أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - العنصرية الوظيفية














المزيد.....

العنصرية الوظيفية


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7198 - 2022 / 3 / 22 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بأن العنصرية تمثل المحرك الأساسي في نظم علاقات الشمال الغني بالجنوب المفقر على المستوى الكوني؟
مصعب قاسم عزاوي: أعتقد أن المحرك الأساسي في نظم تلك العلاقات هو نمط هيمنة الأقوياء على المستضعفين في نسق اقتصادي رأسمالي بربري وحشي يفصح عن نفسه عيانياً في نموذج العلاقات التي تحكم الإمبريالية كنهج سياسي واقتصادي واجتماعي ينظم ويؤسس لتلك الهيمنة ويسعى دائماً لتوطيدها وترسيخ مفاعيلها.
وفي هذا السياق تبرز العنصرية كأداة تبريرية للأهوال والفظائع التي لا بد من القيام بها لتوطيد هيمنة الأقوياء على المستضعفين، ونهب ثرواتهم وتحويلهم إلى مجرد مستعبدين لا حول لهم أو قوة في مقاومة الآلة الإمبريالية ووحشيتها المنفلتة من كل عقال.
ويبرز الفعل التبريري الذي تقوم به العنصرية في سياق الرأسمالية المتوحشة المعولمة بكونه الأداة اللازمة و التي لا بد منها لكي يستطيع ممثلو الإمبريالية عقلنة واستبطان سلوكهم الوحشي تجاه أولئك البشر الآخرين دون الانزلاق في مهاوي «انخفاض مستوى تقدير الذات» لما تقوم به من أفعال وحشية، حيث تمثل العنصرية الحل السحري الذي لا بد من استنباطه لتبرير تلك الوحشية تجاه «آخرين» يتم نزع الصفات الإنسانية عنهم، وذلك لأي أسباب اعتباطية اتفاقية يمكن أن تكون لون بشرتهم، أو إعاقة في جسدهم، أو مرجعيتهم الدينية، أو توجهاتهم الفكرية، أو حتى لكنتهم أو المنطقة الجغرافية التي ينتسبون إليها.
وعلى الرغم من أن العنصرية أكثر التصاقاً بالتمييز بين البشر على أساس لون بشرتهم، فإن ذلك يمكن أن يتخذ أشكالاً وحشية أخرى، كما كان في حالة التبرير التاريخي للآلية الوحشية التي تعامل بها الإنجليز مع شعب جزيرة إيرلندا، و التي كانت أول مستعمرة استعمرها الإنجليز في مطلع القرن الثالث عشر كفاتحة رحلتهم الاستعمارية الاستيطانية الإمبريالية الطويلة، وهو التبرير التلفيقي الذي كان مفاده بأن الإيرلنديين «شعب متخلف، وعرق آخر»، وهو ما ينزع عنهم صفة الإنسانية، وهو ما يبرر إلزام المزارعين الإيرلنديين بتصدير البطاطا إلى إنجلترا وهي المحصول الغذائي شبه الأوحد في إيرلندا بين الأعوام 1846 و1849 على الرغم من تدني مستويات الإنتاج خلال تلك الفترة لمستويات مهولة، إذ أن ذلك يتسق مع اشتراطات «حرية التجارة» التي تمثل الطوطم الأسمى في قاموس الإمبريالية الانتقائي الذي لا يدرك «قدسية» ذلك المفهوم إلا حينما يلتقي مع مصالح الإمبريالية في نهب مجتمعات المفقرين، وهو ما كان بنتيجته فناء ما لا يقل عن مليون إنسان في إيرلندا جوعاً آنذاك، وهو ما عنى اندثار شخص من كل ثمانية أشخاص في تلك الجزيرة الصغيرة التي كان تعداد سكانها لا يتعدى الثمانية ملايين في وقت تلك المسغبة، والتي لم تكن سوى نتاج مباشر للسياسات الإمبريالية البريطانية، والتي تم تبريرها سياسياً وحتى فكرياً على مستوى النخب الثقافية الإنجليزية آنذاك بالمبررات التلفيقية «العنصرية» التي مثلت الترياق الشافي لعدم وقوع الشعب الإنجليزي «الخيِّر» في المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ضحية للشعور بالذنب، على الرغم من أن الإيرلنديين لم يكونوا من ذوي البشرة الداكنة والشعور الفاحمة، وإنما كانوا من أخلاف القبائل الجرمانية نفسها التي ينتسب إليها الإنجليز أنفسهم، وكانوا مثلهم أيضاً ببشرات بيضاء وشعور شقراء وعيون خضراء لم تكن لتقيهم شرور الإمبريالية وتبريراتها التلفيقية الوظيفية اللازمة من قبيل «العنصرية» وما كان على شاكلتها.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلف المقدس ونظام عائلة الأسد
- أس اتفاقيات تحرير التجارة العالمية
- إجهاض الصراع الطبقي
- تخليق الجشع والأنانية
- هل من رأسمالية حقة
- نكوص الرأسمالية إلى العبودية والإقطاع
- نهوض كوريا ونكوص العرب
- هل هناك أزمة رأسمالية سرمدية؟
- المفاعيل الكونية لاتفاقيات تحرير التجارة العالمية
- مراجعات في فكر نيكولو مكيافيلي
- علاجات طبيعية لتحسين مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في ...
- بصدد استبخار ثروات العرب
- مقاربات وعلاجات طبيعية للاكتئاب واضطرابات المزاج
- مراجعات في فكر باروخ سبينوزا
- هشاشة وقصور الفكر القومي
- مراجعات في فكر ميشيل دي مونتين
- في ذكرى محاكمة الطاغية حسين حبري
- مراجعات في فكر أوغسطين
- هل من اختلاف بين أدمغة الذكور والإناث؟
- مراجعات في فكر أرسطو


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - العنصرية الوظيفية