رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7204 - 2022 / 3 / 28 - 21:49
المحور:
الادب والفن
عندما نرى الومضات منسجمة فهذا يشعرنا بالمتعة، فالانسجام، تآلف الحروف مع الألفاظ لخدمة المعنى، يعطي الومضة لمسه جمالية تجذب القارئ لها، فالتماهي بين لألفاظ والحروف لا يأتي من خلال وعي الكاتب/الشاعر، بل من خلال العقل الباطن له، ومن خلال تماهيه هو مع النص، ولكي نوضح جمالية الومضة نقدمها كما جاءت:
"أنتِ والشَّمْسُ
قِبْلَتانِ
مِنْ شِفاهٍ وَاحِدٍ
لِهَذا
كلَّمَا تَمْرِينَ مِنْ شَارِعِنَا
اَلمُعْتِم
يُضِيءُ السَّمَاءَ
بِ شُعَاعٍ
كَثِيفٍ"
نلاحظ أن الشاعر يجمع الحبيبة بالشمس، التي تتكون من خمسة حروف، لكن هناك حرفان هما الأبرز في لفظ شمس، الشين والسين، وهما قريبان مع بعضهما في الكتابة، وهذا مؤشر على قرب الشاعر من الحبيبة، ونجد هذا القرب من خلال استخدامه "شفاه" التي يعد حرف الشين مكون أساسي فيها، وإذا علمنا أن لفظ "شفاه" يعطي معنى ثنائي نتأكد إن هناك رغبة عند الشاعر للقاء الحبيبة.
ولا يتوقف أثر المرأة/الحبيبة عند هذا الحد بل نجده في لفظ "شوارعنا" التي جاء حرف الشين مكون أساسي فيها، وأيضا هو الحرف الأول من كلمة "شمس" ـ وهو لفظ يعطي مدلول أرضي ـ ولا بد من وجود (غطاء) له، فكانت "السماء" التي يعد حرف السين أحد مكوناتها، بهذا نجد أن الشاعر (أسير) للفظ "شمس" الذي وصف بها الحبيبة، بحيث لم يعد يقدر على استخدام قاموس ألفاظ أخرى، خارج الشين والسين .
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟