فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن ذلك يعني استمرار الفراغ الدستوري وعدم تشكيل حكومة وعدم تمرير ميزانية عام/ 2022 والمصادقة عليها وحكومة الكاظمي حكومة تصريف أعمال مؤقتة ليس من حقها التعامل بجميع قوانين الدستور إن جميع هذه الفقرات تسبب ضرر كبير للشعب العراقي وخاصة ميزانية عام/ 2022 عدم صرفها وتوزيعها على الوزارات والمحافظات تؤدي إلى عدم إنجاز المشاريع الخدمية بجميع أنواعها وعدم اطلاق التعيينات في الوظائف وكذلك تعطيل علاوات الموظفين وعدم صرف مخصصات رئيس الوزراء والوزراء وربما تؤثر على توزيع السلة الغذائية للعوائل المتعففة والمحتاجة وحتى البطاقة التموينية واحتمال حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة أخرى من أجل الخروج من عملية الثلثين والثلث المعطل ولكي تفوز بالأكثرية – إحدى التحالفات النيابية .. هذه هي السلبيات التي يسببها تعطيل مجلس النواب من انتخاب رئيس الجمهورية .. أسأل نفسي والآخرين أين هي مصلحة العراق وطن وشعب من هذا التصرف ؟ يقول الفيلسوف الألماني نيتشه : ليست العظمة عندي أن تخضع لأحكام الضرورة وتطيعها وتحبها وتحترمها ولكن وا أسفاه ما أسهل القول وأصعب العمل.
إن الحقيقة تأتي من المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع العراقي الملموس وعلاقتها بالسبب والنتيجة وتجربة الحكم في العراق استمرت تسعة عشر سنة .. ألا تكفي تجربتها على الواقع العراقي وطن وشعب ؟ أن تكشف ادعاء من يدعي حقيقة مصلحة العراق وطن وشعب وماذا جنى وما حصل غير الجوع والفقر والحرمان والبطالة وغيرها وغيرها حتى يعجز اللسان من ترديدها .. أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس يبقى ماكثاً على الأرض ... ارحموا الشعب من الفقر والجوع والحرمان لأن الظلم إذا دام دمر ويجب ترجمة الأقوال إلى أفعال لأن الشعب العراقي (مفتّح باللبن) ولا تخفى عليه وعود وترقيد وتخدير لأن حبل الكذب قصير والشعب يمهل ولا يهمل.
يقول الشاعر أبو الطيب المتنبّي :
قد يعشق المرء من لا مال في يده --- ويكره المرء من في كفه الذهب
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم ---- لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب
إن تكرار كلمات مصلحة الشعب تسبب وتولد الملل لأنها جوفاء ليس فيها شيء يسبب له إيجابيات لأن التجربة الطويلة هي مقياس الحقيقة والواقع وكل ما عداها هواء في شباك .. والشعب باق والبشر إلى زوال ..
كل ابن انثى وإن طالت سلامته ---- يوماً على آلة الحدباء محمول
إن الأيام تترى وتستعرض الأجيال القادمة أمام منصة التاريخ وكل ما يحدث ويعمل به الإنسان سوف يسجل على جبين التاريخ وسوف تشاهده الأجيال القادمة وينطق حكمهم بمدح هذا وذم ذاك، كما أن الدستور العراقي الذي وضع في عهد (بول بريمر) الحاكم المدني العام بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 فيه اشكالات واخفاقات كثيرة حسب المشروع الأمريكي من أجل أن يبقى الشعب العراقي مشغول بمشاكله وصراعاته بعيداً عن مراقبة ومحاربة الاستعمار وحلحلة مشاكله الداخلية ويبقى دائماً محتاج للدول الأجنبية ومساعداته لفسح المجال لتدخلاتها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟