أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - اسمهان خلايلة في روايتها -طيور المساء-














المزيد.....

اسمهان خلايلة في روايتها -طيور المساء-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


تتراوح تجربة الكاتبة الفلسطينية اسمهان خلايلة، ابنة بلدة مجد الكروم الجليلة في الشاغور، بين المقالة والصورة القلمية والقصة القصيرة والرواية، واستطاعت بكتاباتها المتنوعة على امتداد أكثر من أربعين عامًا، صياغة افق أدبي لسيرتها ككاتبة إنسانية ملتزمة بقضايا شعبها وهمومه اليومية وجرحه المتواصل، ولكن هذا الزخم الذي تعيشه في ذاتها تجعلها تنسج علاقة عضوية جدلية لا تنفصم مع ذاكرتها، ومسارًا ثريًا لمفهوم الكتابة لديها، مرسخة تجربتها الإبداعية أكثر فأكثر على الأرض الصلبة، أرض الرواية، ولم تكن مسيرتها وتجربتها وسياحتها مع الكلمة إلا إملاءً للهم الذاتي والاجتماعي العام والوجع الفلسطيني الذي لم يندمل.
ومؤخرًا حظي القارئ الفلسطيني واحتفى بروايتها "طيور المساء" الصادرة عن دار الهدى في كفر قرع، التي تعالج موضوعًا لم يتناوله من قبل كتاب السرد القصصي والروائي الفلسطينيين إلا لمامًا وبصورة عابرة، حيث انها استمدت موضوع واحداث روايتها من مجزرة كفر قاسم.
وهذه الرواية تزخر بالدلالات التاريخية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والجمالية، وذات بعد وطني وسياسي وإنساني- طبقي، وهي أول رواية فلسطينية تُكتَب وتتحدث عن مجزرة كفر قاسم بهذه الصورة، وتوثق لمرحلة جذرية في تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية، إنها وثيقة تاريخية تنزف وجعًا والمًا تدور حول المجزرة الرهيبة التي اقترفتها العصابات الصهيونية بحق أهل القرية وعمالها، وتجسد مرحلة نضالية وكفاحية من كفاحات شعبنا، وتعالج العديد من القضايا الشائكة وتركز على خروج المرأة للعمل وتحمل أعباء المعيشة، وتبرز العلاقات العاطفية الأسرية والروابط بين أبناء البلد الواحد، أصحاب الهم الجمعي الوطني الواحد، وعبر تطورات الأحداث تنقلنا اسمهان من أجواء المجزرة إلى صباحات مشرقة بالحياة الزاخرة بالفرح.
وتكمن القيمة الأساس في الروية قدرة السرد على التعبير عن شخوص وأناس داخل حيز إنساني وكينونة فلسطينية، والقدرة على إشاعة وعي من شأنه استحضار المجزرة وإدانة مرتكبيها، والارتقاء بشروط الحياة إلى ما هو أفضل وأجمل. وقد جاء السرد الفني مزدوجًا، فيه المعطيات والوقائع والحقائق والتوثيقي التاريخي والذاكرة الجمعية الوطنية، والرواية الفلسطينية الحقيقية أمام زيف الرواية الصهيونية، وعليه فإن الرواية تستحق أن تدرس للأجيال الفلسطينية الصاعدة والقادمة، حيث أنها ترصد المذبحة والجريمة البشعة بحق شعبنا.
اسمهان خلايلة كما عودتنا دومًا استعارت لغتها بعناية وشفافية، ترتقي أحيانًا إلى مستوى اللغة الشعرية، وتتحول في أحيان إلى اللغة التقريرية المعيارية، وكشفت الرواية عن وعي فكري وسياسي متقدم، وذائقة في وصف الاحداث، وحاولت قدر المستطاع أن تجعل البناء الفني متماسكًا، فقدمت الأحداث حدثًا بعد حدث، ومشهدًا بعد مشهد، وصورة بعد صورة، ولجأت إلى أساليب السرد الروائي بتقنياته الحديثة المعاصرة بأداء لا يضر بتماسك نسيج روايتها وتناسق فنيتها، وتتسع فضاءات الرواية لأكثر من صوت من أصوات شخوصها وابطالها، وتغتني وتتلون بألوان الحياة، وتطرح أسئلة بنسيج حقيقي.
وهكذا تقدم لنا اسمهان خلايلة رواية هامة بموضوعها وبعدها، واقعية بأحداثها، مشوقة بأسلوبها وسردها، غنية بأوصافها، رائعة في آلياتها، مثيرة في شخوصها، وعذبة في لغتها، تشكل انجازًا وعملًا روائيًا يستحق القراءة والاهتمام، يضاف لسجل الأعمال الروائية الفلسطينية الرائدة، وبذلك تحقق خطوة جديدة نحو المزيد من الثبات والرسوخ والتطور والتبلور في المشهد السردي والقصصي الفلسطيني في هذه الديار.
فألف مبارك للصديقة العتيقة المعتقة الكاتبة اسمهان خلايلة، ونرجو لها المزيد من النجاح والعطاء الإنساني الإبداعي المتوهج المستمر.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات جديدة مع الفصائل الفلسطينية في الجزائر
- في عيد الأم
- الكاتبة دينا سليم حنحن في روايتها -ما دوَّنه الغُبار-
- في رحيل المثقف النقدي المغربي محمد مفتاح
- إضراب الحركة الأسيرة!
- القاص والروائي الفلسطيني عبد اللـه تايه شخصية العام الثقافية ...
- التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن لوقف الاستيطان
- قانون المواطنة العنصري
- يوم الثقافة الوطنية
- الموقف الفلسطيني من الحرب الروسية- الأوكرانية
- صالون هدى.. فيلم آخر يخدم الاحتلال
- زيارة هرتسوغ لتركيا
- -التّاريخ يكتبه المنتصرون- كتاب جديد للكاتب والمؤرخ الفلسطين ...
- الحرب في أوكرانيا، وماذا بعد؟!
- في عيدكِ أهديكِ أحيلى الورود
- في مواجهة سياسة الاحتلال
- الحرب في أوكرانيا وأفول القطب الواحد
- الحرب الروسية الأوكرانية إلى أين؟
- معرض للأشغال اليدوية لابنة إكسال الفنانة لبنى جوابرة
- روسيا تفرض معادلة جديدة!


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - اسمهان خلايلة في روايتها -طيور المساء-