيمنة الحضارات الغربية المنافقة ومن ثم خلق عالم جديد فيه تتعايش حضارات مختلفة باحترام وندية، ربما تأخذ العالم الى آخر أكثر عدلاً وانسانية فيه الخير لشعوب وحضارات العالم كلها يخلو من الهيمنة العسكرية السياسية الاقتصادية الغربية التي مرمرت قرونا طوال حياة الشعوب والبشرية كلها.



#فؤاد_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم ما بعد الكورونا؟
- الفكر الرأسمالي يَحترقُ في باريس
- ماركس ... في مركز الحدث العالمي المعاصر
- العولمة آخر مراحل الامبريالية؟؟؟
- العولمة نهاية الامبريالية؟
- صراع حضارات أم صراع إرادات؟
- ثورة أكتوبر،التجربة الاشتراكية، ستالين
- أليسار العربي: واقع مرّ وعظمة غابرة
- المؤسسة اللاهوتية والأصولية والسياسة العالمية
- عولمة الامبريالية وحروب العقائد
- رسالة حب من سفينة العمر
- الدين لله والارض وما في داخلها لشعوبها ألبابا بنديكتوس ال 16 ...
- سرق النظام المصري الشعب المصري حقا من حقوقه : رحيل محفوظ وال ...
- دافنشي كود - الفيلم الذي هز عرش البابوية
- ألماركسية والحدث الانساني المعاصر


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد خطيب - الحرب الوطنية الروسية الكبرى الثانية