أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - الأستاذ التونسي القدير علي فارس-دكتورا مرحلة ثالثة في القانون -















المزيد.....

الأستاذ التونسي القدير علي فارس-دكتورا مرحلة ثالثة في القانون -


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نضيئ أعمالنا بالرزق الحلال..وسنظل ننتصر للحق والعدالة مرضاة لله ليس إلا..وإيمانا منا بأن مهنة المحاماة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..



جاءت الشريعة الإسلامية لتحث النّاس على العمل والإنتاج بعيداً عن الخمول والكسل، فالإنسان حينما استخلفه الله تعالى في هذه الأرض كان من مهامه الرّئيسية إصلاحها وإعمارها وفق منهج الله تعالى وشريعته التي ارتضاها للنّاس،ووفق منظومةِ القيم والأخلاق التي وضعت للنّاس المنهج الواضح في كيفية التعامل مع بعضهم البعض..
ولست أدري كلما تذكرت- الأستاذ الفاضل والمحامي القدير علي فارس-الإبن البار لجهة تطاوين بالحنوب الشرقي التونسي) إلا وتذكرت أولئك الذين يسعون في الأرض للكسب الحلال بقلوب مفعمة بحب الله ورسوله،بمنأى عن الجشع وحب المال حبا جما..يحدوهم أمل في أن يبارك الله في أعمالهم ويرزقهم من الكسب الحلال..ويعينهم على تأدية رسالتهم النبيلة (المحاماة) في كنف الحق والحقيقة..
لا شك أنّ اهتمام الإسلام بالعمل مرده إلى فوائده الجمة، ولكونه سبباً في تحصيل الغايات وإدراك المقاصد، فبدونه لا يتصور الإنسان استمرار الحياة على هذه الأرض، فالعمل هو ضمان ديمومة الحياة والإنتاج، وضمان استمرار انتفاع الإنسان من ثمار عمله،ويمكن أنْ نتبين فضل العمل في الإسلام فيما يلي : أنَّ العمل يحقق الاستخلاف الشّرعي للإنسان في الأرض، فمن مُتطلبات تحقيق الاستخلاف الشرعي في الأرض أنْ يستمر الإنسان في العمل على وجه هذه الأرض بالقيام بجميع الأعمال التي تُرضي الله تعالى، ومنها : إقامة شرع الله في الأرض بتطبيق حدوده وتنفيذِ أوامره سبحانه،وكذلك القيام بجميع الأعمال التي ينتفع منها النّاس من إصلاح للأرض بزراعتها، وصناعة كل ما يحتاجه النّاس في حياتهم.
وإذن؟
العمل إذا هو وسيلةٌ لنيل الحسنات ومغفرة الذّنوب.العمل هو علامةُ التّوكل الحقيقي للعبد على ربه جل وعلا، فالمسلم الذي يتوكل على الله حق التوكل يَسعى ويجد ويتعب من أجل تحصيل لقمة عيشه،ولا يَركن إلى الدِّعة والكسل لعلمه أنَّ السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضة،وقد أنكر الفاروق رضي الله عنه على أولئك النفر الذين جاؤوه مرة من اليمن يمتدحون أنفسهم بقولهم نحن المتوكلون، فقال لهم : بل أنتم المتواكلون، إنّما المتوكل من يضع الحَب في الأرض ثمّ يتوكل على الله. العمل هو سبب الحياة الطيبة الهانئة للإنسان،وهو سببٌ لتحصيل أعظم الأجور عند الله، قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [النحل:97].
وبإعتباري صحفي"ماكر" أتحاور مع الجميع..تجار..عملة..رجال أعمل..إلخ للوقوف على حقيقة إخلاصهم في عملهم وسعيهم الدؤوب للكسب الحلال سألت الأستاذ الفاضل علي فارس (عرف برحابة صدره مع الصحاحفين إذ يقول دوما لنا : ليس لدي ما أخفيه أو أتستّر عليه..فمعاملاتي المهنية تتم في كنف الوضوح وفي قبة بلورية لا غشاء عليها) عن البعد الإنساني والديني والأخلاقي للعمل..؟
فأجابني بتواضعه المعهود:"يجب على المسلم ألا يشغله عمله عن واجباته الدينية..عن ذكر الله،عن الصلاة، وعن الحج،عن بر الوالدين،عن صلة الأرحام،عن الإحسان إلى الناس،عن حقوق الأخوة في الإسلام،وحقوق الجيران،
أما بخصول إختصاصه في مجال المحاماة يقول-ضيفي-الأستاذ علي فارس-عن هذه المهنة النبيلة :"لواقع العملي يجب أن لا ينسيها قضيتها الجوهرية ألا وهي الدفاع عن المهنة وسموها ونبلها وشرفها، وتحصينها ضد كل ما ينزع عنها التجرد والنزاهة والاستقامة والأمانة والكرامة والشرف المسلح بالعلم ومكارم الأخلاق .فالمحاماة رسالة نبيلة ذات أهداف سامية وليست عملا رتيبا مأجورا لأنها تأبى بطبيعتها الرتابة وتنبذ الافتقار للإبداع،وللمحامي أن يمارس مهمته تحت طائلة الكرامة والإيمان العميق بعلوها ونبلها وشرفها،لكن لا يعني ذلك عدم الاهتمام بالقضايا الموكولة ودراستها بطريقة مستوفية واقعا وقانونا وإلا كان هناك إخلال بالأمانة ومن ثمة يعد ذلك حنثا بيمين المهنة وإلقاء عرض الحائط بمبادئها السامية.فعلى قدر ما تتطلبه ممارسة المهنة من صناعة وتواضع،بقدر ما تتطلب أيضا شجاعة الرأي وإعماله في القضايا بعد الإلمام بها.فدور المحامي لا يقتصر على إسداء الخدمات القانونية والإحاطة بالمتقاضين بل هو فاعل في مجتمعه يسعى لرقيه وازدهاره فمن شيم المحامي النبل والكرامة والوقار والسمو والاحترام والجرأة والشجاعة ونصرة الحق والحرية والقضايا العادلة ضد الطغيان والاستبداد مع التأكيد على انه لا علاقة بين الاحترام والتزلف والاستجداء كما لا علاقة بين شجاعة الرأي والتهور والاستهتار.فالمحامي قد اختار مهنته لكن الأخلاق المهنية قدره فواجباته تجاه مهنته ومجتمعه تستوجب الاستقامة التامة.
وتجدر الإشارة إلى أن أخلاقيات مهنة المحاماة تعد موروثا عالميا مشتركا بين أصحاب العباءة السوداء في جميع أصقاع العالم،وان كانت هذه القواعد والأعراف متطورة من بلد إلى آخر، وترسيخ هذه المبادئ يستوجب الاستنارة بما ورثناه من رواد مهنتنا في تونس مع التطلع في نفس الوقت إلى أخلاقيات المهنة في المجتمعات الأخرى بهدف إثراء أخلاقيات مهنتنا في تونس وتحصينها أكثر فأكثر من التجاوزات خدمة للأجيال القادمة."
ثم أضاف:"إن المحاماة رسالة وليست مهنة أو حرفة فحسب،فهى رسالة للدفاع عن الحق والعدل وسيادة دولة القانون والحرية وجميع القيم النبيلة فى المجتمع."
ثم ختم حديثه معي بالقول:" كانت مهنة المحاماة ولاتزال القلعة الحصينة لحماية أصحاب الحقوق الضائعة المغتصبة، تلك الحقوق التي بدأت مع خلق الإنسان واستمرت معه ولاتزال لصيقة بشخصه في كل زمان ومكان.
ولا مراء فيما تتمتع به مهنة المحاماة من شرف يرتبط ـ في المقام الأول ـ بطبيعة هذه المهنة النبيلة،وهدفها الجليل من حيث إعادة الحقوق إلي أصحابها.
وتتجلي عظمة مهنة المحاماة في نبل أهدافها وواجبات المحامي إزاء موكليه من حيث الأمانة والاحتفاظ بسر المهنة،وأمام القضاء من حيث الأمانة والاحترام والتوقير المتبادل..
أما عن الأمانة، فهي كلمة تجمع في معناها ومبناها واجبات المحامي كلها..إنها لا تعني الأمانة المالية وحدها،ولكن تتجاوزها إلي النزاهة وحسن المقصد.
وفي ذلك يقول الأستاذ دي كريسنيير نقيب محامي بروكسل الأسبق: «إن المحامي الذي تقوم وظيفته علي خدمة العدالة لا يستطيع أن يعمل علي تضليلها، فمن الواجب ألا يشير علي موكله بعمل يشوبه الغش ولا أن يؤكد له شيئاً أو ينفيه وهو غير عالم بصحته،وفي المرافعة يجب ألا يشير إلي آراء مشوهة نقلاً عن بعض المراجع بما يفهم منه عكس ما يرمي إليه ولا أن يحجز تحت يده مستنداً لا يحق له حجزه».
إن المحاماة فرع من فروع الفضيلة، ولازمة من لزوميات العدالة، هي مهنة تسمو إلي أعلي درجات الرفعة، فهي تستطيع أن تجعل من الإنسان رجلاً نبيلاً إذا صان العهد وميثاق الشرف"
ختاما أقول:
أيها العمال والموظفون،أيها الصناع والتجار،أيها السماسرة والمقاولون،أيها المحامون والقضاة أيها المسلمون والمسلمات،إياكم أن يكون طلبكم للرزق مفضياً إلى الكسب الحرام من ربا أو غش أو خداع أو قمار أو نحوها مما يتحصل به على الحرام. وإياكم أن تكون هذه الأرزاق من الله لكم سبيلاً للفساد في الأرض أو الصدود عن سبيل الله،أو منع ما أوجب الله.
عباد الله: {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأنعام: من الآية 142].
ومن هنا لا يسعني إلا أن أقدم باقة من التحايا لهذا المحامي الفذ والورع (الأستاذ علي فارس ) دون تزلف ولا إطراء: شكرا يا أستاذ-وكذا لعشيرتك الصالحة..علما أني مازلت أذكر قولتك الشهيرة:
المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..

*ملحوظة: هذا المحامي الفذ/الأستاذ علي فارس شدّ آزري وساعدني في المحن والشدائد: تواجد إبني الأكبر خلف القضبان..إصابتي-عفاكم الله-بجلطة على مستوى اليد اليمنى نتيجة صدمة ما بعد الموت (وفاة نجلي ورحيله الفجئي إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين)..ولا يسعني-كما أسلفت-إلا أن أجدد له شكري وعميق إمتناني متمنيا له بقلب صاف النجاح والتوفيق في أعماله..
على سبيل الخاتمة : من الآيات التي أثرت علي في حياتي فأثْرتني،وتركت بصمات في توجهاتي فأرضتني-
ولسوف يعطيك ربك فترضى- الضحى، 5 فما أجمل العطاء، وما أمثل الرضا!
فالآية وإن كان لها سبب نزول إلا أنها تتواصل مع كل إنسان،ولا بِدع في ذلك، خاصة إذا تذكرنا الآية..وما كان عطاء ربك محظورا- الإسراء، 20.
العطاء جزء من الكرم، بل يكون هو الكرم في صور كثيرة، وهو جزء من كينونة الإنسان السامي،منه وإليه،والمثل الصيني يقول:

مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك.
شكرا لك أولا وأخيرا -ياأستاذ القدير علي فارس-أيها الإبن البار لجهة تطاوين..
قبعتي..يا أستاذنا القدير علي فارس.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة متعجلة في نص(بين مفاصل الوجع..تكمن الشظايا ) قصة قصيرة ...
- إشراقات الذات الشاعرة-قراءة في قصيدة -أنا الأنثى- للشاعرة ال ...
- مأساة -يوسف المغربي- (ريان)..قصة إغريقية صاغها القدر..أربكت ...
- -المخرج المسرحي التونسي الكبير: رشيد بن مصطفى :-المسرح هو ال ...
- ما حكاية-هذا -السجين التونسي-؟!
- بيان رسمي من كاتب صحفي دولي تونسي
- شراقات نورانية..في دياجير اليَم بقلم الأستاذة القديرة فوزية ...
- ..ملامح الوجَع..في قصيدة الشاعر التونسي القدير جلال باباي ( ...
- حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخ ...
- حين تنسج الكاتبة التونسية القديرة فوزية ضيف الله من -خيوط ال ...
- حتى نؤسس لإعلام جهوي واعد..يوازن بين الحرية و المسؤولية،وفق ...
- رسالة مفتوحة إلى ساسة بلادي : كل الذين دأبوا على الإبحار على ...
- إشراقات الوطن..على ربى الإبداع الشعري للشاعر التونسي القدير ...
- الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي نحات ماهر في الرسم بالكلمات ...
- إشراقات الثورة..في الخطاب الشعري الحديث
- هوذا الشاعر التونسي الفذ جلال باباي كما أراه..وكما أصغي إلى ...
- لغة الترميز والإيحاء والتكثيف في الحدث السردي لدى الروائي وا ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر القدير-د-طاهر مشي (عزف..على وتر ...
- الروائي التونسي القدير محسن بن هنية يتحدّث عن تجليات الإبداع ...
- الثورةالتونسية المجيدة.. هي نشيد الجماعة ومرآتها..وليس الفرد ...


المزيد.....




- من الصين إلى تشيلي والمكسيك.. بعض البلدان تعاني حرارة شديدة ...
- مقتل إسرائيلي بالرصاص بالضفة الغربية والجيش يعلن فتح تحقيق
- -اليونيفيل-: استهداف المواقع الأممية في لبنان أمر مرفوض 
- باتروشيف: مسؤولو الغرب يروّجون الأكاذيب حول روسيا للبقاء في ...
- هجوم محتمل للحوثيين في اليمن يستهدف سفينة في خليج عدن
- مقتل إسرائيلي في إطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة ...
- كشف سبب الموت الجماعي للفقمات في مقاطعة مورمانسك
- دعوة روسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي مع إيران
- عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة
- فيديو يرصد الحادثة.. السلطات الأردنية توضح طبيعة -انفجار عمّ ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - الأستاذ التونسي القدير علي فارس-دكتورا مرحلة ثالثة في القانون -